أخبار المجتمع المدني

“غرينفيلد” تنوي لقاء “نيبينزيا” لبحث تمديد آلية دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا

قالت المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا غرينفيلد، في تصريحات صحفية عقب زيارة إلى تركيا، أنها تنوي لقاء نظيرها الروسي فاسيلي نيبينزيا، لبدء محادثات بشأن تمديد تفويض إيصال المساعدات الإنسانية الأممية عبر الحدود مع تركيا، وفق وكالة “رويترز”.

وقالت غرينفيلد: “لن نسمح باستخدام الوضع في أوكرانيا أو الوضع في سوريا، كورقة مساومة مع الروس”، وأكدت أن دخول المساعدات إلى شمال غربي سوريا سيستمر، حتى لو عرقلت روسيا تمديد تفويض مجلس الأمن للسماح بعبورها، موضحة أن المنظمات الأممية تعمل على خطط بديلة لإيصال المساعدات.

وسبق أن قال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن الدول الغربية لا تفي بالتزاماتها بموجب آلية المساعدة عبر الحدود في سوريا، وأن هذا الوضع لا يناسب روسيا، في ظل مساعي روسيا لممارسة ضغوط جديدة على الدول الغربية مع موعد تجديد التصويت على آلية إدخال المساعدات إلى سوريا عبر الحدود.

وأوضح نيبينزيا للصحفيين: “ستتم مناقشة هذه المسألة بلا شك.. قلنا مرارا وتكرارا إننا لسنا راضين عن وتيرة عملية إيصال المساعدة عبر خطوط الاتصال”، معتبراً أن “مسألة تمديد الآلية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ستكون في يوليو، والآن بالطبع، سيتم مناقشة الموضوع بنشاط كبير في مجلس الأمن الدولي”.

وزعم بالقول: “الزملاء الغربيون لم يفوا بالتزاماتهم المكتوبة في القرار 2585 بشأن إنشاء آلية وتزويد سوريا بالأموال لبرامج التعافي المبكر، والتي تم تخصيص 3% فقط منها”، في وقت سبق أن أبدى مسؤولون غربيون عن شعورهم بالقلق من أن روسيا قد تمنع تجديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود، من خلال استخدامها حق النقض “الفيتو”، من أجل الحصول على تنازلات حول أوكرانيا.

وكانت قالت صحيفة “نيويورك تايمز”، نقلا عن مصادر مطلعة، إن إغلاق معبر باب الهوى الحدودي بين الأراضي السورية وتركيا “سيجبر بالتأكيد آلاف الأشخاص على الفرار من سوريا. وسيؤدي ذلك إلى تفاقم أزمة اللاجئين في أوروبا والشرق الأوسط التي تعتبر بالفعل أكبر أزمة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية”.

وأوضحت مصادر الصحيفة، أن روسيا أرسلت “إشارات غامضة إلى أنها قد تستخدم (مجلس الأمن) للحصول على بعض التنازلات في المواجهة مع أوكرانيا”، ولفتت إلى عدم وجود إشارة مباشرة إلى ذلك من موسكو، كما رفضوا شرح نوع الإشارات التي كانوا يتحدثون عنها. وفي الوقت نفسه، أعربوا عن ثقتهم في أن روسيا “تستعد لطلب المساعدة في الالتفاف على العقوبات من البلدان التي ستتأثر بشكل مباشر بموجة جديدة من اللاجئين”.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أمريكي كبير لم يتم الكشف عن هويته، قوله إن الولايات المتحدة ودولا أخرى في مجلس الأمن الدولي تعتزم إرسال “إشارة واضحة” إلى موسكو من أجل عدم إغلاق المعبر، لكن في رأي هذا الدبلوماسي “لا توجد ضمانات”، بأن هذه الدعوة سوف يتم تلبيتها.

وسيصوت مجلس الأمن الدولي في يوليو، على استمرار عمل هذا المعبر من عدمه، وتقول مصادر الصحيفة إن “إغلاق الممر قد يجبر الآلاف على الفرار من سوريا، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة اللاجئين في أوروبا والشرق الأوسط”.

وكانت بدأت روسيا خطواتها الدبلوماسية، بابتزاز المجتمع الدولي لمرة جديدة، في سياق مساعيها لوقف تجديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية “عبر الحدود”، سبق ذلك سلسلة ضغوطات مارستها العام الماضي حول الآلية، لتعلن معارضتها لتمديد الآلية، وقالت إن المجتمع الدولي لا يبذل الجهود الكافية لدعم مشاريع إعادة الإعمار المبكر في هذا البلد.

ويرى متابعون للملف الإنساني، أن روسيا تسعى بشكل تدريجي لتقويض الملف الإنساني وسحبه لصالح النظام ولكن عبر مراحل، بدأت بوقف دخول المساعدات من جميع المعابر وحصرها بمعبر واحد، ثم المطالبة بفتح معابر مع النظام من باب إنساني باسم “خطوط التماس”، وطرح موضوع “التعافي المبكر”، لتحقيق اعتراف جزئي للنظام حالياً، ولاحقاً التمهيد لسحب الملف الإنساني كاملاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى