أحداث إنسانية

في اليوم العالمي لذوي الإعاقة … ما الذي يعنيه أن يكون شخص معاقاً في سوريا

نور زيدان

“قد أبدو لك لا اسمع وقد أبدو لك لا أرى وربما لا يمكنني المسير إلى أنني قد أقطع ألاف الأميال قبلك بعقلي ورشدي وإبداعي فلا تنظر إلي بشفقة بل عاملني على أنني انسان مخلوق مثلك تماماً وكل مخلوق فيه نقص…أنا المعاق”

وافق يوم أمس اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة وهو يوم ٣ /ديسمبر وقد خصصته الأمم المتحدة منذ عام ١٩٩٢ من أجل دعم ذوي الاحتياجات الخاصة والاحتفاء بهم ومنحهم التشجيع والعناية والاهتمام.

عندما يذكر مصطلح  “معاق” سيرافقه مباشرة صورة خيالية توحي بالنقص والعجز وذلك بسبب التشويش والأفكار المغلوطة التي تنتشر في المجتمعات حول هؤلاء الأشخاص، إلا أن الحقيقة مغايرة لذلك تماماً لأن الإعاقة حالة كغيرها من أحوال الإنسان وجزء من تغيراته الحياتية وإن معظم الأفراد سيعانون من إعاقة مؤقتة أو دائما في وقت ما من حياتهم كشخص تكسر قدمه فيكون معاقاً في قدمه حتى تشفى وهذه المؤقتة أو تقطع قدمه فتبقى إعاقة دائمة وإن مفهوم النقص المطروح حولهم مغلوط.

ماذا عن سوريا؟

تشير تقديرات المنظمة العالمية للصحة إلى معاناة أكثر من مليار شخص وهو ما يقارب ١٥% من سكان العالم من شكل أو آخر من أشكال الإعاقة، وبحسب تقارير لمنظمة الصحة العالمية فإن ٨٦ ألف سوري معظمهم أطفال انتهت  إصابتهم منذ 2011 إلى بتر الأطراف، وينتظرون تقديم المساعدة لهم، وأوضح تقرير المنظمة أن 1.5 مليون سوري يعيشون مع إعاقات مستديمة، وطالبت المنظمة المجتمع الدولي توسيع إطار الدعم المقدم لتأهيل المصابين دمجهم في المجتمع من جديد.

وذكرت أيضاً أن هناك 3.3 مليون طفل يتعرضون لمخاطر المتفجرات على اختلاف أنواعها، بحسب المدير الإقليمي “لليونيسيف” في الشرق الأوسط، “خيرت كابالاري”.

كما اعتبر رئيس رابطة الأطباء الدوليين، “مولود يورت سفن”، أن نسب إصابات الساق وبتر الأذرع في سوريا، هي الأكبر في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

وتتفاقم المشكلة مع الانتشار الكبير للمخيمات  في ادلب وريفها والتي تؤوي نحو ٤ مليون شخص، ويأتي ذلك وسط سوء الوضع المعيشي شمال غرب سوريا بسبب تزايد عدد النازحين واكتظاظ المخيمات و ارتفاع الأسعار وانتشار فيروس كورونا في المنطقة .

إهمال بسبب كورونا:

على الرغم من المناشدات المستمرة الموجهة إلى المنظمات العالمية والإنسانية ، لم يقدم للكثير من ذوي الإعاقة في المحافظة، معدات مساعدة لحالتهم الصحية، ولا أطراف اصطناعية لحالات البتر، وذلك بسبب توجيه الاهتمام نحو متطلبات مكافحة فيروس كورونا المستجد والذي انتشر في المنطقة بشكل مكثف في الآونة الأخيرة.

كيف نحميهم ؟

الإعاقة حالة من تداخل عوائق البيئة والسلوك مع العوامل الشخصية، وتوسط كلمة “ذوي” بين كلمة “أشخاص” وكلمة “الإعاقة” تأكيد على أن الإعاقة ليست ملازمة بالضرورة بالشخص.
وفيما يلي ارشادات وخطوات عملية التي يمكن أن يتخذها موظفو برنامج الدعم النفسي والاجتماعي  لتعزيز مشاركة الأطفال والشباب ذوي الإعاقة:

1-أولاً لابد من بناء الثقة لديهم وإزالة العوائق التي تحول دون مشاركتهم مع مجتمعاتهم وتواصلهم الاجتماعي وإثبات قدرتهم على صنع شيء مختلف بالإضافة إلى التوعية.

2-  الأخذ بمشورتهم ووضعهم في صلب صنع قرارات البرامج

3- إنشاء أماكن آمنة لهم، بالإضافة إلى منحهم فرص للمشاركة في جميع المجالات الحياتية العملية  منها والروتينية.

4- تحديد مشرفين ذوي إعاقة : لأن إنشاء شبكة من القادة الأقوياء من  ذوي الإعاقة في المجتمع سيؤدي إلى تحسين وضع الأطفال بشكل خاص والأخرين  ذوي الإعاقة، وذلك من خلال الاقتداء وتحدي المعايير الاجتماعية، وتسليط الضوء على مهارات وإمكانيات الأشخاص ذوي الإعاقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى