مقالات

ظاهرة التسول.. تقضي على مستقبل طفلة!

محمد الحمود

تعاني المناطق “المحررة” التي تخضع تحت سيطرة المعارضة السورية من حالة فقر معتم وارتفاع في مستوى البطالة ، التي أصبحت تتزايد بشكل كبير ومستمر ،والذي  تسبب في حالات التسول.. انتشار الغالبية من الأفراد في الطرقات لطلب الإعانة ببعض ما تيسر من خاطر الناس ، فيما أيضا البعض الآخر منهم من يعز على نفسة ويرفض التسول ،ويسير بين مكبات النفايات لتلقيط بعض المواد التي يستقبلون من خلال بيعها مردود ببعض “المال” الذي يأمن لهم القليل من الطعام وقوت اليوم ،للحفاظ على حياتهم و أسرهم من الموت.

فيما تكثر ظاهرة انتشار الأطفال في الشوارع من أجل تلقيط النايلون والمواد البلاستيكية وغيرها من المواد التي تصلح إلى البيع ، بغية اكتساب مردودات مادية لإعانة أهلهم في الحمل والتخفيف عن معاناتهم بالدخل المنزلي ، حيث أن بعض أولئك الأطفال من فقد والده الذي كان معيل لهم ، و البعض تسببت الحرب بإعاقة والدهم أو بتر أحد قوامه أو إصابته بالمرض.. وغالبية الآباء لا يملكون فرصة عمل تعين أسرتهم.

إذ أن الأغلبية الكبير من الأطفال باتوا بدون أي دراسة ولا تعليم ، والبعض الآخر منهم انقطع عن الدراسة لانعدام الدخل المادي الذي يأمن لهم حق التعليم و يهيئ لهم حياة مناسبة لطفولتهم ويكسبهم الحقوق المشروعة عالميا.
تعمل “آلاء” الطفلة التي لا يتجاوز سنها “العاشرة” بالتسول بأنحاء شوارع مدينة إدلب ، لكسب بعض المال لتسديد فواتير الدواء عن اخويها الصغيرين المريضين ، وأيضا من أجل إعانة والدها في مصروف المنزل ، ما تسبب في انقطاعها عن التعليم.

حيال ذالك قالت “أم رتاج” لموقع صدى المجتمع المدني ” ترددت كثيرا قبل السماح لطفلتي آلاء من التسول في الشوارع ، لم أتمكن من تحمل كمية الجوع والفقر الذي وصلت له عائلتي ، بعد نزوحنا من منزلنا في ريف حلب الشرقي وتشردنا دون وجهة محددة التي أقامتنا حاليا في مدينة إدلب ” تسكن في منزل على (العضم) دون أي نوافذ أو أبواب أو أي مستلزمات تحميهم من مأساة الحياة.

وتابعت ذكرها ” لدي طفلين مريضان ويحتاجان إلى عدة أنواع من الدواء غالي الثمن وليس بقدرتي ، دون حاجات المنزل ، و الطعام الذي لا يتواجد أحيانا.. يعمل زوجي بتلقيط النايلون من مكبات النفايات لتأمين بعض الخبز ، ولا يرد إلا القليل رغم ساعات عمله الطويلة”.. عدم توفر فرص العمل التي تحرم عائلة أم رتاج و الكثيرين من العوائل بتوفير أقل مقومات الحياة.

افتقار الأهالي إلى توفير دخل المنزل الذي أصبح من الأمور القليلة والنادرة ، ووضع أطفالهم تحت معاناة طويلة و حرمانهم من تحقيق مطالبهم البسيطة والحق في الحياة مثل باقي الأطفال العالم ، كما أن التعليم يبقى حلم قاسي بالنسبة لهم وكارثة على مستقبلهم الذي نشأ على الهم والحمل الثقيل حتى أصبح ظلم وحرمان.

حيث نتج تدني مستوى الأيدي العاملة والمنتجة و ضعف الاقتصاد ،اثر تضييق الحصار من قبل قوات النظام و روسيا المساندة له ، على الشمال السوري في حملاتها العسكرية المتكررة ، كما وترحيلها إلى غالبية السكان تلك المناطق و بعض المعارضين من المحافظات السورية الأخرى وحصرهم في هذه البقعة الجغرافية الصغيرة ،ما تسبب بانتشار أولئك الأهالي بشكل عشوائي قاطنون في المخيمات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى