عمل النساء في شمال سوريا أنامل تصنع الحياة | صدى
نور زيدان
نساء سوريات يمثلن هذه المقولة ويدخلن بشجاعة إلى أسواق العمل كما الرجال، بسبب ضنك المعيشة وسوء الحال في هذا البلد بعد حرب طويلة استنزفت جميع طاقات وثروات البلاد،
كيف لا وقد تضائل عدد الشباب والرجال وأصبحت النساء اليوم تقوم بمهام الأب والابن الشاب والأم المربية والعاملة بنفس الوقت..
“إسراء قيرو” إحدى السيدات اللاتي يعشن في مناطق الشمال السوري في إدلب بالتحديد ، بدأت بمشروعها الخاص في فن صناعة الريزن منذ خمسة أشهر، والريزن مادة كيميائية سائلة تستخدم لصناعة الأواني والصمديات والساعات وغيرها من أشكال تستخدم للزينة غالباً.
تواجه “اسراء” عدة تحديات في رحلة عملها لعل أهمها القصف المستمر على مناطق مدينة إدلب واستهداف الأسواق، ومنها احتياجها من وقت إلى آخر لتأمين المواد اللازمة للعمل والصناعة بالإضافة إلى التكلفة العالية التي تضطر لدفعها لشحن المواد والأغراض من تركيا حصراً وذلك لعدم توافر معظمها في الشمال السوري، وهناك صعوية أخرى تعد الأصعب ربما وهي تغير سعر صرف الدولار بالنسبة لليرة التركية من وقت إلى آخر الأمر الذي يؤدي إلى فروقات كبيرة بأسعار السلع وخسارات مادية دائمة للبائع والمشتري.
تروي السيدة “قيرو” قصة اعتقال زوجها منذ سنوات عديدة واجهت فيها تحديات كانت الأصعب في حياتها حيث قامت بدور الأم والأب معاً تقول:” عندما اعتُقِل زوجي كان طفلي الصغير عمره ثلاثة أشهر، عملت مدرسة لغة انكليزي وهو تخصصي حتى استطيع تسديد الديون المتراكمة وتأمين احتياجات عائلتي .. كان الأمر شاقاً وصعبا وغير كافي”.
وتتابع :” تعرفت على فن الريزن بالمصادفة ثم أعجبتني الطريقة مما دفعني لأحضر بعض الكورسات الخاصة، لكن التحدي الأكبر كان في تأمين رأس المال ومع ذلك أنصح جميع السيدان أن لا يفقدن الأمل بالله ويتابعن عملهن والنضي في مشاريعهن الصغيرة مهما كانت الظروف”.
تمثل السيدة “قيرو” الكثير من النساء العاملات في الداخل السوري ، فإن صعوبة الحياة ومتطلباتها الكثيرة تضع العديد من السيدات في مواقف مصيرية ولا بد من المواجهة ، هذا ونشير إلى أن “اسراء قيرو” كانت قد شاركت بمعرض إدلب للأعمال اليدوية والذي توقف بعد يوم واحد من انطلاقه بسبب القصف الذي طال مدينة إدلب في مطلع شهر أكتوبر .