في اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري..
الأورومتوسطي: الأقليات المسلمة في ميانمار والصين تتعرض لانتهاكات مستمرة والخطاب العنصري في أوروبا يتزايد
جنيف – دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي لبذل المزيد من الجهود للحد من الممارسات العنصرية التي تستهدف الأقليات في دول العالم، مشيرًا إلى أنّ اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري يشكّل فرصة لتسليط الضوء على الممارسات العنصرية التي تتعرض لها الأقليات، وتجديد الدعوة للعمل على مكافحتها
وأكّد المرصد الدولي – مقره جنيف – على أن الأقلية المسلمة في إقليم تركستان الشرقية (شنغيانغ) أقصى غربي الصين لا تزال تتعرض لحملات عنصرية ممنهجة تقودها السلطات الصينية ضد أفرادها على أساس ديني، إذ سنّت السلطات الصينية نحو 30 قانونًا يستهدف حرية المعتقد لدى المسلمين لديها. بالإضافة لذك، نفّذت السلطات حملات اعتقال جماعية استهدفت ما يقارب مليون مسلم إيغوري بحجة ما تسميه السلطات “مكافحة التطرف” تم سجنهم في معتقلات جماعية، حيث يتعرضون لانتهاكات حقوقية ممنهجة شملت إرغامهم على تغيير معتقداتهم الدينية بالقوة، وإجبارهم على أفعال يحرّمها الدين الإسلامي كشرب الخمر وتناول لحم الخنزير.
وأضاف الأورومتوسطي أنّ المسلمين الإيغور في ميانمار يعانون من حملات تمييز عنصري ممنهجة، إذ تشن السلطات حملة تطهير عرقي ضدهم في إقليم أركان تعرضوا خلالها إلى حملات إبادة جماعية وتهجير قادها جنرالات في جيش ميانمار ومجموعات بوذية متطرفة.
ونوّه المرصد الأورومتوسطي إلى أن الجرائم التي تستهدف الأقلية المسلمة في إقليم أركان من حرق للمنازل وقتل واغتصاب للنساء منذ العام 2017 أسفرت عن تهجير 826 ألفاً من مسلمي أركان إلى بنغلاديش حيث يعانون من أوضاع معيشية غاية بالسوء.
بدورها قالت “سارة بريتشيت” المتحدثة باسم المرصد الأورومتوسطي أن استهداف المسلمين في كل ميانمار والصين يشكل انتهاكًا للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي ضمن بشكل واضح حرية الفرد في اعتناق ما يشاء من أفكار دينية وغير دينية، كما يشكل انتهاكآ للمادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي نصت على أن ” لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين “.
وفي السياق، حذّر المرصد الأورومتوسطي من تنامي الخطاب العنصري المتطرف الذي تقوده أحزاب أوروبية يمينية ضد الأقليات المسلمة في أوروبا عبر تغذية الصورة السلبية عن المسلمين وتعزيز الرهاب من الإسلام أو ما يعرف ب “الإسلامفوبيا“.
وبيّن المرصد أن الخطاب الشعبوي المعادي للمسلمين والمهاجرين في أوروبا بات يشكّل خطرًا حقيقيًا على حياة المسلمين في الغرب، ويجعل منهم أهدافًا مباشرة للعنصريين، كما حصل في نيوزيلاندا في 15 مارس 2019، حيث قضى 50 مسلمًا برصاص مسلّح عنصري اقتحم مسجدين وأطلق النار على من فيهما من المصّلين في مدينة كرايست تشيرتش بجزيرة ساوث آيلاند النيوزيلندية.
ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومؤسساتهما المعنية، لبذل المزيد من الجهود والعمل على سنّ قوانين من شأنها الحد من الممارسات العنصرية التي تستهدف الأقليات في العالم، والعمل على محاسبة مرتكبي الجرائم العنصرية في محكمة الجنايات الدولية والمحاكم المحلية المختصة.
استهداف المسلمين في كل ميانمار والصين يشكل انتهاكآ للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي ضمن بشكل واضح حرية الفرد في اعتناق ما يشاء من أفكار دينية وغير دينية
سارة بريتشيت، المتحدثة باسم المرصد الأورومتوسطي
2019-03-21
المصدر: Euro-Mediterranean Human Rights Monitor