تبرع بدمك واجعل العالم مكانا أوفر صحة” … شعار اليوم العالمي للمتبرعين بالدم 2020
تحيي منظمة الصحة العالمية يوم 14 يونيو من كل عام اليوم العالمي للمتبرعين بالدم ، ويأتي موضوع حملة التبرع بالدم لعام 2020، تحت شعار ” تبرع بدمك واجعل العالم مكانا أوفر صحة” ، حيث تركيز الحملة على مساهمة الأفراد والمتبرعين في تحسين صحة الآخرين في المجتمع المحلي. فالحاجة إلى التبرع بالدم هي حاجة ملموسة في جميع أنحاء العالم لضمان إتاحة الدم ومنتجاته بصورة مأمونة وبجودة مضمونة للأفراد والمجتمعات المحلية في الأوضاع العادية والطارئة معاً. ومن خلال هذه الحملة، نناشد الناس في جميع أنحاء العالم إلى المساهمة في إنقاذ الأرواح عن طريق التبرع بالدم بشكل منتظم. كما يمثل أيضاً الدعوة إلى العمل أيضا موجهة إلى الحكومات والسلطات الصحية الوطنية وخدمات نقل الدم الوطنية من أجل توفير الموارد الكافية وإنشاء النظم والبنى التحتية اللازمة لتعزيز أنشطة جمع الدم من المتبرعين طوعا ودون مقابل؛ وتقديم الرعاية الجيدة للمتبرعين، وتعزيز إجراءات الاستخدام السريري الملائم للدم وتنفيذها؛ ووضع نظم إشراف ورقابة على سلسلة نقل الدم برمتها. ولا شك أن مشاركتكم ودعمكم سيساعدان على ضمان تحقيق أثر بالغ لليوم العالمي للمتبرعين بالدم لعام 2020، وذلك من خلال الإدراك المتزايد في جميع أنحاء العالم لحقيقة أن التبرع بالدم يعد عملا تضامنيا منقذاً للأرواح وأن خدمات توفير الدم المأمون ومنتجاته تشكل عنصرا أساسياً في كل نظام للرعاية الصحية.
وحثت منظمة الصحة العالمية المواطنين على التبرع بالدم، وبالتزامن مع انتشار فيروس كورونا ، من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، حيث أن التبرع بالدم بعد تفشي فيروس كورونا أصبح أقل بنسبة كبيرة، فلا يتردد كثير من المتبرعين على بنوك الدم للتبرع، مما جعل بنوك الدم تلجأ إلى دعوة الأطباء والتمريض للتبرع بجانب زوار المرضى والمترددين على المستشفى فى أقسام الاستقبال، بشرط أن تكون حالتهم الصحية جيدة. وأشارت التقارير إلى أن المستشفيات تلجأ إلى طريقة أخرى توصي بها منظمة الصحة العالمية وهي التبرع الاستبدالى، من خلال حث المترددين على المستشفى (الأصحاء)؛ مثل أقارب المرضى، على التبرع بالدم مقابل الخدمة التى يحصل عليها هو أو ذووه. ويكتسي الحاجة إلى الدم المأمون طابعاً عالميا ، فالدم المأمون ضروري سواء للعلاج أو لحالات التدخل المستعجلة. فقد يساعد المرضى المصابين بأمراض تهدد حياتهم على العيش لمدة أطول والتمتع بحياة أفضل نوعية ويمد الدعم عند إجراء العمليات الطبية والجراحية المعقدة. وللدم أيضا أهمية حيوية في علاج الجرحى أثناء حالات الطوارئ بجميع أشكالها كالكوارث الطبيعية وحوادث السير والنزاعات المسلحة وما إلى ذلك ؛ وله دور أساسي منقذ للأرواح كذلك في سياق رعاية الأمهات والمواليد. غير أن الحصول على الدم المأمون يظل امتيازا يقتصر على الأقلية. فلا تزال معظم البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط تواجه صعوبة في توفير الدم المأمون بسبب انخفاض نسبة التبرعات بالدم وندرة المعدات اللازمة لفحصها. فعلى الصعيد العالمي، تحصل نسبة 42 % من الدم في البلدان ذات الدخل المرتفع حيث يعيش 16 % فقط من مجموع سكان العالم. ولا يمكن توفير الإمدادات المناسبة بالدم المأمون إلا عن طريق تبرعات منتظمة يقدمها متبرعون طوعاً دون مقابل.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد كرست في عام 2005 يوما خاصا لشكر المتبرعين بالدم ولتشجيع المزيد من الأشخاص على التبرع بالدم دون مقابل. ويحتفل باليوم العالمي للمتبرعين بالدم في 14 يونيو كل عام. وفضلا عن شكر المتبرعين بالدم، يعد هذا اليوم فرصة لإذكاء الوعي بالحاجة العالمية إلى الدم المأمون وكيف يمكن للجميع المساهمة في تلبية هذه الحاجة. وجاء اختيار منظمة الصحة العالمية لهذا اليوم ، وهو يوافق يوم ميلاد الدكتور كارل لاندشتاينر مكتشف نظام فصائل الدم، الذي نال جائزة نوبل بسبب هذا الاكتشاف.
