أخبار المجتمع المدني

“بادري” .. حملة لاستثمار طاقات الشباب والنساء في المجتمع

الشباب طاقة متجددة لا يستهان بها إن تم استثمارها وتوجيهها وتنظيمها، من هنا كانت المبادرات الاجتماعية والمشاريع التطوعية أفضل السبل لاستثمار هذه الطاقات، وتحويلها إلى مشاريع تنهض بالمجتمع، وتعنى بخلق التغيير والتأثير من خلال أفكار مبتكرة، ترى من المشكلات فرص يمكن من خلالها صنع قيمة تفيد المجتمع وتعود بالخير على العاملين عليها.

تأتي حملة “بادري” لتحقق هذه الغاية السامية، بإحداث الأثر الطيب في مجتمعنا الذي يعاني من نقص الموارد وفرص العمل، حيث اجتمعت همم فريق “بادري” لتشكل نسيج هدفه إحداث فارق في المجتمع عن طريق خدمة الناس وتلبية احتياجاتهم.

تتميز “بادري” بكونها فكرة بسيطة، تعتمد على جهد أصحابها فلا تحتاج إلى الكثير من الموارد أو مصادر التمويل لكي يتم تنفيذها، بل تعتمد على أنشطة وتدريبات مهنية عملية، تنفذها مجموعة من النساء والشباب المدربين بالاعتماد على إمكانياتهم ومهاراتهم وخبراتهم السابقة، وتستهدف النساء ربات الأسر ومقدمات الرعاية واليافعات وأصحاب الدخل المحدود، لتعيينهن وتمكنهن من إتقان بعض الحرف المنزلية واليدوية المتاحة، لتحسين وضعهن الاجتماعي والاقتصادي وتمكنهن من سبل العيش.

اعتماد أعضاء فريق عمل “بادري” على جهودهم الشخصية لا يعن عدم الرغبة في الحصول على تمويل لتنمية هذه المشاريع الناشئة، التي تعتمد على فكرة التطوع، بل يسعون لتطوير المبادرة فيما بعد، وتتحول إلى مشاريع قائمة بذاتها، ويحقق أهدافها بتأمين مصدر للدخل لتلك العائلات البسيطة، وذلك بناء على الخطة الموضوعة للمبادرة، ومدى مقدرة واستعداد أفرادها للاستمرار والتطوير.

أهداف حملة “بادري” وكيفية تنفيذها

لحملة “بادري” العديد من الأهداف المشتركة مع مثيلاتها، لكنها تختلف عن المبادرات الأخرى بأنها منفتحة تشعبية، تقدم التدريبات المهنية لشريحة من المجتمع وتوكل نشر هذا التدريب أو بعضه للقادرات على تدريب غيرهن من المتدربات المستفيدات، وتتوسع مع الزمن ويزيد عدد المستفيدين كلما أتقنت المهنة إحدى المتدربات وتمكنت من حقيبتها التدريبية.

لكن بادري تتفق مع العديد من المبادرات في بعض الأهداف مثل:
١- تفعيل دور الشباب في المجتمع.
٢- زيادة وتنمية مهارات النساء وقدراتهن في إدارة أفكارهن.
٣- تبني أفكارا وتدريبات جديدة مثل الحاسوب، والأعمال الإدارية، وبرامج الدعم النفسي، وحماية الطفل، للمساهمة في تغيير وتنمية المجتمع وتحسين الدخل لأفراده.
٤- تشجيع الشباب على التفكير والإبداع من خلال أفكارهم الجديدة، بدلاً من أن يجلس الشخص في انتظار تعيينه تحت قيادة أشخاص مختلفين.
٥- توفير فرص عمل لمقدمات الرعاية بما يتوافق مع طموحاتهن.

التحديات والمشكلات التي تعيق الحملة

تعاني “بادري” من عدم وجود أدوات ولوازم تدريبية لمبادرات تقنية وصناعية تهتم بالتكنولوجيا والإلكترونيات، ما يعيق فريق العمل من تحقيق أهدافه في الوصول لفئة اليافعين واليافعات المتسربين من النظام التعليمي.

انطلقت “بادري” من الاحتياج الموجود في المجتمع، والذي تسعى إلى تلبيته من خلال هذه المبادرة، وكلما أدركنا الاحتياج الصحيح لدينا يمكن في هذه الحالة تحديد الشيء الذي نريد تنفيذه، بعد التأكد من ملاءمة فكرة التدريب لاحتياج المجتمع وسوق العمل.

 

قد يصعب على الكادر المشارك في حملة “بادري” أن ينجح في إحداث أثر كبير في المجتمع، لذلك نعمل على تحديد الأثر المرغوب به من المبادرة، وبناء عليه تحدد الأهداف التي نسعى في الوصول إليها لتحقيق هذا الأثر.

أين نحن؟
تحدد مكان “بادري” الجغرافي في “جبل الزاوية” عموماً وفي قرية أورم الجوز خصوصاً، لما تتمتع به القرية من استقرار نسبي وكونها قبلة للمهجرين والنازحين، وكان التوقيت المناسب لبدء المبادرة هو بداية شهر أكتوبر من عام ٢٠٢٢، ولم يحدد موعد انتهاء “بادري” على أمل أن يبقى انتشارها وديمومتها كمشروع خيري طويل الأمد، يتجدد مع المشكلات ويساهم في علاجها بما تيسر من الأدوات والطاقات.

فريق العمل يتكون من كادر مؤمن بفكرة “بادري” التي يعمل عليها حتى تنجح، فنجاح الفكرة يمثل تحدياً كبيراً لهم في منطقة لا تزال تعاني من آثار الحرب، لذا لا بد من ملاءمة الفكرة لاحتياجات الناس الموجودة في الوقت الحالي واختيار فريق عمل مؤهل للعمل، وتقديم تدريبات متخصصة تساعد المقدمات أن يكون أصحاب دخل خاص بهم، وأن يهتموا جميعاً بتحقيق تغيير حقيقي في بنية مجتمعنا.

المصدر : هيومن نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى