“براعم الخير” روضة مجانية في إعزاز لدعم الأيتام نفسياً
أعلن “فريق شباب الخير التطوعي”، عن افتتاح روضة “براعم الخير” لتقديم الدعم النفسي للأطفال الأيتام في مدينة إعزاز بريف حلب، بغية تخفيف ومعالجة المشاكل النفسية المختلفة التي يعاني منها الأيتام، نتيجة الحرمان والمآسي والفقر وظروف الحرب التي عاشوها، إضافةً إلى مجموعة من الأنشطة التعليمية والترفيهية.
وتستهدف الروضة تعليم الأطفال اللغتين العربية والانكليزية، ومبادئ الكتابة والقراءة والحساب، وأنشطة ترفيهية للأطفال تساعدهم على تخفيف الضغط النفسي الذي يتعرضون له، كما يخطط القائمون على الروضة لافتتاح قسم لاكتشاف المواهب، بغية العمل على تنميتها وتطويرها ضمن برامج معينة.
الروضة تستقبل 391 يتيماً
أعلن الفريق عبر معرّفاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام، عن افتتاح باب التسجيل للأطفال الأيتام ضمن روضة “براعم الخير”، وفق مجموعة من الشروط وهي، أن يكون الطفل يتيم الأب حصراً، وأن يتراوح عمره بين 4-7 سنوات.
وقال مدير “فريق شباب الخير التطوعي”، أحمد هنداوي “أدت الحرب الى فقدان كثير من الأطفال لذويهم وخاصةً الأب، ما سبّب لهم الكثير من المشاكل والاضطرابات النفسية، لذا قررنا افتتاح روضة مجانية تتولى رعاية هؤلاء الأيتام ودعمهم نفسياً، إضافةً إلى تعليمهم وتقديم الأنشطة الترفيهية لهم، خاصةً في ظل انتشار الكثير من الروضات المأجورة ضمن الشمال المحرر، وعدم قدرة الأهل على تسجيل أطفالهم فيها”.
سجّل في الروضة 391 يتيماً، وقام الشبان في “فريق شباب الخير التطوعي”، بتجهيز ثلاث قاعات ضمن مقر الفريق لاستقبال الأيتام، حيث تتسع كل قاعة إلى 30 طفلاً، وتم تقسيم الدوام الى فترتين صباحية ومسائية، وبالتالي يداوم حالياً 180 طالباً، ويعمل الفريق على تجهيز قاعات أخرى خلال الفترة القادمة، ليستطيع باقي الأيتام المسجلين الدوام في الروضة.
جلسات دعم نفسي واجتماعي
يوجد ضمن الروضة خمسة مدرسين من خريجي الإرشاد النفسي، والذين يعملون كتطوعين ضمن “فريق شباب الخير التطوعي”، حيث يشرفون على جلسات الدعم النفسي والتوعية النفسية والاجتماعية والجسدية للأيتام.
وقال المرشد النفسي ضمن روضة “براعم الخير”، حمود قبس: إن “الروضة تضم أيتاماً من مختلف المناطق السورية، ولاسيما من مهجري الغوطة الشرقية، فهم يشعرون بالدرجة الأولى بالنقص وعدم الثقة بالنفس بسبب حرمانهم من آبائهم، إضافةً إلى حالات العزلة والانطواء والعدوانية تجاه الآخرين، نتيجة ظروف القصف العنيف والحصار والتهجير، ما يُعرّض الأيتام مستقبلاً لمشاكل كبيرة، لذا يتم العمل على حلها، عبر عمليات الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال (PSS)، والتعليم الاجتماعي العاطفي(SEL)”.
ويُعرّف الدعم النفسي الاجتماعي، بأنه مجموعة من الأنشطة التي تسعى إلى مساعدة الأطفال على التأقلم مع محيطهم، وتعزيز قدرتهم على العودة إلى الحالة الطبيعية بعد معايشتهم لأحداثٍ وظروفٍ مأساوية، والحد من الآثار النفسية السلبية بعيدة المدى، وتوفير الحماية والسلامة النفسية والاجتماعية أو الوقائية لمعالجة الاضطرابات التي يعانون منها.
