حملة خيمة الحياة .. اطلقتها منظمة IHH لايواء النازحين من ريف ادلب
تواصل المنظمات الإغاثية والإنسانية مساعيها لدعم المهجرين في منطقة إدلب والفارين من حملة القصف التي تشنها قوات نظام الأسد وحليفه الروسي منذ أكثر من أسبوعين، الأمر الذي تسبب بموجة نزوح كبيرة للأهالي نحو الحدود السورية التركية.
ومن بين تلك المنظمات هيئة الإغاثة الإنسانية التركية “IHH”، التي أطلقت قبل أيام حملة تبرع إلكتروني، لتأمين الخيام والمأوى المناسب للنازحين والمهجرين، في خطوة تهدف إلى مد يد العون لهم خاصة في ظل ظروف جوية سيئة.
كما تهدف تلك الحملة إلى تأمين الغرف البيتونية إلى جانب الخيام، وتجهيزها بكامل مستلزماتها، من عازل الأرض وفرشات وبطانيات ووسائد وسجاد، إضافة لحافظ مياه وخزانة للملابس ومصباح قابل للشحن، يضاف إلى ذلك مستلزمات المطبخ.
وأشارت الهيئة التركية إلى أن عائدات الحملة “سيوظف جزء منها في تمهيد أرض المخيم التي ستشاد عليها الغرف، وذلك لتلافي أخطار السيول، وتجهيز البنية التحتية والصرف الصحي وإنشاء المرافق العامة من حمامات وخزانات مياه”.
ونشرت هيئة الإغاثة التركية على معرفاتها الرسمية في “فيسبوك” و”تويتر” وعلى موقعها في الإنترنت، توضيحاً عن “خيام وبيوت الحياة الطارئة لإيواء المهجرين من جنوبي وشرقي إدلب”.
وذكرت الهيئة الإغاثية أنه يجري في هذا الأثناء بناء غرف بيتونية تكلفة الواحدة منها 300 دولار، وأنهم يسعون لبناء نحو 2000 غرفة بيتونية في مكان قريب من الحدود السورية التركية، لتكون مأوى للمهجرين وبديلاً عن الخيمة، والتي ستكون مكونة من غرفتين، ومساحتها 21 متر مربع، أما قماشها فذو طبقتين ومقاوم للمطر والبرد والاحتراق.
وفيما يتعلق بتلك الحملة، قال المنسق العام للإغاثة السورية في الهيئة التركية زكي طاهر أوغلو، إن “الهيئة التركية أطلقت حملة تحت اسم خيمة الحياة، أو بيوت الحياة الطارئة، والتي يبلغ سعر الواحدة منها تقريباً بحدود 3100 ليرة تركية، وهي ستكون مختلفة عن باقي الخيام التي يبلغ سعر الواحدة منها نحو 800 ليرة تركية”.
وأضاف طاهر أوغلو لـ “اقتصاد”، أن “الحملة أيضاً تهدف لتأمين مبالغ مالية تضاف إلى الـ 3100 ليرة تركية غير سعر الخيمة، والمتعلقة بمستلزمات الخيمة من الإسفنج والسجاد والبطانيات وغيرها من الاحتياجات اللازمة لتلك الخيمة لتكون صالحة للسكن”.
وفي رد منه على سؤال حول عدد الخيام أو عدد العوائل التي سيتم استهدافها في تلك الحملة، أوضح طاهر أوغلو، أنه “لا يوجد حتى الآن أعداد معينة، ولكن من المتوقع أن يتم نصب ما يقارب من 1000 خيمة”.
وأشار إلى أنه “يتم التجهيز لتلك الخيام في الداخل السوري وتم تأمين إحدى الأراضي القريبة من الحدود السورية التركية، من أجل أن تكون مهيأة لنصب الخيام عليها”.
ولفت الانتباه إلى أن “الهيئة التركية عملت على نصب ما يقارب من 200 خيمة قبل أكثر من أسبوع في منطقة حربنوش شمالي إدلب”.
وأوضح طاهر أوغلو، أن “الهدف الرئيس هو تأمين البنية التحتية قبل نصب أي خيام أو حتى إنشاء غرف بيتونية وهو المشروع الجديد، لتكون بديلاً عن الخيمة”، مؤكداً أنه”تم العثور على عدد من الأراضي ويتم الاتفاق مع أصحابها من أجل نصب الخيام أو تشييد الغرف البيتونية عليها”.
وأشارت هيئة الإغاثة التركية عبر معرفاتها الرسمية، إلى التقنية الجديدة التي تعمل على تطبيقها من خلال تشييد الغرف البيتونية التي ستكون أفضل من الخيمة، حسب تأكيدها، إلى جانب تجهيز الأراضي لنصب الخيام للنازحين والمهجرين.
وتحدث طاهر أوغلو عن المخاوف من استمرار موجات النزوح من مناطق ريف إدلب وخاصة التي يطالها القصف، وقال إن “أعداد النازحين من جنوبي وشرقي إدلب وصلت إلى 332 ألف نازح، وذلك منذ تاريخ 1 تشرين الثاني/نوفمبر2019، وحتى 5 كانون الثاني/يناير الجاري 2020”.
ودعت هيئة الإغاثة التركية عبر معرفاتها أيضاً، المجتمع الدولي وكافة المنظمات الدولية للتحرك ونصرة المهجرين من جنوبي وشرقي إدلب، مشيرة إلى أن الأعداد تتزايد وأن الاحتياجات متزايدة والإمكانيات لا تفي بالغرض، محذرة في الوقت ذاته من كارثة إنسانية في حال استمر الوضع على ما هو عليه، سواء على صعيد القصف والغارات الجوية أو على صعيد الأوضاع الإنسانية السيئة، وهو ما أكده طاهر أوغلو.
وتؤوي محافظة إدلب والتي تعتبر أنها منطقة خفض التصعيد الرابعة والأخيرة، نحو 4 ملايين مدني بين سكان محليين وآخرين مهجرين قسراً من مختلف المحافظات السورية، وسط غياب أي تحرك دولي لإنهاء المأساة التي يمرون بها
المصدر : زمان الوصل