الطاقة الشمسية خيار وحيد لمزارعين بإدلب
تشارك سمير عساف (51عاماً) وهو مزارع من قرية سيجر بمنطقة سهل الروج غربي إدلب مع ثلاثة مزارعين آخرين في تكلفة تركيب ألواح الطاقة الشمسية نظراً “لتكلفتها العالية”.
ويصل سعر اللوح الواحد من ألواح الطاقة الشمسية إلى 65 دولاراً، فيما يصل سعر بعض المدخرات إلى 165 دولاراً حسب النوع والحجم.
وقال المزارع وهو ينهمك بسقاية محصول أرضه، إن “الطاقة الشمسية استطاعت أن تغنينا عن الديزل نهائياً رغم تكلفتها الباهظة.”
وأشار إلى أنهم كانوا يعانون من ارتفاع أسعار الديزل المستخدم في تشغيل المعدات والآلات والمولدات الزراعية وعدم توفره في بعض الأحيان “لكن بناء منظومة شمسية للري فتح لنا نافذة أمل كبيرة بعدما يبست محاصيلنا.”
وبحسب المزارع فإن مشاريع ضخ مياه الري بنظام الطاقة الشمسية في منطقته، بلغت أكثر من 40 مشروعاً، حيث أن كل واحد منها يكفي لري أكثر من 50 دونماً يومياً.
ويلجأ مزارعون في مدينة إدلب، شمال غرب سوريا لتركيب ألواح الطاقة الشمسية في استخراج المياه من الآبار لري المزروعات، كطريقة بديلة عن مادة الديزل بسبب استمرار ارتفاع أسعارها.
وتشهد أسعار المحروقات في مناطق شمال غربي سوريا، لا سيما إدلب الواقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) ارتفاعاً متكرراً بأسعار المحروقات.
ارتفاع كبير
وفي السادس عشر من هذا الشهر، رفعت شركة “وتد للبترول” التابعة للهيئة والمحتكرة لسوق المحروقات في إدلب أسعار المشتقات النفطية بعد ثبات في أسعارها لنحو شهر.
وقالت الشركة في نشرتها، إن سعر ليتر المازوت المستورد نوع أول ارتفع من 6.03 إلى 6.11 ليرة تركية (ما يعادل 2300 ليرة سورية) والمازوت المستورد نوع ثاني ارتفع من 4.86 إلى 4.94 ليرة تركية (نحو 1800 ليرة سورية).
وارتفع سعر ليتر المازوت المكرر بدائياً إلى 4.35 ليرة تركية (1600 ليرة سورية)، في حين أصبح سعر ليتر البنزين المستورد بـ 6.39 ليرة تركية (2400 ليرة سورية)، بعد أن كان بـ 6.28 ليرة.
ويُعتبر هذا الارتفاع، هو الأعلى منذ تسعير شركة “وتد” للمحروقات بالليرة التركية، منتصف حزيران/ يونيو العام الماضي.
وبررت الشركة الارتفاع الجديد في أسعار المحروقات بانخفاض قيمة الليرة التركية مقابل سعر صرف الدولار الأميركي.
وتعدّ “وتد”، التي أنشأتها حكومة الإنقاذ الجناح المدني لهيئة تحرير الشام قبل أكثر من عامين، الجهة الوحيدة التي تقوم باستيراد المحروقات إلى إدلب والمناطق المجاورة.
ومنذ منتصف العام الفائت، يستخدم سعيد الشيخ (43عاماً) الطاقة الشمسية في ري أرضه القريبة من مدينة بنش شرقي إدلب، مستخدماً 75 لوحاً شمسياً مثبتة على قاعدة حديدية على رأس أرضه.
وقال “الشيخ” في حديث لنورث برس إن تجربة الطاقة الشمسية كانت “ناجحة” بالنسبة له، إذ أنها لا تحتاج إلى الديزل “الذي تحلق أسعاره عالياً في هذه الفترة”، حسب تعبيره.
وحينها، كلف “الشيخ” ما يقارب ثماني آلاف دولار أميركي من تركيب ألواح وقاعدة حديدية لوضع الألواح عليها لتكون بمواجهة الشمس وجهاز يعمل على تحريك القاعدة توازياً مع الشمس تلقائياً.
وأشار “الشيخ” إلى أن بعض مشارع تركيب الطاقة الشمسية تصل تكلفتها إلى 15 ألف دولار.
تأجير آبار
ويقوم ياسين الحسن (33عاماً) وهو مزارع من بلدة آفس شرقي إدلب ويمتلك ألواح طاقة شمسية بتأجير تشغيل بئر يمتلكه لمزارعين لا يمتلكون مشاريع طاقة شمسية ولا يستطيعون تشغيل مضخات الري باستخدام مادة الديزل.
ويتقاضى “الحسن” من المزارعين لقاء كل ساعة تشغيل 20 ليرة تركية.
واعتبر ياسر عبد الرحيم وهو موظف في إحدى شركات الهندسة الإلكترونية، في إدلب، أن استخدام الطاقة الشمسية في الزراعة يعد “السبيل الأمثل للطاقة البديلة حيث أن نسبة النجاح تكون كبيرة جداً وربما تصل إلى 100% عما هو معول عليه.”
وأشار عبد “الرحيم” إلى أنه من واقع التجربة فإن مضخات الطاقة الشمسية تعد أفضل وأقوى من مضخات الديزل، “لأن الكهرباء فيها ثابتة وتعمل أتوماتيكياً بالكامل كما أنها لا تحتاج إلا لبرمجة واحدة في بداية التركيب.