سوري في ألمانيا صقل موهبته وأحيا حنين اللاجئين لمنازلهم
يقضي الشاب السوري غسان عساف الذي لجأ إلى ألمانيا قبل 5 سنوات، أوقات فراغه في الرسم والتصميم، ويصنع مجسمات لمنازل سوريا قبل دمارها.
لا يعرّف عساف عن نفسه كفنان، إذ لم يسبق له أن مارس الرسم في سوريا، غير أنه وجد بالفن متنفساً لوحدته في لجوئه، ووسيلة لإيصال رسائله.
كانت بدايته مع دفتر صغير وقلم رصاص مع وصوله إلى ألمانيا، حيث كانت تجاربه التي عاشها في سوريا خلال الحرب وأثناء رحلة اللجوء تراوده بشكل دائم، فحاول تجسيدها في رسوماته.
يقول عساف “أول رسمة لي كانت بعنوان (الهروب والأمل)، رسمتها بقلم رصاص، وبعد فترة عرضت ما كنت أرسمه على متطوعة ألمانية، فأعجبت بها ورغبت في إقامة معرض”.
لم يكن عساف يخفي خوفه من ألا يتقبل أحد رسوماته، كونها بالأبيض والأسود فقط، وتتحدث عن الحرب والهروب ، لكنه يؤكد أنه بعد المعرض الأول أصبح يجد اهتماماً أكبر، ما شجعه على الرسم وصقل موهبته أكثر باستخدام الألوان المائية والزيتية.
خلال السنوات الخمس، نظّم عساف 13 معرضاً جميعها بعنوان (الهروب والأمل) في مدن ألمانية مختلفة، أعجب فيها الألمان والسوريون على السواء، واختيرت عدة لوحات له في الصين وأميركا لتكون إعلاناً لمعارض أو ورشات تابعة لمنظمات مهتمة بشؤون اللاجئين.
يشير عسّاف في لقائه مع “تلفزيون سوريا”، عبر برنامج “عين سوريا”، إلى أن أكثر الأسئلة التي وُجهت له من زوار معارضه هي عن السبب الذي دفعه لرسم هذه اللوحات وسبب اختياره لألوانها، فضلاً عن رغبة الكثيرين في التقاط صوراً للوحاته، بهدف استخدامها كإعلانات لبعض المنظمات.
وكان من المقرر إقامة أربعة معارض في برلين وهامبورغ هذا العام، لكن الإجراءات الاحترازية الشديدة في ألمانيا والحجر المفروض بسبب فيروس “كورونا” حال دون ذلك، وتم تأجيلها إلى وقتٍ آخر.
منازل سوريا في ألمانيا
تميّز العساف بتصميمه لمجسمات تمثّل منازل سوريا، يقول “دخلت عالم تصميم المجسمات لتطوير موهبتي في الرسم أكثر، وكانت أول فكرة خطرت لي هي تصميم بيت دمشقي، يكون كقطعة من سوريا أو قطعة من دمشق موجودة في بيتي بألمانيا”.
ويضيف “انتقلت إلى تصميم بيوت أشخاص حقيقيين من سوريا، كان لديهم منازل وخسروها في الحرب، أو لا يستطيعون رؤيتها، من خلال إرسال صور بيوتهم لي لأقوم بصنع مجسمات لها.
وعلى الرغم من أن معظم من يطلبون هذه المجسمات، منازلهم مدمّرة، إلا أنه كان يطلب صوراً قديمة للمنزل قبل تدميره ليعيد تصميمه من جديد، ويرسله لصاحبه كي يحتفظ به في بيته بألمانيا ليذكره بمسقط رأسه، ويحيي حنينه إليه