خطر جديد يهدد حياة المصابين من الزلازل

مرض”متلازمة الهرس أو السحق” (Crush syndrome)
وتدعى أيضا متلازمة الانحلال العضلي الرضي (traumatic rhabdomyolysis)،
تنتج متلازمة الهرس نتيجة لضغط على الأنسجة، مثل حالات الزلازل والبقاء تحت الأنقاض لفترات أكثر من 4-6 ساعة يتم فيها تدمير الخلايا العضلية الهيكلية الموجودة في الأطراف، مما يؤدي إلى خروج محتويات الألياف العضلية وانتشارها في الدوران الدموي.

يقول طبيب الأمراض الباطنة وسيم زكريا :
“متلازمة الهرس هي متلازمة سيئة جدا تحدث نتيجة تراكم الركام والأشياء الثقيلة وتضغط على أجزاء مختلفة من الجسم مثل الأطراف العلوية أو السفلية وحتى الصدر”
ويتابع الدكتور وسيم ” يؤدي الضغط على العضلات إلى تمزقها، فتتحر مواد معينة إثر هذا التمزق، منها مادة الميوجلوبين وهو انزيم عضلي سام جدا للكلية وأيضا البوتاسيوم الموجود في الخلايا والذي يتدفق بكميات كبيرة مع الدم وصولا إلى الكلى مسببا القصور الكلوي”

متلازمة الهرس حالة طبية صعبة تحتاج لمتابعة دقيقة كونها قد تؤدي إلى مضاعفات خطرة مثل ماحدث مع الطبيب مصطفى عبد الفتاح رحمه الله الذي فارق الحياة بعد توقف قلبه بشكل مفاجئ نتيجة إصابته مسبقا بمتلازمة الهرس بعد مرور أيام على انقاذه من تحت الأنقاض في انطاكيا
و بحسب وزارة الصحة في “حكومة الانقاذ” يوجد هناك ١٠٠ حالة مصابة بمتلازمة الهرس في الشمال سوري منهم الطفلة شام شافاها الله التي بقيت نحو ٤٠ ساعة تحت الأنقاض وهي الان تواجه خطر بتر ساقيها بعد اصابتها بمتلازمة الهرس.
الكثير من هذه الحالات تعاني من قصور كلوي جراء مكوثها لساعات وأيام تحت ركام المنازل وسيدخلون رحلة علاج قاسية وسط إمكانيات طبية محدودة في الشمال السوري، كما ذكر “مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي”  أن ٥٥ مرفق صحي تضرر بشكل كلي أو جزئي و ١٢ منشأة صحية خرجت عن الخدمة

وعندما سئل الدكتور وسيم عن كيفية تجنب الإصابة بهذه المتلازمة أجاب بأنه” يمكن الحد من هذه المتلازمة باعطاء السوائل الوريدية للمصابين من تحت الانقاض وهذا الذي لم يحصل بسبب الأزمة الكبيرة والكارثة التي ألمَّت بالجميع نتيجة الزلزال، لذلك تأخر  البدء  بالسوائل الوريدية حتى وصول المصابين إلى المستشفى فالبعض منهم قد تطور لديه قصور كلوي وهو الان يعالج في المستشفيات من خلال السوائل الوريدية والغسيل الكلوي”

الخطير في متلازمة الهرس أن الإنسان قد يكون مصابا بها لكنه يمارس حياته بشكل طبيعي دون معرفته بمخاطرها
حيث قال الدكتور وسيم ” أن هناك الكثير من المرضى والمصابين موجودين في المنزل قد لا يكونوا على غلم بماهية المتلازمة و اضرارها، لذلك أنصح كل الذين تعرضوا للهرس لفترات طويلة تزيد عن ٤ ساعات مراجعة أقرب مستشفى لإجراء تحاليل للوظيفة الكلوية قبل أن تتدهور حالة الكلى”

يمكن معرفة أعراض هذه المتلازمة بوجود تورم حاد وشديد في الأطراف، كما يؤدي توقف تدفق الدم في هذه الأطراف إلى تغير لونها وفقدان الإحساس بها، بالإضافة إلى ادرار البول الذي يعد علامة كافية على وجود مشاكل في الكلى.

يشرح الدكتور أحمد الرفاعي اختصاصي أمراض الكلى كيفية معالجة متلازمة الهرس ويقول: “أن العلاج يعتمد على درجة  الهرس، إذا كانت الدرجة خفيفة فمرور عدة أيام سيكون كافيا للتماثل للشفاء وقد يصاحبه ألم عضلي وقصور بسيط لايحتاج إلى غسيل، أما إذا كان الهرس شديد وطويل الأمد فهناك إحتمال الحاجة إلى الغسيل الكلوي الذي يحتاج غالبا مابين ٥ إلى ٧ إيام لشفاء الكامل بإذن الله، ولكن في الحلات المتقدمة حيث الهرس الشديد مع إصابات أخرى في الصدر، القلب، الأمعاء، البطن أو الرأس فإن الشفاء من الهرس يعتمد أيضا على شفاء الإصابات الأخرى.

وتلفت أخصائية الطب الصيني رند حامد النظر إلى علاج هذه المتلازمة بالغذاء الصحي،  تقول أنه بسبب صدمة الخوف  يحدث القصور عند الكلى في الوقت الذي يجب عليها العمل بشكل جيد لتصريف المواد السامة من مكونات العضلات لذلك أول مايجب فعله هو تناول أطعمة تقوي الكلى وتساعد على شفائها مثل “التلبينة” وهي عبارة عن شعير مطحون بقشره يمزج حصرا مع الماء ويقدم كمشروب للمرضى صباحا و مساءا (في الساعة ٥ – ٦) لأن هذا أفضل وقت للكلى،
وتتابع الاخصائية رند بأن الخطوة الثانية هي تقوية العضلات و الطحال لذلك تنصح بمرق اللحم (بدون لحم لأن الكرياتين مرتفع في الجسم) مع إضافة البصل وطحنه ليصبح متماسك حيث يساعد البصل على تنشيف السوائل الزائدة في العضلات ويقوي الرئة ويسهل وصول الأكسجين
تحدثت أيضا عن وصفة اليقطين والتي يجب أن تنفذ بشكل دقيق.
وأكدت الأخصائية أنه يجب على المرضى عدم تناول الحلوى والموز والتمر لأنه يحتوي على البوتاسيوم وبسبب المشاكل الموجودة في الكلى فهي لاتستطيع التصريف المواد الزائدة عن الحاجة لذلك لايجب أن نزيد الضغط عليها
وأخيرا تدعو الاخصائية رند الجميع ليساند ويساعد بما يستطيع حتى نتجاوز هذه الازمة