أما التعليم الاجتماعي العاطفي، فهو العملية التعليمية التي تؤدي إلى تطوير الذكاء العاطفي لدى الطفل، عبر مساعدته على فهم وإدارة عواطفه والتحكم بانفعالاته، خاصةً الأطفال الذين يمتلكون سلوكاً عدوانياً، وتحسين الذاكرة والقدرة على التكيف والمثابرة والتحفيز والتعاطف، إلى جانب اكتساب المهارات الاجتماعية وبناء العلاقات والاتصال الفعّال، ومهارات الاستماع وتقدير الذات والثقة بالنفس والاحترام والتنظيم الشخصي.
وأضاف قبس لفوكس حلب: “كان لدينا يتيم في الروضة يُدعى علي (ست سنوات) من مهجري الغوطة الشرقية، كان يُفضّل دائماً الانعزال عن باقي الطلاب، وبنفس الوقت سلوكه عدواني جداً مع جميع أقرانه، لذا عملنا على تكثيف جلسات الدعم النفسي والاجتماعي معه، حتى بدأ في التحسّن، وأصبح حالياً طالباً نشيطاً مندمجاً مع باقي الطلاب في الروضة”.
ثلاث كفالات للأيتام
ولا تقتصر أنشطة “فريق شباب الخير التطوعي” التي تستهدف الأيتام، على افتتاح روضة مجانية، بل يسعى المتطوعون بشكلٍ دائم على تأمين كفالات شهرية للأيتام، وقال أحمد هنداوي: “لدينا 1009طفلاً يتيماً في مخيمات مدينة إعزاز وريفها، تمت كفالة 498 يتيماً منهم، عبر الاعتماد على تبرعات من أهل الخير”.
وأضاف هنداوي، مدير فريق شباب الخير التطوعي، “تشمل الكفالات ثلاثة أنواع، حيث تحصل العائلة الكبيرة التي لديها خمسة أيتام وأكثر على ٥٠ دولار شهرياً، تشمل تأمين نفقات الطعام والشراب والدراسة واللباس والدواء، والعائلة التي لديها ثلاثة أيتام تحصل على 25 دولار، لمساعدتهم على تأمين مصاريف المعيشة، أما العائلة التي فيها طفل أو اثنين تتقاضى 15 دولار، كمصروف لتأمين لوازم الدراسة”.
“أم أحمد” سيدة أرملة فقدت زوجها ولديها ثلاثة أطفال، تقيم في مدينة اعزاز، عبّرت عن سعادتها لتلقيها كفالة قدرها 50 دولار شهرياً، أي ما يعادل 150 ألف ليرة سورية، وتقول: “صحيح أن المبلغ غير كافٍ في ظل هذا الغلاء الفاحش، لكن على مبدأ (بحصة بتسند جرة)، فهو في النهاية مبلغ مضمون كل شهر، وأنا أعمل أيضاً في حياكة الألبسة وبيعها، وبذلك استطيع تأمين مصدر دخل لإعالة أطفالي الثلاثة، بعد فقدان زوجي قبل ثلاث سنوات”.
وتأسس “فريق شباب الخير التطوعي” في عام 2017 على يد مجموعة من الشبان، ويضم 12 متطوعاً بين ذكورٍ وإناث، وحرص الفريق على مدار أربع سنوات على القيام بالعديد من الأنشطة، أبرزها المساعدة في إنشاء جوامع ومدارس، وتقديم كفالات للأيتام وحملات افطار في رمضان، وتوزيع عيديات وألبسة للأطفال في الأعياد، إضافةً إلى حملات أخرى لتوزيع سلل اغاثية ومساعدات للفقراء والمحتاجين.
المصدر : فوكس حلب