المملكة السعودية تمنح لجنة الحج العليا السورية إدارة مستقلة لملف الحجاج السوريين في الشمال السوري وتركيا.
أعلنت المملكة العربية السعودية في خطوة استثنائية، تفويض إدارة شؤون حج السوريين المقيمين في الشمال السوري وتركيا لـ “لجنة الحج العليا السورية”، مما يمثل تحولاً هاماً في تنظيم هذه الفريضة الدينية للسوريين خارج مناطق سيطرة النظام السوري.
عبد الرحمن مصطفى، رئيس اللجنة، أكد أن هذا التخويل يأتي تأكيداً على سياسة المملكة في تسهيل أداء فريضة الحج للمسلمين جميعاً، مشيراً إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها اللجنة على مدى العقد الماضي والتي كانت السبب في حصولها على هذه الثقة.
في المقابل، أعلن نظام الأسد عن فتح باب التسجيل لموسم الحج 2024، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من عقد، موزعاً الأعداد بين مناطق سيطرته وتلك التي تديرها اللجنة، حيث خصص 15500 حاج لمناطق سيطرته مقابل 5000 للجنة.
هذه الإجراءات تأتي في سياق مفاوضات ومباحثات مستمرة بين السعودية والأطراف السورية، سعياً لتنظيم شؤون الحج بشكل يضمن حقوق جميع السوريين دون تمييز. وقد شهدت العلاقات تطورات متسارعة، خاصة بعد استعادة النظام السوري لعلاقاته مع عدد من الدول العربية، مما طرح تساؤلات حول مستقبل إدارة ملف الحج.
لجنة الحج العليا السورية، المنبثقة عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قد أدارت ملف الحج بكفاءة واقتدار منذ العام 2013، مقدمة خدماتها لكافة الحجاج السوريين دون تمييز. وقد شهدت السنوات الماضية تطورات نوعية في الخدمات المقدمة، بما في ذلك تطوير برامج إلكترونية لتسجيل الحجاج وتتبع الباصات عبر نظام GPS، وتدريب الكوادر المختصة لتحسين تجربة الحجاج.
هذا التحول في إدارة شؤون حج السوريين يفتح الباب أمام فصل جديد يكفل للسوريين في المناطق المحررة وتركيا أداء هذه الفريضة بيسر وسهولة، بعيداً عن التعقيدات السياسية. يدعو هذا التطور الكبير القارئ للتأمل في أهمية الحج كركن أساسي للإسلام وضرورة توفير سبل الوصول إليه لجميع المسلمين، مؤكداً على الدور الإنساني والروحي الذي يجب أن تلعبه الدول والمنظمات في تسهيل هذه الفريضة.