مقالات

تيك توك.. أخطر منصة تهدد مراهقي الشمال السوري والأهل غافلون

مع تراجع طموحات المراهقين وقلة المراكز المهتمة بهم وضعف القطاع التعليمي وخدمات الدعم النفسي، اتجه عدد كبير منهم للتسلية والترفيه على برنامج “تيك توك” الذي سرعان ما شهد صعوداً لافتاً لأعداد المستخدمين مقارنة ببقية التطبيقات الأخرى لاسيما فيسبوك وانستغرام.

ويركز التطبيق على المحتوى المسلي والترفيهي المصحوب بموسيقى غالباً، ويشارك الناس فيه نشاطات حياتهم اليومية العادية وهواياتهم وتنتشر خلاله أساليب التحدي والمنافسة بين المراهقين.

وقال عمر الصطوف البالغ من العمر (١٤ عاماً) والذي يقضي نصف يومه وهو يشاهد تطبيق تيك توك بين التفاعل مع المقاطع المنشورة المتعددة وبين نشره لمقاطع على صفحته الخاصة يظهر فيها هوايته في التمثيل والغناء: إنها المنصة الوحيدة التي يستطيع من خلالها التعبير عما يجول في داخله من أفكار دون رقيب، وما يجنيه من تفاعلات وإعجابات لما يقوم به من مقاطع تمثيل وغناء لا ينال القسم اليسير منه في حياة الواقع، ويضيف أن والده سرعان ما ينهره إذا سمع صوت غنائه قائلاً له ” روح دورلك عشي شغلة تنفعك أحسن ماتضوّج اللي حواليك بصوتك الخشن”.

يحاول عمر خلق عالمه الخاص في تيك توك الذي يرى به رغم تفاهة محتواه عالماً جميلاً لا يريد الخروج منه من خلال نشره فيديوهات يومية مستفيداً من ميزة البث المباشر التي يتيحها التطبيق.
لا ينحصر استخدام تطبيق تيك توك من قبل المراهقين على التسلية والترفيه وحسب، وإنما يطمحون للكسب المادي أيضا، إذ يتيح التطبيق الربح لجميع المستخدمين بمجرد حصولهم على ملف تعريف شخصي وفيديوهات بأعداد مقبولة من المعلقين عليها والمعجبين بها.

علا الشايب فتاة تبلغ من العمر خمسة عشر عاماً تطلق على نفسها في تطبيق تيك توك اسم (كفرنبالية وشايفة حالي)، تقول علا إن خاصية البث المباشر ضمن التطبيق هي الوسيلة الأسهل للكسب المادي من قبل المبتدئين، فحينما يبلغ الشخص أعدادا كبيرة من المعجبين والمتابعين يصبح حسابه مرغوباً من قبل بعض المروجين الذين يدفعون المال مقابل عرض منتجاتهم والدعاية لها.

تحب علا استخدام تطبيق تيك توك كونه يملأ أوقات فراغها” القاتلة” وخاصة وأنها في عطلة صيفية ولا دراسة ولا تعليم تملأ فيه وقتها.

إن كانت علا تستخدم التطبيق للترويح عن نفسها والتسلية والربح مستغلة العطلة الصيفية فهذا الأمر لا ينطبق على الكثيرين ممن أصبح التطبيق أولوية في حياتهم اليومية دون منازع.

فلا يمكن لشيء أن يشغل إبراهيم الصدير (١٣ عاماً) عن الجلوس لساعات طويلة يومية أمام تطبيق تيك توك الذي بات بالنسبة له أمرا أساسيا وإن كان ذلك على حساب دراسته أو القيام بأشياء أخرى مفيدة ويقول” بات لدي الكثير من الأصدقاء والصديقات المعجبين بمقاطع الفيديو التي أنشرها يومياً وهو ما يمنحني الثقة بالنفس بأن ما أقدمه يستحق المشاهدة والإعجاب”.

و”تيك توك” هو تطبيق صيني أطلق في أيلول عام ٢٠١٦، ويشهد أسرع نمو لتطبيق هواتف محمولة في العالم، حيث وصل مستخدمو التطبيق إلى ١٥٠ مليون مستخدم نشط يومياً، وحصل على أكثر من ٨٠٠ مليون تحميل على مستوى العالم.

وحذرت المرشدة الاجتماعية فاتن السويد من عواقب جلوس الأطفال والمراهقين لفترات طويلة على برامج الألعاب والتسلية المتنوعة بما فيها تيك توك الذي يركز على فيديوهات المقالب والرقص التي تخلو من أي قيمة أو محتوى هادف.

وأشارت السويد إلى انعكاس هذا الأمر على حياتهم الاجتماعية وتراجع أدائهم المدرسي وضعف التركيز، والمراهقون بين ١٠-٢١ عاماً هم الفئة الأكثر عرضة للخطر، “فهم يقعون في شرك تلك البرامج ويصبح لديهم رغبة قوية بمتابعتها بشكل أقرب إلى الهوس ما يفقدهم السيطرة على تصرفاتهم ويبتعدون عن الأنشطة الأخرى الأكثر أهمية كالتعليم والرياضة والعلاقات الاجتماعية وهو ما يهدد مستقبلهم الدراسي بشكل كبير” على حد قولها.

وهي تنصح الأهالي بالعمل على وضع ضوابط وقواعد لأبنائهم تتضمن انخراطهم اجتماعياً مع أشخاص حقيقين والعمل جاهدين بأن لا يصل أمر تعلق أبنائهم بتلك البرامج حد الإدمان.

وعرفت منظمة الصحة العالمية ماأسمته “اضطرابات ألعاب الفيديو” على أنه إعطاء أولوية زائدة لألعاب الفيديو على باقي الأنشطة الأخرى إلى حد أن تكون لها أولوية على الاهتمامات والأنشطة اليومية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى