أحداث إنسانية

اليوم العالمي للمسنين 2024: واقع المسنين في الشمال السوري

يحتفل العالم في الأول من أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للمسنين، وهو مناسبة سنوية تهدف إلى تسليط الضوء على حقوق واحتياجات المسنين، وتعزيز الوعي بالتحديات التي يواجهها كبار السن في مختلف المجتمعات. يهدف هذا اليوم أيضًا إلى تكريم المساهمات القيمة التي قدمها المسنون في بناء المجتمعات، ودورهم المستمر في الحياة الاجتماعية والاقتصادية.

وضع المسنين في الشمال السوري

في شمال سوريا، يعاني المسنون من ظروف إنسانية قاسية، حيث زادت الأوضاع المتدهورة بسبب الحرب المستمرة والنزوح الداخلي من تدهور أوضاعهم الصحية والمعيشية. مع فقدان البنية التحتية الطبية وتدهور الظروف المعيشية، يُعد الوصول إلى الرعاية الصحية اللازمة شبه مستحيل في العديد من المناطق، مما يترك كبار السن في مواجهة العديد من التحديات التي تؤثر على صحتهم الجسدية والنفسية.

كثير من المسنين في الشمال السوري يعيشون تحت ظروف صعبة، حيث يفتقرون إلى الدعم الاجتماعي المناسب والخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتغذية السليمة. النزوح القسري أثر بشكل كبير على هذه الفئة، حيث أن بعضهم انفصل عن عائلاتهم ومجتمعاتهم، مما جعلهم يعانون من العزلة الاجتماعية والوحدة.

التحديات التي يواجهها المسنون في الشمال السوري

  1. انعدام الرعاية الصحية المتخصصة: بسبب نقص المرافق الطبية المتقدمة والأطباء المتخصصين، يعاني المسنون من صعوبة في الحصول على الرعاية الطبية اللازمة. كثير منهم يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب دون متابعة صحية دورية.
  2. الافتقار إلى الدعم النفسي والاجتماعي: يعاني المسنون في الشمال السوري من العزلة وفقدان الشبكات الاجتماعية. النزوح والحروب المستمرة تسببت في تفكك العائلات، مما جعل العديد من كبار السن يواجهون الوحدة والعزلة دون دعم عائلي أو مجتمعي.
  3. الوضع الاقتصادي المتردي: تعاني هذه الفئة من الفقر المدقع، حيث يعيش الكثير منهم دون دخل ثابت، مما يجعلهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية، التي قد تكون غير كافية لتلبية احتياجاتهم اليومية من غذاء ودواء ومسكن.

إحصائيات وتوقعات

بحسب تقديرات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، يُقدر أن نسبة الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الـ 60 عامًا في سوريا تبلغ حوالي 5.5% من السكان. في الشمال السوري، تشير التقارير إلى أن هناك تزايدًا ملحوظًا في أعداد المسنين بسبب العوامل المتعددة مثل النزوح الداخلي والظروف الاقتصادية الصعبة. وفقًا لتقارير إنسانية، هناك أكثر من 100,000 مسن يعيشون في الشمال السوري، معظمهم بحاجة إلى رعاية صحية عاجلة وخدمات اجتماعية أساسية.

التوقعات لعام 2024 وما بعده تشير إلى تزايد عدد المسنين في المناطق المتأثرة بالنزاع، مع ازدياد الحاجة إلى توفير برامج دعم متكاملة تتناول الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية. مع تدهور الوضع الاقتصادي والصحي في سوريا، من المتوقع أن تزداد معاناة هذه الفئة إذا لم يتم تقديم دعم دولي ومحلي مكثف.

دعوات للعمل

مع الاحتفال باليوم العالمي للمسنين، من الضروري أن تتضافر الجهود المحلية والدولية لتلبية احتياجات المسنين في الشمال السوري. تتطلب هذه الجهود تعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية، تقديم برامج دعم نفسي واجتماعي، والعمل على تحسين الظروف المعيشية لهذه الفئة الضعيفة.

منظمات المجتمع المدني مطالبة بتوجيه المزيد من الموارد والدعم للمسنين، وذلك من خلال إنشاء مراكز متخصصة تقدم الرعاية الصحية والاجتماعية. كما أن المجتمع الدولي مطالب بزيادة التمويل المخصص لهذه الفئة وتقديم الدعم الإنساني العاجل.

يظل كبار السن في الشمال السوري يعانون من تأثيرات النزاعات والحروب، وتبقى أوضاعهم تمثل تحديًا إنسانيًا واجتماعيًا كبيرًا، و في اليوم العالمي للمسنين 2024، يجب أن يتكاتف الجميع لتقديم الدعم اللازم وتحسين الظروف المعيشية لهؤلاء المسنين الذين قدموا الكثير لمجتمعاتهم والذين ما زالوا يستحقون العيش بكرامة ورفاهية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى