النزوح في لبنان يتفاقم وسط الغارات الإسرائيلية ومعاناة السوريين
يتصاعد النزوح في لبنان مع استمرار الغارات الإسرائيلية، حيث تجاوز عدد النازحين داخليًا مليون ومئتي ألف شخص. هرب معظمهم من مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت، متوجهين نحو الشمال، بيروت، جبل لبنان، والبقاع الأوسط.
وفقًا للحكومة اللبنانية، التي أعلنت يوم 3 أكتوبر، فإن هذه الأعداد تتزايد بشكل يومي، حيث يعاني المدنيون من الغارات المستمرة.
الغارات الإسرائيلية التي تكثفت بعد اغتيال حسن نصر الله في 23 سبتمبر، أدت إلى موجة نزوح جديدة. معظم النازحين كانوا قد فروا من جنوب لبنان منذ نحو عام مع اندلاع الحرب في غزة، ولكن الوضع الآن أصبح أكثر تعقيدًا.
استهداف معبر المصنع الحدودي
ضربت إسرائيل يوم الجمعة معبر المصنع الحدودي (جديدة يابوس)، وهو طريق رئيسي يستخدمه الآلاف للهروب من لبنان. الضربة الإسرائيلية أدت إلى إغلاق الطريق، مما زاد من صعوبة الهروب.
وزير النقل اللبناني أكد أن الهجوم تسبب في حفرة بعرض أربعة أمتار داخل الأراضي اللبنانية. هذا المعبر يعتبر شريان حياة للمدنيين الفارين من القصف.
أزمة إنسانية خانقة
في محاولة لتخفيف الضغط، فتحت البلديات المدارس لإيواء النازحين. ومع ذلك، فإن الأعداد المتزايدة جعلت مراكز الإيواء مكتظة وغير كافية. مؤسسة “عامل” قدرت أن هناك 250 ألف نازح في 880 مركز إيواء في جميع أنحاء لبنان، فيما يعتمد باقي النازحين على أنفسهم.
معاناة اللاجئين السوريين
النزوح في لبنان يؤثر بشدة على اللاجئين السوريين. يعيش حوالي 1.5 مليون سوري في لبنان، ومعظمهم يعاني من ضعف متزايد نتيجة النزوح المتكرر وتدهور الظروف المعيشية.
البعض تمكن من العودة إلى سوريا عبر معابر رسمية مثل معبر المصنع، لكن الكثيرين يواجهون صعوبات مالية أو يخشون الاعتقال عند العودة. انتشار العنصرية تجاه السوريين زاد من تعقيد أوضاعهم، مما جعلهم يعيشون تحت ضغط متزايد.