أخبار المجتمع المدني

لدخول الجامعات التركية.. إقبال على دراسة “اليوس” في إدلب وحلب

تفرض جامعة غازي عنتاب (فرع الداخل السوري) على الطلاب السوريين، اجتياز امتحان “اليوس” للانضمام إلى مقاعدها الدراسيّة، الأمر الذي دفع طلاباً سوريين إلى التوجه نحو دراسة جديدة بعد الحصول على الشهادة الثانوية سواء بفرعيها العلمي أو الأدبي.
وعلى اعتبار أنّ منهاج وامتحان “اليوس” ضيف جديد وثقيل وفقاً لبعض الطلاب، لا بد من صعوبات عديدة تواجه الطلبة السوريين في الداخل خلال رحلة الدراسة هذه حتى الوصول إلى موعد الامتحان الذي تجريه الجامعة في مراكزها في مدن الباب وعفرين واعزاز وجرابلس شمال وشرق حلب في شهر نيسان/ أبريل من كل عام، وقد يطرأ على التاريخ تغيير بحسب الظروف كما حدث العام الماضي بسبب أزمة “كورونا”.
ويشكل تجاوز امتحان “اليوس” إلى جانب الشهادة الثانوية سبيلاً سهلاً لدخول جامعة تركية في الشمال السوري معترف عليها بعيداً عن هاجس غياب الاعتراف أو الاعتماد الدولي بشهادات الجامعات الأخرى، وخاصةً أنّ المفاضلة الأخيرة لفرع الداخل السوري لم يشترط فيها معدل معين إنما كان باب المفاضلة مفتوحاً حتى لأصحاب المعدلات المتدنية في “اليوس” والشهادة الثانوية.

الإقبال على امتاحن اليوس

يتناسب إقبال الطلبة في الداخل السوري على امتحان “اليوس” مع الأقسام الجامعية المتوفرة في جامعة غازي عنتاب، وفقاً لما يوضح “أحمد معروف” وهو مدرس يمتهن تدريس “اليوس” في منطقة شمال حلب. إذ إن الأفرع المتوفرة في فرع الجامعة التركية الوحيدة في الداخل السوري ما زال يركز على الأفرع الأدبية فقط ويعتمد مبدأ التدرّج في إحداث الأفرع الجديدة.

ويشير “معروف” في حديثه لموقع تلفزيون سوريا، إلى أنّ اقتصار الأفرع المتوفرة على الأدبية فقط وغياب الأفرع العلمية المتقدمة كالطب البشري والهندسة جعل شريحة واسعة من الطلاب المتفوقين تبتعد عن امتحان اليوس على اعتبار أن مصيره لن يلبي طموحها، وبالتالي ضياع سنة دراسية كاملة، إلا أنّ هذه الحالة تبدو مؤقتة مع حالة التطور التي تشهدها الجامعة من ناحية افتتاح الأفرع الجديدة.
ينحصر تأمين كتب “اليوس” على النسخ الإلكترونية المتوفرة بصيغة (بي دي أف) وبدورهم الطلاب يعملون على طباعتها محلياً بحسب النسخ المتوفرة وهي تختلف من جامعة تركية إلى أخرى، كما أنّ الأبحاث التي يتضمنها المنهاج يختلف من جامعة إلى أخرى، بحسب محدثنا “معروف”، إلا أنّ موضوعات محددة يدور في فلكها المنهاج، وهي الرياضيات منها (الأعداد والدوال والمتطابقات) وقسم الهندسة المتضمن لدراسة الأشكال الهندسية منها الزوايا والمثلثات والدائرة والـ(الإيكيو) المندرج تحت قسم الهندسة، لكن يتضمن أبحاثاً إضافية منها المكعبات وإيجاد الأشكال الناقصة والمختلفة والمصفوفات.

الحصول على الشهادة في إدلب أصعب من حلب

ربما لا يكون الكلام دقيقاً أنّ الطلاب في أرياف إدلب محرومون نهائياً من دراسة “اليوس”، لكن مشقةً كبيرة بانتظارهم في حال قرر أحدهم خوض غمار هذه التجربة. وهو ما حدث فعلاً مع “حسن خاروف” المقيم في بلدة حزانو شمال إدلب، الذي قرر الانتقال من ريف إدلب إلى مدينة عفرين شمال حلب لدراسة “اليوس”.

