شركات النفط والغاز تسرّع استثماراتها بالطاقة النظيفة
شركات متعددة الجنسيات العاملة في قطاعات النفط والغاز الطبيعي مثل “بي بي” و”شيل” و”توتال إنرجيز” و”أدنوك” و”أرامكو” و”بتروناس” تعمل حاليا على تسريع استثماراتها في الطاقة المتجددة وتقنيات إنتاج الهيدروجين والتقاط الكربون.
وتهدف الشركات التي تعتمد لسنوات على استثمار وإنتاج وتوزيع الوقود الأحفوري مثل النفط والغاز الطبيعي إلى تنويع مجالاتها والحد من الانبعاثات من خلال الاستثمار في تقنيات الرياح والهيدروجين والتقاط الكربون والغاز الحيوي، بحسب تقرير استثمارات الطاقة العالمي 2023 الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة.
وبينما تُدرج هذه الشركات – خاصة التي تتخذ أوروبا مركزًا لها – الطاقة المتجددة ضمن خططتها الرئيسية، فإنها تؤسس شراكات عن طريق عمليات الدمج والاستحواذ أو عبر استخدام طرق الاستثمار المباشر.
وبدأت هذه الشركات التي استثمرت في المقام الأول في طاقتي الرياح والشمس، في التركيز على الرياح البحرية والهيدروجين والتقاط الكربون والتكنولوجيات النظيفة.
وفي هذا الإطار، قررت “توتال إنرجيز” (مركزها فرنسا) إلى رفع قدرتها الإنتاجية من طاقة الرياح البحرية إلى 11 غيغاواط بعدما كانت 6 غيغاواط العام الماضي.
بدورها، تهدف شركة “شيل” البريطانية – الهولندية إلى رفع قدرتها الإنتاجية من طاقة الرياح البحرية إلى 9 غيغاواط.
من جانبها، تسعى شركة “إكوينور” متعددة الجنسيات التابعة للدولة النرويجية إلى رفع قدرتها من طاقة الرياح البحرية إلى ما بين 12 و16 غيغاواط حتى عام 2030.
أمّا شركات النفط والغاز الطبيعي المنتجة للميثان الحيوي والديزل الحيوي فقد استثمرت العام الماضي بمقدار 11 مليار دولار في مجال الطاقة الحيوية.
واستحوذت شركة “بي بي” ومركزها لندن على 40 بالمئة من شركة “ويسترن غرين إنرجي هوب” النشطة في مجال الهيدروجين في استراليا.
ويأتي هذا التطور بعد أن أعلنت “بي بي” التزامها بتخصيص 2 مليون دولار لمشاريع تطوير الهيدروجين والوقود الحيوي والطاقة المتجددة في مدينة فالنسيا بإسبانيا.
وفي نفس السياق، اتخذت “شيل” العام الفائت قرارًا نهائيا للاستثمار في مشروع “هولندا هيدروجين1” الذي يعد أحد أكبر مشاريع الهيدروجين في أوروبا.
من جهتها، بدأت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) ومقرها في الإمارات، عمليات معالجة ثاني أكسيد الكربون في محطات التوليد الغازية العاملة مع شركتي “بي بي” وأبو ظبي لطاقة المستقبل “مصدر”.
كما تهدف الشركة إلى إنتاج الهيدروجين من الغاز الطبيعي عبر استخدام تقنيات التقاط الكربون ضمن مشروع “H2Teesside” (أتش 2 تيسايد) في المملكة المتحدة.
وعلى صعيد متصل، تهدف شركة النفط والغاز الوطنية السعودية “أرامكو” إلى زيادة قدرتها على التقاط ثاني أكسيد الكربون إلى 9 ملايين طن بحلول عام 2027.
ووفقًا لتقرير الاستدامة الأول الذي نشرته الشركة منتصف العام الماضي، فإن أرامكو تهدف إلى إنتاج 11 مليون طن من الهيدروجين بحلول عام 2030.
بدورها، اتخذت شركة النفط والغاز الماليزية بتروناس قرار الاستثمار بمشروع “كاواساري أوفشور” لالتقاط واستخدام وتخزين الكربون، الذي يهدف إلى التقاط 3.3 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
وأظهر تقرير الوكالة الدولية للطاقة أنه مع تزايد السياسات الداعمة لهذه الشركات العالمية، تعتبر تقنيات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه والغاز الحيوي والهيدروجين منخفض الانبعاثات، مجالات مناسبة لشركات النفط والغاز لاستخدام قدراتها في إدارة المشاريع والهندسة.
المصدر: الاناضول