أخبار المجتمع المدني

انفجار المدخرات (البطاريات) .. خطر جديد يهدد أهالي إدلب

تعرضت راما شعيب لحروق في وجهها وكسر في يدها نتيجة انفجار المدخرات التي تستعملها في منزلها ببلدة تفتناز بريف إدلب أثناء محاولتها وصل جهاز رافع الجهد بهدف تشغيل المروحة.
تقول راما إنها كانت الحالة الثامنة التي تدخل المشفى هذا الشهر نتيجة انفجار المدخرات أثناء استعمالها،.

وتخبرنا أنها وضعت المدخرة تحت أشعة الشمس ما عرضها لحرارة كبيرة قبل أن توصلها بشكل مباشر مع ألواح الطاقة الشمسية دون تركيب دارة فصل، والتي تعمل على فصل المدخرة عن الألواح عند وصولها للحد المناسب من التخزين، ما أدى لانفجارها.

وتضيف إن صوت الانفجار كان مرعباً ولم تكن تظن أن يكون بسبب المدخرة، وتحمد الله أنها كانت أفضل حظاً من الفتاة التي سبقتها إلى المشفى والتي تم تحويلها إلى تركيا، بعد تشوه وجهها نتيجة انفجار بطارية مشابهة.
في المشفى قام الطاقم الطبي بتجبير يدها المكسورة وتضميد جراحها وغسل عينيها سبع مرات متتالية بالسيروم الملحي، نتيجة الأذى الكبير الذي تعرضت له العين بعد إصابتها بالأسيد الموجود داخل المدخرة.

حالة راما لم تكن أفضل من حالة شام المحمد والتي ماتزال تعاني من ألم في عينيها رغم مرور سنة على حادثة انفجار المدخرة في منزلها ببلدة طعوم. تقول شام إن المدخرة انفجرت بشكل مفاجئ، إذ لم يخبرها أحد عن مخاطر وجودها داخل المنزل.

كانت شام تعمل على توصيل أسلاك المدخرة لتقوم بشحنها لكنها انفجرت فجأة قبل أن تكمل توصيل الأسلاك ما أدى إلى إصابتها بجروح في يدها وحروق في وجهها، وعلى إثرها تم غسل عينيها أربع مرات لضمان عدم تأثرهم بالأسيد.

لم تتوقع شام أن يكون الانفجار بهذه القوة، فقد أصيبت مع أولادها بنوبة من الهلع نتيجة الصوت القوي والدخان الذي ملأ المكان، كما توجه الجيران لمنزلهم عند سماع الصوت ظناً أنه صوت سقوط قذيفة أو قنبلة انفجرت داخل المنزل.

تؤكد شام أنها لم تخطئ بتوصيل أسلاك المدخرة لأنها انفجرت قبل أن تنتهي من التوصيل وتظن أن سبب الانفجار يعود لارتفاع حرارة الجو وحرارة المدخرة ما شكل ضغطاً كبيراً داخل المدخرة.

بعد مرور عام كامل على الحادثة ما تزال شام تخشى من وجود المدخرة في منزلها وتمنع أطفالها من الاقتراب منها، لكنها مضطرة لاستخدامها لعدم توفر كهرباء وهي بحاجة لإنارة المنزل.

يقول محمد خالد زيدان “فني منظومات الطاقة الشمسية”: إن سبب انفجار مدخرات الطاقة الشمسية يعود لاستخدامها بشكل خاطئ، إما عن طريق ملامسة الأقطاب المتعاكسة ما يؤدي لحدوث تماس، أو بسبب الشحن الزائد أو الاستجرار بشكل أكبر من الحد المسموح به، لعدم معرفة كيفية تقدير الطاقة المطلوبة للتشغيل وهو ما يؤدي لغليان البطارية، وإنتاج غاز الهيدروجين المعروف بسرعة اشتعاله، وعند حدوث أي تماس ستنفجر المدخرة.

تقسم المدخرات المستعملة في إدلب إلى نوعين، بطاريات طاقة شمسية ذات تفريغ عميق، وبطاريات سيارات وهي الأكثر انتشاراً بسبب أسعارها المنخفضة مقارنة بمدخرات الطاقة.

لكن مدخرات الطاقة تدوم لفترات أطول قد تصل إلى أربع سنوات في حين لا تدوم مدخرة السيارة لأكثر من سنة بحسب الزيدان الذي نصح بتركيب أنظمة الطاقة من قبل ذوي الاختصاص، كي يتم وصل الأقطاب بشكل صحيح.

كما ينبغي استعمال منظم شحن جيد قادر على فصل المدخرة عن الشحن عند امتلائها، إضافة لوضع المدخرة في مكان جيد وإبعادها عن متناول الأطفال لتجنب حدوث أي شرارة بالقرب منها.

وينبغي فصل جميع الأسلاك الموصولة بالمدخرة مثل أسلاك الإنارة أو الراوتر، ووصلها عبر منظم الشحن تجنباً لحدوث أي شرارة كهربائية أثناء وصل تلك الأسلاك، ما قد يؤدي لانفجار المدخرة نتيجة تبخر الهيدروجين بشكل مستمر منها.

المصدر : فوكس حلب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Articles

Back to top button