كيف ينهض مقدّمو الرعاية بالأطفال أثناء الأزمات؟
يتعرّض الكثير من الأطفال الصغار في سوريا إلى اضطرابات كبيرة، وتحديات متزايدة، تهدّد نموّهم السليم المتكامل، ومن أجل التصدّي لهذا الخلل الحاصل في التنشئة والضبط الاجتماعي، وسعياً منها في دعمها المتواصل للنهوض بالطفل علمياً وفكرياً؛ تُتابع وطن تنفيذ نشاطاتها من خلال مشروع:/أهلاً سمسم/ الخاصّ بتأهيل مقدّمي الرعاية، والذي يستهدف كلاً من المراكز التالية:
(الحسن البصري، حمزة بن عبد المطلب، مركز القادسية.) في كلٍّ من مخيّمات: سراج، خان طومان، هبيط الخير، وفي قرى: حزرة ودير حسان، بالإضافة إلى مدن: إدلب وحارم والدانا.
يأتي ذلك ضمن التعاون مع مؤسسة الإنقاذ الدوليةIRC.
يهدف المشروع لتعزيز التفاعل بين مقدّمي الرعاية وأطفالهم، وتنمية قدرتهم لاستيعاب خصوصية مرحلة الطفولة المبكّرة، وكيفية التعامل معها، حيث يُعتبر من الأمور المسلّم بها حاجة الطفل إلى الرعاية والاهتمام بحاجاته الأساسية، في ظلّ علاقة عاطفية خاصّة تنشأ بين الطفل وبين من يرعاه، بالإضافة لتعزيز رفاه هؤلاء الأطفال المتأثّرين بالحروب والأزمات، والتّخفيف من الآثار المؤلمة التي يمرون بها.
كما تستهدف النشاطات مقدّمي الرعاية وذوي الأطفال الذين لم يبلغوا سنّ الثامنة؛ بغرض توعيتهم بأهمّية مرحلة الطفولة المبكّرة على سائر مراحل النّمو اللاحقة للطفل، مع تبادل الخبرات معهم، وإضفاء بعض المهارات الوالدية اللازمة مع أطفالهم.
وتتضمّن هذه النشاطات جلسات للتوعية والتي تتناول المحاور التالية:
١-الوالدية والبناء المبكّر لدماغ الطفل.
٢-النّموالمتكامل عند الأطفال وأهمّية اللعب في نموّ الأطفال.
٣-التعاطف وأهمّيته في دعم نمو الأطفال.
٤-الانضباط الإيجابي، والطرق السليمة لضبط سلوكيات الأطفال.
٥-الضغط النفسي لدى مقدّمي الرّعاية، وتأثيره على الأطفال، ووسائل التخفيف من آثاره السلبية.
وفي هذه الجلسات يتمّ تقديم مجموعة من الأنشطة المخطّطة للأطفال خلال تواجدهم بالمركز؛ بهدف دعم جوانب النمو الجسدي والعقلي والعاطفي والاجتماعي، وللتّخفيف أيضاً من آثار الحروب والنزوح والصعوبات التي يعانون منها.
نُشير أنّ عدد المستفيدين من إجمالي النّشاطات في شهر حزيران الماضي قد بلغ(٢٥٢) مستفيداً، منهم(١١٠) مقدّماً للرّعاية، و(١٤٢) أنثى.
كما استفاد منها(١٥٦) طفلاً بشكل مباشر بينهم(٩١) ذكراً، والباقي من الإناث.
بالإضافة إلى(٤٠٢) طفلاً بشكلٍ غير مباشر- من خلال مجموعات الواتس أب.
يُذكر أنّ المشروع ومنذ انطلاقته بمرحلته الحالية في ٢٢٠١/١/١ وحتى نهاية شهر حزيران الماضي تمّ استهداف:
(١٥٦٠) مقدم رعاية بينهم:(٦٩٣من الذكور- ٨٦٧ من الإناث) بشكل مباشر.
(٦١٢) مقدم رعاية منهم:(٢٤٩ من الذكور- ٣٦٣ من الإناث) بشكل غير مباشر.
(٩٩٦) طفلاً(٥٣٣ من الذكور-٤٣٣ من الإناث) بشكل مباشر.
(٢٨٩٩) طفلاً بشكل غير مباشر من خلال استهداف ذويهم.
هذا ويُتوقّع أنْ يُسهم المشروع في:
١- زيادة مشاركة الأهالي في ظلّ الأزمات في تكوين وتأسيس بيئة تعلّم مبكّرة داعمة وآمنة وشاملة.
٢- تعزيز الحياة الطبيعية للأطفال في ظلّ الأزمات من خلال التّخفيف من الضغوطات السامّة التي يُعانون منها، وتأمين بيئة تسمح بنموٍّ سليم متكامل للأطفال تجعل منهم أفراداً مستقلّين، ومهرة في المستقبل يُساهمون في بناء مجتمعاتهم