يقول “حسن” لموقع تلفزيون سوريا، إنّ قرار الانتقال جاء بعد رحلة بحث طويلة عن مدرّس مختص أو معهد خاص لتدريس المنهاج في ريف إدلب باءت بالفشل، إذ إنّ المجموعات الطلابية قليلة وتعتمد على تجميع عدد معقول من الطلبة.
حتى كلفة طباعة الكتب مرتفعة جداً قد تصل إلى 100 دولار أميركي، بحسب “حسن” في حين الحصول على نسخة جاهزة قد تكون أقل كلفة لكن هي قيد الانتظار.

ويزيد من صعوبة الأمر، قلة المدرّسين المختصين والمعاهد التعليمية في إدلب، وغياب مراكز تقديم الامتحان في محافظة إدلب واقتصارها على مراكز ريف حلب.

عقبات إضافية

يشرح “حمزة الشامي” وهو طالب متجاوز لامتحان “اليوس” يقيم في مدينة عفرين، إلى أنّ شعور الصدمة لا بد أن يتملك الطالب للوهلة الأولى تجاه دراسة المنهاج نتيجة تعدد الكتب، إضافة إلى كمٍّ يصل إلى 2500 صفحة مجتمعة، وهو ما لم يعتده حتى في منهاج الرياضيات السوري، منوّهاً إلى أن كمّ المعلومات الجديدة التي تزيد على المنهاج السوري تصل بـ 10% فقط.
ويضيف لموقع تلفزيون سوريا “المنهاج يعتمد على كثرة التدريب والممارسة والتنوع في حل التمرينات ضمن مؤقت زمني معيّن لأن الرشاقة والمرونة في حل الأسئلة في المنهاج الرئيسي وفق مخطط زمني معين هو رأس نجاح الطالب لتجاوز الامتحان النهائي”.

التعليم الافتراضي (أونلاين) ملجأ الطلاب

كان “حمزة” ضمن من لجؤوا إلى متابعة دراسة المنهاج عبر منصة “يوتيوب”، فتفشي وباء كورونا حال دون استمرار دروسه الفيزيائية، واعتمد على دروس مسجلة على “يوتيوب” تحظى بشرح وافٍ وتفصيلي.

وليس فقط من أجل كورونا يلجأ الطلبة إلى دراسة اليوس عبر منصات إلكترونية، إنما عقبات عديدة تواجه الطلاب أبرزها تأمين مدرّسين متمرسين ومعاهد خاصة إذ إنّ حداثة دراسة المنهاج لم تساعد بعد على شيوع المدرسين المختصين في الشمال السوري، وهو ما اشتكى منه عدد من الطلاب.

يعتبر “يوسف أبو إسلام” في حديثه مع موقع تلفزيون سوريا، أن الدراسة عبر “اليوتيوب” تحمل إيجابيات عديدة وفائدة لكن يبقى للمتابعة الفيزيائية عبر مدرس بشكل مباشر وقع أفضل لأنّ الدراسة الذاتية تشجع على الكسل والتفلّت وضياع الوقت والتقاعس.
واضطر “أبو إسلام” وهو طالب “يوس” إلى دراسة المنهاج عبر دروس مسجلة على منصة “يوتيوب” بسبب تعذر تأمين مجموعة طلابية أو معهد يدرّس المنهاج حاله كثير من الطلبة السوريين في الداخل.

وافتتحت جامعة غازي عنتاب التركية أفرعها في الداخل السوري في مدن الباب وعفرين واعزاز وجرابلس للعام الدراسي 2019 ـ 2020، بثلاث كليات وهي العلوم الاقتصادية والإدارية وكلية التربية وكلية العلوم الإسلامية إضافة إلى المعاهد العالية في جرابلس.
وأعلنت رئاسة الجامعة عن افتتاح أقسام جديدة ضمن الكليات السابقة منها الرياضيات واللغة التركية والعلوم السياسية للعام الدراسي 2020 ـ 2021، ضمن خطة مستمرة لزيادة الأقسام العلمية في فرع الداخل السوري وبالتالي زيادة فرص قبول طلبة سوريين في جامعات تركية معترف عليها ومعتمدة دولياً.

المصدر : تلفزيون سوريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Articles

Back to top button