رمضان السوريين في المخيمات…مأساة تتكرر كل عام (حصري)
دعاء الجبان
في كلّ عام، يأمل النازحون السوريون أن يمارسوا طقوسهم المعتادة خلال شهر رمضان، لكنّ الواقع الأكثر قساوة، إذ إنّهم بالكاد يستطيعون تأمين الطعام لأسرهم. وكل ما يحلمون به في هذا الشهر هو استعادة طقوسهم القديمة،
يُكافحون لتأمين قوت يومهم ويستذكرون أياماً مضت، ويحلمون أن تعود.
حيث تكالبت عليهم ظروف اللجوء وتقليل المساعدات الغذائية الشهرية وقسوة الجو وخصوصا درجات الحرارة المرتفعة في شهر رمضان.
ومن إحدى المخيمات قال لنا أبو محمد : “هناك معاناة أخرى بجانب الصيام وهي شدة الحرارة في الصيف ،نحن في الصيف نعيش أسوء مايمكن كما في ايام الشتاء القارس، يكفي أنك في الطرقات تجد أشخاصا مغمى عليهم من شدة الحر حتى أصبح هذا المشهد شيئا معتادا لم نعد مستغربه”
ويكمل :”وكل مانريد قوله إننا كنا معززين مكرمين في منازلنا لولا أن القدر شاء مانحن
فيه لحكمة عند الله وحده.
ويذكر أحد نازحي دير حسان ، بأن مخيمات دير حسان في ريف إدلب تفتقر إلى أساسيات العيش لا سيما الماء الصالح للشرب والكهرباء، وتقيم في الكثير من الخيام أسرتان أو ثلاث نتيجة نزوح الآلاف على وقع هجوم النظام الأخير على مناطق سيطرة المعارضة في حلب وإدلب.
ويكمل “إن الشعب السوري لم يذق فرحة شهر رمضان منذ عشر سنوات ، بسبب الأزمات التي نعانيها، أبرزها قصف النظام لنا طيلة ليالي رمضان،
لكن الآن لم يعد أمامنا سوى محاربة الزمن للبقاء على قيد الحياة، سواء داخل المخيمات، أو تحت أنقاض المنازل المدمرة.
كما قال رائد مطر وعمره 24 عاما إن ارتفاع الأسعار يقتل الناس، قد نصوم طوال اليوم ثم نفطر على بصلة، مستخدما هذا المثل العربي الدارج والذي عادة ما ينقل الشعور بخيبة الأمل بعد طول الصبر .
وأضاف “كمعظم النازحين استقبلنا شهر رمضان هذا العام بظروف اقتصادية هي الأسوأ بدءا بانهيار العملة والغلاء الفاحش مرورا بوقف المساعدات الدولية .
ومن الجدير ذكره بأن رمضان هذه السنة هو الآمن نسبيا كما اعتبره سكان الشمال المحرر بأنه الأكثر هدوءا منذ عشر سنوات لاسيما بعد وقف إطلاق النار الذي أعلنته روسيا وتركيا في مارس العام الماضي