المعتقلون السوريون وضحايا جدد يومياً في “المسلخ البشري” صيدنايا | صدى
آية الجبان
يعتبر ملف المعتقلين الأعقد منذ انطلاقة الثورة السورية، والتي لاتزال إلى الآن أنباء إستشهاد معتقلين تحت التعذيب في السجون التابعة للنظام السوري تأتي يوماً بعد يوم، والتي تكون أكثرها تلك القادمة من سجن صيدنايا الذي باتت تصفه منظمات حقوقية بأنه أخطر معتقل للتعذيب والقتل في البلاد.
يقع سجن صيدنايا العسكري على بعد 30 كيلومترا، شمالي العاصمة دمشق،ويتبع سجن صيدنايا وزارة الدفاع السورية، وتديره الشرطة العسكرية، ويتكون من مبنيين يمكن أن يستوعبا ما بين 10 إلى 20 ألف سجين.
وفي يوم الجمعة الواقع في 2021/12/10 إنتشرت صورة مسربة من المسلخ البشري” صيدنايا ” تظهر تفاصيل التعذيب العنيفة والمميتة بحق المعتقلين داخل السجن كما أنهم معصوبي الأعين، لا يعرفون متى أو أين سيموتون إلى أن يلف الحبل حول أعناقهم.
فالإحصاءات بعد 10 سنوات على الثورة السورية تتحدث عن نحو 130 ألف معتقل ومغيب قسرا يتعرضون لشتى أنواع التعذيب والحرق، حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، التي أكدت أيضاً في إحصاءاتها أن أكثر من 14 ألف شخص -بينهم أطفال ونساء- قتلوا تحت التعذيب داخل سجون النظام السوري منذ مارس/آذار 2011 وحتى ديسمبر 2021.
قدم أحد المعتقلين المفرج عنهم بقول شهادات مروعة عن التعذيب وظروف الحياة القاسية في سجون النظام السوري، وما يلقاه المعتقلون فيها من معاناة.
كما أنه يرى أن رحلته إلى سجن صيدنايا وخروجه منه أشبه بالعودة إلى الحياة من بين براثن الموت. “استُقبلت هناك بالضرب والإهانات والكلام البذيء، وعشت سنة كانت أشبه بالموت البطيء، لم كل هذا الحقد؟ لم لا ينفذون حكم الإعدام فينا فوراً؟ في كل يوم كنت أتمنى العودة إلى أي فرع أمني كنت فيه، حيث فقدت الأمل في الخروج، وكانت الأفرع الأمنية -رغم قسوتها- تشكّل بالنسبة لنا حلماً صعب المنال”.
وغني عن القول إن أي نوع من الصلاة وذكر الله وقراءة القرآن كان من المحرمات داخل السجن، وأي منها يستدعي أشد العقوبات في حال اكتشاف حدوثها من قبل السجانين، وكانت “شتيمة” الأسد تستدعي عقوبة أقل من عقوبة الصلاة، كنا نلتزم بالصلاة فقط بأعيننا كما كنا نتلو ونحفظ القرآن بين بعضنا همساً.
وأوضح أن الحصيلة المرتفعة للموتى في المعتقلات السورية، سببها الأبرز عدم توفر الرعاية الصحية، والتي تشمل نقص الغذاء، وعدم تنوعه.
وأضاف إلى أن عذاب الأسير يشمل معاناة عائلته طوال فترة اعتقاله وانقطاع أخباره داخل السجون، موضحاً أن والديه توفيا بالجلطة وهما يستقبلان الأخبار المتناقضة عن مصيره.
وكما أنه يتحدث أن حاله يشبه الآلاف من المعتقلين المحتجزين قسراً في سجون النظام.
صرخات وأوجاع آلاف المعتقلين في سجون نظام الأسد لا يمكنها أن تخترق جدران المسالخ البشرية الذي لن يتوقف عن المطالبة بحريتهم ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.