لاجئة سوريةٌ تستعيد بصرها جزئياً في تركيا بعد عامين من العلاج
تمكن أطباء أتراك من إعادة النظر جزئياً لأم سورية فقدت بصرها بشكل كامل جراء إصابتها في ريف حلب الغربي منذ سنتين بعد رحلة علاج لم تكتمل بعد وخضعت خلالها لأكثر من 20 عملية.
وروى الدكتور مازن خديجة لـ” زمان الوصل” أن زوجته “فاطمة نحاس”- 35 عاماً – كانت في حمام منزلها بمزرعتهم في بلدة كفر ناها بريف حلب الغربي عندما وقع انفجار فراغي وأدى الضغط الهوائي الناجم عنه إلى انفجار الحمام و إصابتها إصابات بليغة في العينين والحنجرة والرئة وحروق من الدرجة الثالثة بنسبة 75% وقام باسعافها بتاريخ 7/1/2019 عن طريق باب الهوى إلى إسكندرون ، ونظراً لعدم وجود العناية المناسبة لحالتها هناك تم نقلها إلى مشفى القادرلي الخاص في ولاية العثمانية واضطر لترك طفليهما محمد الفاتح 4 سنوات، وزكريا 3 سنوات، لدى جدتهما في ريف حلب، من أجل مواصلة مسيرة العلاج في المستشفيات التركية، وتابع المصدر أن زوجته بقيت لمدة سنة وثلاثة أشهر في المشفى نتيجة خطورة إصابتها وكانت في حالة الموت السريري (الكومة) -كما يقول-.
وكشف محدثنا الذي يحمل الدكتوراه في القانون الدولي أن الطبيب المسؤول عن العناية المشددة استدعاه في بداية إسعافها وأسرَ له أن زوجته لن تعيش أكثر من أسبوع، وأشار محدثنا إلى أن زوجته ونتيجة الانفجار أصيبت بانفصام في الشبكية وأصيب كامل جسدها بحروق بنسبة 75 %.
وبدأت رحلة العلاج التي استمرت لأربعة أشهر بذل الأطباء خلالها جهوداً كبيرة -كما يقول- ومنهم أطباء العينية والجلدية والتجميل ، وتابع المصدر أنه نقل زوجته فيما بعد من مشفى القادرلي في العثمانية إلى مشفى الشهير المختص بالعيون في أضنة وأجرت -كما يقول- 12 عملية لعينيها لأنها كانت في حالة فقدان للرؤيا تقريباً، ورغم أن الأطباء أكدوا أنها ربما لا تتمكن من استعادة البصر، لكنها استرجعت 7% من الإبصار بعد العمليات المذكورة، وهذا كان أمر أشبه بالمعجزة، وروى محدثنا أن حالة زوجته كان ميؤوساً منها وكان شفاؤها مستحيلاً ولكن شاءت إرادة الله أن تشفى بنسبة غير متوقعة.
وكشف د. خديجة أن حالة زوجته تدهورت العام الماضي بعد أن اقتحم جيش النظام المنطقة التي تقع فيها مزرعتهم والتي تؤوي طفليه وبات هناك خطر حقيقي على حياتهما وحياة جدتهما ( أم زوجته) وهذا أثر على حالتها التي لم تعد تستجيب للعلاج-كما يقول- لأن من شروط نجاح العلاج الابتعاد عن الحزن والإنزعاج حتى أن الطبيبة النفسية اشترطت إحضار طفليه لإكمال العلاج وإلا فإن التحسن غير ممكن، وأردف د. خديجة أنه تقدم حينها بطلب لم شمل لطفليه ولكن تم رفض الطلب في المرة الأولى وفي المرة الثانية تدخلت منظمات تركية ومنها ihh ومنظمة فرح (آسام) التابعة للأمم المتحدة ومركز عمل اللاجئين التابع أيضاً للأمم المتحدة من أجل قضية لم الشمل بالتواصل مع إدارة الهجرة ووالي أضنة إلى أن تمكن من لم شمل طفليه وفق القانون والأنظمة المرعية -حسب قوله- مضيفاً أن أمام زوجته الآن 6 عمليات وقد يستمر العلاج من 3 إلى 5 سنوات قبل أن تستطيع الرؤية بشكل جيد وفق تأكيد الأطباء، لافتاً إلى أن حالة زوجته مصنفة من الناحية الطبية على أنها عجز بنسبة 93 % ولكن الإنجاز -كما يقول- كان في تجاوزها مرحلة الخطر وعودتها إلى الحياة.
وتوجه د. خديجة بالشكر لتركيا التي تتمتع بالقيم الإنسانية، مثنياً على الجهود التي بذلها العديد من الأطباء في مراحل علاج زوجته وبخاصة في مشفيي شهير في أضنة وقادرلي في العثمانية ومنهم د. نوح ود. باستيك جراح ود مراد ود. آمنة أليماج ود. عمر الفاروق ود. أورهان.
المصدر : زمان الوصل