“عيوني”.. فيلم يحاول رسم وجوه لأرقام المختفين قسريًا
تعرض المخرجة الفلسطينية المقيمة في بريطانيا ياسمين فضة فيلم “عيوني”، لأول مرة على الإنترنت في 1 من تموز ، ويحاكي قضية “الاختفاء القسري” العالمية، انطلاقًا من قصص سورية.
وقالت المخرجة ياسمين فضة لعنب بلدي، إن الفيلم يستهدف المدافعين عن الحرية والمطالبين بحقوق الإنسان في العديد من دول العالم، وخصّت في فيلمها المعتقلين السوريين، حيث اعتُقل أصدقاؤها، ما دفعها لتصوير الفيلم.
وأوضحت ياسمين أن تزامن عرض الفيلم مع فترة تنفيذ قانون “قيصر”، الذي يفرض عقوبات على النظام السوري وداعميه، مصادفة، ولم تخطط أبدًا ليكونا في الوقت نفسه.
وتزامن عرض الفيلم أيضًا مع المحاكم والقضايا التي ترفع حاليًا في أوروبا ضد مسؤولين عن الانتهاكات في سوريا، من بينهم مسؤولون عن التعذيب في السجون السورية.
وكان العرض الأول لفيلم “عيوني” في الدنمارك، في 25 من آذار الماضي، في مهرجان “CPH DOX” للأفلام الوثائقية.
الفيلم ليس ربحيًا، ويمكن مشاهدته بطريقتين، إما الدفع بقيمة ثمانية دولارات لتغطية تكلفة شركة الإنتاج، وإما المشاهدة مجانًا، في عدد محدد من الدول، لمن لا يستطيع الدفع.
بدأت المخرجة تصوير الفيلم بعد خطف الكاهن الإيطالي الأب باولو دالوليو، على يد جهة مجهولة في 2013، عندما كان متوجهًا لمقابلة أمير تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة الرقة السورية، لمطالبته بالإفراج عن الناشطين المعتقلين لديه بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
ولكن مجريات الأحداث تغيرت، ما دفع المخرجة لتطوير فكرتها لتصبح عن الاختفاء القسري للمعتقلين، بعد اعتقال صديقها باسل الصفدي عام 2012 في دمشق، بسبب مشاركته في الحراك السلمي المناهض لحكم الأسد.
وبعد تسعة أشهر نُقل إلى سجن “عدرا” المدني، وفي عام 2015 نُقل من زنزانته لتختفي أخباره بعدها، وأكدت زوجته نورا غازي أنه أُعدم بعد أيام من نقله من سجن “عدرا”.
يعد الصفدي من أشهر المبرمجين في سوريا، وكان ناشطًا فاعلًا في مشاريع “موزيلا فايرفوكس” و”ويكيبيديا” قبل الثورة السورية.
وقالت المخرجة ياسمين فضة، إنها خلال تصوير الفيلم زارت عشرة بلدان، ما جعل اللغات المحكية في الفيلم سبع لغات، وأدرجت ترجمة اللغات للعربية والإنجليزية داخل الفيلم.
الأفلام الوثائقية معتمدة أكثر من أنواع الأفلام الأخرى على نقل الواقع السوري، بحسب المخرجة ياسمين، بسبب احتوائها على وثائق ودلائل عينية، ووجود البيانات والمصادر فيها أكثر، ولأنها تنقل الصورة بشكل حقيقي وواضح وقريب للمشاهد.
وأضافت المخرجة أنها تتمنى إيصال فكرة الاختفاء القسري بطريقة مختلفة وصميمية أكثر، عن طريق مشاعر القريبين من المعتقلين في الفيلم، بالتزامن مع التقارير والوثائق التي تؤكد المعلومات في الفيلم.
وأكدت المخرجة ضرورة إيقاف الاختفاء القسري للمعتقلين، وضرورة تسليم جثثهم لذويهم، وأشارت إلى أن الاختفاء القسري ليس جديدًا، إذ إنه بدأ بعد الحرب العالمية الثانية في عام 1946.
وبحسب منظمة العفو الدولية فإن عدد المختفين قسريًا منذ عام 2011 في سوريا 82 ألف شخص.
وذكرت المنظمة عبر موقعها أن العديد من البلدان في العالم تعتمد سياسة الاختفاء القسري في قوانينها، كسريلانكا والأرجنتين وزيمبابوي.
المصدر : عنب بلدي