ريف حلب.. تكريم 31 ناجية من سجون الأسد في “إعزاز”
كرّمت رابطة المهجرين الفلسطينيين في الشمال السوري بالتعاون مع “تجمّع مصير” عددا من الناجيات من سجون نظام الأسد.
وبحضور عدد من الناشطين السوريين والفلسطينيين وذوي بعض المعتقلين، تم تكريم 31 معتقلةً ناجيةً خلال فعالية أُقيمت في مدينة “إعزاز” شمال غرب سوريا.
رسالة التكريم موجهةً لكل من قدم التضحيات خلال محطات الثورة السورية، لا سيّما من تعرض للاعتقال ومن لا زال مُعتقلاً حتى اليوم، ولكل من تحمل معاناة وآلام وأعباء لا تصمد أمامها الجبال، بحسب ” الأستاذ “عمار القدسي” عضو مجلس إدارة “رابطة المهجرين الفلسطينيين”.
وأضاف “إنها محاولة لتسليط الضوء على ملف المعتقلين الذي بات خاضعاً للمقايضة السياسية بين القوى الدولية الفاعلة، مُشيراً إلى أن الواجب الذي انطلق منه نشاط التكريم، هو التأكيد على ضرورة وجود ضغط شديد على كافة المستويات لأجل الكشف عن مصير المفقودين والمُختفين قسرياً وتخفيف أعباء الناجين.
هذه الفعالية هي انعكاس لحجم المسؤولية التي تُلقى على عاتق كل حر دفاعاً عن حقوق الضحايا وأهل الثورة، والعمل على تنسيق الجهود وتشبيك الطاقات في سبيل الضغط على النظام لإجباره على إطلاق سراح المعتقلين، من خلال وضع استراتيجية وطنية لهذا الملف الذي قُوبل بصمت وتجاهل المجتمع الدولي، وحتى لا يبقى النظام مُطلق اليدين في استخدام أساليب التوحش والتعذيب تجاه المعتقلين، لا سيّما وأن كل المطالب التي عبّر عنها الشعب السوري بضرورة إطلاق سراح المعتقلين لم تلقَ أية استجابة من نظام الأسد، إنما كان يزداد وحشية واعتقالاً للأحرار، وفقاً لما قاله لـ”زمان الوصل” المنسق العام لتجمع مصير المحامي “أيمن فهمي أبو هاشم”.
وأردف المحامي أن الحديث عن الناجيات من سجون نظام الأسد، يعني الحديث عن نساء تعرضن خلال تجاربهن في أقبية وزنازين الفروع الأمنية لأقسى ظروف التعذيب النفسي والمعنوي والجسدي والاستباحة والإذلال المتعمد الصادر عن نظام مارس سلوك التوحش بحق المعتقلين لهدف إلغاء قيمة الإنسان ومحاولة تركيعه لإجباره على التخلي عن كل القيم التي آمن بها.
ويرى المحامي أن صمود الناجيات والمعتقلات أمام آلة القتل الأسدية يُعد دليلاً دامغاً على صلابة الإرادة التي تتمتع بها النساء الثائرات اللواتي انخرطن في الثورة منذ بدايتها دفاعاً عن الحرية والوجود، مبيناً بأن التكريم هو رسالة للمجتمع السوري والبيئة الحاضنة للثورة السورية بضرورة عدم نسيان كفاح وتضحيات المعتقلات والمعتقلين، سواء الناجيات والناجين، أو الذين لا زالوا في عداد المغيبين والمفقودين، سوريين كانوا أو فلسطينيين، مبيناً أن قضية المعتقلين قضية إنسانية مصيرية بامتياز، تخص كل أسرة وبيت في سوريا، ولا يجوز تركها ضمن دوائر الابتزاز السياسي، أو في إطار التهميش واللامبالاة من القوى السياسية الفاعلة في الساحة.
ويؤكد على ضرورة بقاء هذه القضية حاضرةً في الذاكرة والخطاب والرواية وفي كل نبض من نبضات المواقف والأعمال، متأملاً بأن يتم استنهاض هذا الملف من كافة الفعاليات الثورية، وأن تعمل معاً في إطار الرؤية الموحدة التي تُشكل عامل قوة، بعكس عامل الضعف الناتج منذ سنوات عن التشتت وتعدد العناوين، وعلى ضرورة الاستمرار بإثارة القضية أمام كافة الجهات الدولية والإنسانية والحقوقية وبما لها من ارتباط بمحاكمات مجرمي الحرب الذين ارتكبوا الكثير من الانتهاكات بحق مئات الآلاف المدنيين المعتقلين.
يُذكر أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثّقت قيام نظام الأسد باعتقال أكثر من 215 ألف مدني منذ آذار 2011، لا زال منهم نحو 102 ألف في أقبية الفروع الأمنية وسجون الثكنات العسكرية، كما تؤكد مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا وجود 1797 لاجئاً فلسطينياً في سجون نظام الأسد.