زوجات المعتقلين والمفقودين في المحرر.. الزوج غائب والمصير معلق
تعاني كثيرات من زوجات المعتقلين والمفقودين في الشمال السوري المحرر، من فقدان الأمان وعدم الاستقرار نتيجة مصير الزوج المجهول، ونتيجة الحاجة المادية، حيث إن معظمهن لا يعرفن مصير الزوج أو ما يجب التصرف به في حال استمرار غيابه، علاوة على نظرة المجتمع لتلك المرأة في حال حاولت المطالبة بحقوقها.
وتقول أم خالد مهجرة من محافظة حمص ومقيمة في أرمناز بريف إدلب لراديو الكل، إنها فقدت زوجها منذ 3 سنوات ولم تستطع البحث عليه للآن، مشيرة إلى أنها المعيلة الوحيدة لثلاثة أطفال، وتعيش نازحة في مكان لا يوجد فيه أي أقارب.
وتبين أم رامي من مدينة إدلب لراديو الكل، أن زوجها معتقل في سجون نظام الأسد منذ 7 سنوات، ولا تعرف عنه أي شيء حتى اليوم، منوهة بأن هناك الكثير من المسؤوليات كتربية الأطفال وتعليمهم وتكبيرهم التي تقع عليها كامرأة وحيدة معيلة لأطفال.
ولا يختلف حال أم عبدو من حارم بريف إدلب عن الكثير من النساء اللاتي فقدن أزواجهن، إذ تؤكد لراديو الكل أنها فقدت زوجها منذ 10سنوات وهي عاجزة عن تأمين قوت لأطفالها أو مواد للتدفئة، مطالبة المنظمات بالنظر في حالها.
بدورها، توضح ريم قصاب عاملة في إدارة الحالة بإدلب لراديو الكل، أن وضع النساء الفاقدات لأزواجهن أصعب من وضع الأرامل، سواء من الناحية الاجتماعية أو النفسية، كونها غير قادرة على الطلاق الفعلي أو الزواج مرة ثانية، بسبب مصير زوجها المجهول.
من جانبه يبين المحامي عبد الناصر حوشان لراديو الكل، أن قانون الأحوال الشخصية يقضي بأن حكم المفقود ينتهي بعودته أو موته أو بحكم اعتباره ميتاً عند بلوغه 80 سنة، لافتاً أنه يمكن لزوجة المفقود أن تطلب حكم الطلاق من المحكمة بإقامة دعوة تفريق بعد مرور سنة من غيابه.
من جهته يقول الدكتور في الشريعة الإسلامية ياسين علوش من قرية المغارة بجبل الزاوية عبر أثير راديو الكل، إن الفقه الإسلامي يقول بأن زوجة المفقود لا يحل لها الزواج حتى يمر وقت طويل على فقدان زوجها (بحسب البعض حتى يموت أقرانه أي بعد الـ 60 أو الـ 70 عاماً).
وأشار إلى أن هناك أمر أيسر لمن فقدت زوجها معمول به في المحاكم الشرعية بالشمال المحرر، وهو أن تتوجه المرأة التي فقدت زوجها (معتقل أو غائب أو مفقود) بعد سنة من غيابه، إلى التقدم بدعوى (تفريق لعلة الغياب) ليطلقها القاضي بعد عدة إجراءات.
وبين أنه وفي حال رجع الزوج بعد أن أجرت الزوجة دعوى (تفريق لعلة الغياب)، فلا يحق له المطالبة بها بعد زواجها وتبقى لزوجها الثاني.
ويبلغ عدد النساء الفاقدات لأزواجهن في المناطق المحررة في الشمال السوري، نحو 45 ألفاً و172 امرأة، بحسب آخر إحصائية لفريق منسقو استجابة سوريا، وتعاني هذه الفئة في المجتمع من قلة في المشاريع المخصصة لهن بشكل خاص.
وتعتبر المرأة من أكثر الفئات تضرراً في ظل الحرب والنزوح بسبب غياب الأمان والاستقرار، وقلة فرص العمل المناسبة إن وجدت، فضلاً عن ارتفاع الأسعار والظروف المعيشية الصعبة.
المصدر : راديو الكل