لاجئون سوريون عالقون في بلغاريا: ظروف قاسية وخطر الترحيل يهدد حياتهم
لاجئون سوريون عالقون في بلغاريا يعيشون تحت وطأة أوضاع غير إنسانية في بلغاريا، حيث يواجهون ظروفًا قاسية تهدد حياتهم وسلامتهم. بينما يدخل هؤلاء اللاجئون عبر الحدود التركية إلى بلغاريا بطرق غير نظامية، يجدون أنفسهم عرضة للاحتجاز والترحيل القسري دون أمل واضح في الحصول على الحماية القانونية.
اللاجئون السوريون بين خيار السجن أو الترحيل
تحتجز السلطات البلغارية نحو 76 لاجئًا سوريًا، من بينهم 8 أطفال، في العاصمة صوفيا منذ أكثر من ستة أشهر. يواجه هؤلاء اللاجئون خيارين قاسيين: إما السجن لمدة تصل إلى عام ونصف بتهمة “تهديد الأمن القومي“، أو الترحيل إلى سوريا، الذي يترافق مع خطر الموت بسبب التعذيب المحتمل الذي ينتظرهم عند عودتهم، خاصة وأن العديد منهم معارضون للنظام السوري.
اقرأ أيضًا: وفاة شابان في غابات بلغاريا
أوضاع معيشية متردية وغياب الرعاية الصحية
يعيش هؤلاء اللاجئون في بيئة تفتقر لأدنى مقومات الحياة الكريمة؛ إذ يعانون من نقص في الرعاية الطبية ويفتقرون لأبسط احتياجاتهم اليومية. ذكر المحتجزون أنهم يُجبرون على دفع مبالغ مالية تصل إلى 100 يورو مقابل كميات صغيرة من الطعام، مثل الخضار. يشتكي عبد الباسط حسين الحسن، أحد اللاجئين من دير الزور، من تدهور حالته الصحية حيث فقد ما يقارب 23 كيلوغرامًا من وزنه بسبب سوء التغذية.
عدم تدخل الجهات الحقوقية وتجاهل الوضع الصحي المتدهور
لم تشهد بلغاريا أي تدخل يُذكر من المنظمات الحقوقية أو الجالية السورية لدعم هؤلاء اللاجئين المحتجزين أو المطالبة بحقوقهم، مما يفاقم وضعهم. قد انتشرت أمراض مثل الإسهال والجرب والحكة بين اللاجئين نظرًا لغياب الرعاية الصحية وسوء النظافة. يؤكد عبد الباسط أن ظروف الحمامات غير الصحية والأمراض الناتجة عنها تزيد من معاناة اللاجئين.
تزايد أعداد اللاجئين وضغوط أوروبية على بلغاريا
تشهد بلغاريا ارتفاعًا كبيرًا في أعداد اللاجئين الوافدين نتيجة إحكام اليونان سيطرتها على الحدود مع تركيا. ضمن هذا الإطار، خصص الاتحاد الأوروبي لبلغاريا مبلغ 5.6 مليون يورو لتحسين أوضاع اللاجئين، إلا أن التأثيرات الإيجابية لهذا التمويل لم تصل بعد إلى اللاجئين المحتجزين، الذين ما زالوا يعانون في ظروفهم الحالية.
انتقادات ألمانية وسوء معاملة على الحدود البلغارية
وجّهت جمعيات ألمانية، مثل جمعية “ماتيو – الكنيسة واللجوء” في نورنبيرغ، انتقادات حادة لممارسات السلطات البلغارية على الحدود وفي مراكز الاحتجاز. أشار شتيفان رايشل، رئيس الجمعية، إلى تعرض اللاجئين للعنف والإهانة، بل وحتى لإطلاق النار أحيانًا. طالب بضرورة أن تتولى ألمانيا النظر في طلبات اللجوء لحالات اللاجئين الموقوفين بموجب اتفاقية “دبلن”، مؤكداً أن الظروف الحالية في بلغاريا غير إنسانية وتتنافى مع معايير حقوق الإنسان.