وكشفت التقارير الدولية إلي أن التبرع بالدم له فوائد كثيرة، ويساهم في إنقاذ حياة الكثيرين، لكن التباعد الاجتماعي الذي فرضته جائحة كورونا بجميع بقاع العالم جعل البعض يخشى القيام بذلك تجنبا للتعرض لأي عدوى. فقد أعلنت إدارة الغذاء والدواء، وهيئة الصليب الأحمر الأمريكية عن وجود نقص في أكياس الدماء منذ تفشي فيروس كورونا المستجد مما يعرض حياة الكثير من المرضى للخطر، فضلًا عن توقف الكثير من العمليات الجراحية في ظل عدم توافر أكياس الدم، وفقًا للإدارة الغذاء والدواء وهي وكالة تابعة لوزارة الولايات المتحدة لخدمات الصحة وحقوق الإنسان، واحدة من الإدارات التنفيذية الفيدرالية بالولايات المتحدة (FDA) ، ومجلة الصحة الأمريكية(Health)، وبالرغم من نسبة الخطورة المحتملة إلا أن التبرع بالدم في تلك الأثناء يفيد المتبرع والمريض. وحتي الأن لا توجد دراسة علمية مؤكدة تجزم بأن التبرع بالدم يقى من كورونا المستجد، ولكنه يعود على الشخص بمنافع عدة تجعله أكثر حماية من هذا الفيروس التاجي وتقلل من فرص المضاعفات الخطيرة التي قد يسببها، ويمكن تحديد تلك الفوائد فيما يلي :
– يعمل التبرع بالدم على زيادة نشاط نخاع العظم، مما يساهم في إنتاج المزيد من خلايا الدم المختلفة، مثل كرات الدم الحمراء والبيضاء، وكذلك الصفائح الدموية.
– زيادة كرات الدم البيضاء تدعم عمل المنظومة المناعية بالجسم، لأنها مكون أساسي لجهاز المناعة، وتعمل بشكل منظم على كبح أي عدوى فيروسية أو بكتيرية تهاجم الجسم، مما يقي من الإصابة بالأمراض المختلفة.
وتعتبر بلازما الدم أحد المكونات الرئيسية للدم حيث تشكل حوالي 55% من حجم الدم الموجود بالجسم، وهي مادة سائلة يميل لونها إلى الأصفر تحمل أملاح وماء وبروتينات، وتعتبر وسيلة فعالة يمكن أن تنقذ مرضى فيروس كورونا الذين يعانون من حالات حرجة بشرط أن يتم استخراجها من أجسام المتعافين من الفيروس، وفقًا لما نشرته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. وتحتوي البلازما على أجسام مضادة ينتجها جسم الشخص المتعافي من العدوى، عند حقنها للمريض تساهم في زيادة الاستجابة المناعية للجسم وتساعده على مهاجمة الفيروس، ويمكن الاستفادة من تلك البلازما حتى بعد مرور شهور من تعافي الشخص لذلك من الضروري بعد التعافي التبرع بالدم لإنقاذ حياة الكثير من المرضى
المصدر : وكالة أنباء الشرق الاوسط