النباتات العشبية.. وجبة غذائية للعائلة ومصدر دخل للعاملين بجمعها في إدلب
تتفحص حورية “من بلدة كفروما بريف إدلب الجنوبي” النباتات العشبية التي قطفها زوجها سمير من منطقة قريبة من مخيم باتبو، لتنظفها وتحضر منها وجبة اليوم لعائلتها.
تقول إن رحلة زوجها كانت مثمرة فقد حصل على “الخبيزة، الدردار، السلبين، لسان الثور والحميضة” وجميعها من النباتات العشبية التي يمكن أن تصنع منها أكلة “الحويش” الشعبية، التي تحبها العائلة فقد جمع كمية جيدة ليبيعها في الأسواق وأمن وجبة غداء للعائلة.
في كل ربيع، يقوم سعيد “مقيم في المخيمات” بجمع تلك النباتات العشبية من المزارع القريبة، فقد شكل انتشارها فرصة عمل له في هذا الفصل حيث يعمد لجمعها وبيعها في الأسواق القريبة.
يقول إنه يبيع الكيلو الواحد بثلاث ليرات تركية، ويجني يومياً من عشرة إلى خمسة عشر كيلوغراماً، وهو مردود يراه جيداً مقارنة بأجور عامل المياومة في إدلب
بينما يلجأ عمار “نازح من كفرنبل” للبحث عن نبات “السلبين” ويخاطر بالاقتراب من المناطق المتاخمة لقوات الأسد في ريف حلب الغربي بهدف الحصول على تلك النباتات العشبية ، والتي تحتاج لخبرة أكبر لمعرفة مواطن نموها وتباع بسعر مرتفع مقارنة بباقي العشبيات، يبلغ سعر الكيلو خمسة عشر ليرة تركية وله زبائن يحبون طعمته المميزة عن باقي الحشائش، وقد حصل عمار في يوم واحد على مئة ليرة تركية من جمع “السلبين”.
يقول عمار إن هذه التجارة لا تحتاج لرأس مال أو عناء كبير وبالمقابل تؤمن دخلاً جيد لأصحابها في فصل الربيع وكلما كانت أماكن نموها نظيفة وبعيدة عن مجاري الصرف الصحي كلما وثق الناس في صاحبها واشتروا منه.
يرى العاملون في هذا المجال أن فصل الربيع يحمل لهم الخير ويشكل مصدر رزق جيد من خلال جني نباتاته المتلاحقة.
يقول حسين سيد عيسى “تاجر خضروات” إن العاملين في هذه المهنة ينتظرون بدء موسم آخر من النباتات الربيعية المستعملة كغذاء أو كعلاجات طبية مثل البابونج والزعتر البري والزوفا، والتي يشتريها الناس في هذا الموسم ثم يقومون بتجفيفها لاستعمالها كمشروب في فصل الشتاء لعلاج أمراض الصدر والبطن والإنفلونزا.
تتميز تلك النباتات بامتلاكها قيمة غذائية عالية إضافة لكونها منتجات صحية نتيجة طبيعة نموها البري وخلوها من الأسمدة الكيميائية، بحسب زاهر حناك “طبيب بشري”.
ويقول الطبيب “حناك” إن تلك النباتات تمنع حدوث فقر الدم بسبب احتوائها على عنصر الحديد بشكل كبير، إضافة لمادة المنغنيزيوم، وهما مادتان لازمتان لتصنيع الدم في جسم الإنسان، كما تحتوي الخبيزة على السكريات وتمنح الإنسان الطاقة، وفيها مواد مدرة للبول وبالتالي تنظف جسم الإنسان من السموم، وتحتوي على فيتامين B2 الذي يسرع عملية الهضم، إضافة لاحتوائها على فيتامين b1 الذي له وظيفة حيوية في الدفاع ضد الاعتلالات العصبية التي تحدث في كافة أنحاء الجسم. بينما يفيد نبات الدردار في علاج التهاب المجاري البولية والالتهابات الرئوية والبلعوم وحرقة المعدة
المصدر : فوكس حلب