أخبار المجتمع المدني

الموت يغيب “عبد القادر عزور” أحد رموز الحركة التشكيلية في حمص وسوريا عامة

غيّب الموت الأحد في الإمارات أحد رموز الحركة التشكيلية في حمص وسوريا عامة الفنان التشكيلي “عبد القادر عزور” عن عمر يناهز الـ77 عاماً .

ونعى “صبحي عزوز ” والده على حسابه في “فيسبوك” قائلاً :”أنعي اليكم والدي و قدوتي وحبيبي وصديقي عبد القادر عزوز الذي انتقل إلى رحمته تعالى صباح اليوم في مدينة دبي و سيدفن فيها”.

وُلد الفنان التشكيلي عبد القادر عزّوز في حمص عام 1947 وتخرّج من قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق عام 1971.

ويُشير عزوز إلى أنه ومنذ تخرّجه انخرط في عملية سبر مستمرة لازدواجية الحياة من خلال تصوير الأضداد، واستقصاء العلاقة بين السلبي والإيجابي، وبين الرجال والنساء، وبين السخونة والبرودة، وغيرها من الأضداد. تستحضر أعمال جمال وحميمية المنزل والطبيعة والعلاقات الإنسانية. مستخدماً ألواناً ترابية وتعبيرية أحياناً. -بحسب موقع الأتاسي للفنون التشكيلية-

ويضيف المصدر أن أعمال عزوز التشخيصية تقدم مجموعات من الأفراد الواقفين سوية أو شخصين متعانقين أو مَشاهِد سردية.

كما يرسم مشاهد حضرية هندسية مزدحمة، وبنسبة أقل مَشاهد ريفية تنضح بالسكينة يوظّف فيها دائماً أسلوبه المميز.

الرسم الواقعي

ومنذ بداياته كان عزوز مغرماً بالرسم على زوايا الدفاتر وهوامش الكتب ، ومما عزَّز هذا الميل وجود ما كان يُسمى في الخمسينات والستينات (المراسم المدرسية) حيث تجمَّع مع عدد من مجايليه الفنانين في مدينة حمص حول بعض الأساتذة الذين أنهوا دراستهم في الخارج.

وصادف افتتاح مركز صبحي شعيب عام 1963 والذي شارك في تأسيسه الأستاذ الكبير صبحي شعيب رائد الحركة الفنية في حمص وبإشراف مجموعة من الأساتذة التحق بدورات متتابعة في الرسم وتعرف على أسماء الفنانين الكبار والمدارس الفنية والرسم عن الطبيعة.

ومن الطبيعي كدارس للفن أن تكون بدايته هي التمرن على الرسم الواقعي (الأكاديمي ) والنقل عن الطبيعة إلى الطبيعة الصامتة والوجوه.

ولعل هذه الخبرات كما قال في حوار أجراه كاتب هذه السطور معه قبل سنوات هي المفتاح والركيزة الضرورية كي يتحرر منها الفنان بعد تراكم المؤثرات والخبرات البصرية لديه التي تكون مساعداً له على اكتشاف شخصيته لاحقا.

وأضاف: “استهوتني الانطباعية بمعالجتها للنور وتحريرها للفن من قيود لونية والتعبيرية ببعدها الانفعالي الإنساني، والتكعيبية ببنائها لعالم اللوحة الداخلي ، وكان لمتابعتي في مركز الفنون الأثر الأكبر، إذ أشرف علينا الفنان المرحوم أحمد دراق السباعي وغرس فينا حب الفن والإخلاص له، وقد حزمتُ أمري منذ المرحلة الإعدادية بالتوجه لدراسة الفنون، وما إن أنهيت المرحلة الثانوية حتى انتسبت لكلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق وتخرجت منها عام 1971.

بعد ذلك سافر عزوز مرات عدة لبعض الدول الأوربية واطلع على معظم متاحفها كما أُوفد إلى الولايات المتحدة وساعده ذلك الإطلاع على إغناء عمله، موهبة مضافاً إليها الخبرة والثقافة.

وشاركت أعمال الفنان عبدالقادر عزوز في العديد من المعارض الدولية، الجماعية والفردية في كل من سوريا، لبنان، تركيا والإمارات العربية المتحدة.

وتم اقتناء أعماله من قبل وزارة الثقافة السورية، ووزارة الثقافة الأردنية، والمتحف الوطني في دمشق، ودار الندوة في بيروت في لبنان. وعرضت أعماله في بينالي الشارقة الدولي.

رفة جفن

ورثى عدد من رواد مواقع التواصل الإجتماعي الفنان الراحل عبد القادر عزوز مستحضرين دوره المؤثر في الحركة التشكيلية في جيل ما بعد الرواد ، حيث علق الفنان “سهف عبد الرحمن”: “أدركت قبل أن تغادر الدنيا أن المسافة بين قلبك وريشتك رفة جفن واستدرك :”من يرى لوحاتك يعرف بأنها قصيرة ولا سبيل في هذا الطريق القصير الشائك سوى الحب والصدق”.

واستذكر الصحفي “ساطع الأزهري” مرحلة بدايات الفنان الراحل عبد القادر عزوز حيث كانت لوحاته تعكس الطبيعة الجميلة بحمص وما يحيط بها من قرى كالرستن وقطينة وبعض المناطق الغربية التي تمتاز بسهولها وجبالها الشاهقة إضافة إلى بساتين حمص لاسيما العاصي الجديد مجسدا الطواحين التي كانت تقام على الجسور”.

وقال الأديب والفنان “عبد الباسط فهد” الذي ربطته صداقة بالفنان الراحل امتدت لأكثر من 40 عاماً :” الفنان التشكيلي المعلم عبد القادر عزوز واستراحة قلب أتعبته الأيام ليبقى ذكرك خالداُ المبدع الجميل أيقونة حمصية أنهكتها صروف الدهر واستراحت في دبي” .

المصدر: زمان الوصل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى