الركود يضرب اسواق ادلب … تزامناً مع هبوط الليرة السورية
تشهد أسواق محافظة إدلب حالة من الركود في شراء المواد الغذائية والخضار والفواكه إضافة الى اللباس والمحروقات، وذلك عقب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية التي تواصل انهيارها حيث وصل سعر الدولار الواحد، أمس الثلاثاء، الى 1050 ل.س، إضافة لأزمة محروقات، وبخاصة مادة المازوت التي تعاني منها المحافظة، منذ إعلان تركيا عمليتها العسكرية في شمال وشرق سوريا.
المحروقات ترفع سعر الخضار
اعتاد أهالي إدلب بنقل الخضار والفواكه من المزارع المنتجة الى سوق الهال (سوق الجملة) ثم أسواق الاستهلاك، ذلك عبر شاحنات تعمل على مادة المازوت؛ وبعد الارتفاع الجنوني بأسعار المحروقات ارتفعت تلقائياً أجور النقل ما دفع البائع على زيادة سعر الخضار والفواكه.
يقول “أبو حسن” صاحب محل خضار في مدينة سلقين شمال إدلب، لـ “أنا برس”: “احتاج في كل يوم أن أجلب خضار وفواكه جديدة إلى دكاني، مما يضطرني إلى الذهاب إلى سوق الهال في مدينة سلقين.
وأضاف أبو حسن “أن الأسعار ارتفعت الضعف عما كانت قبل ارتفاع مادة المازوت ذلك لوجود عدد من الخضار والفواكه تحتاج إلى ري دائم كالتفاح والخيار البلاستيكي والبندورة وغيرها، مما يضطر المزارع إلى تشغيل مولد كهرباء ليستخرج الماء من البئر، وبكل تأكيد سوف يضطر إلى رفع الأسعار كلما ارتفعت عليه أسعار المحروقات، ناهيك عن ارتفاع أجور النقل بالشاحنات من المزرعة الى سوق الهال”.
وأشار إلى أنه “في الماضي كنت احتاج إلى جلب بضاعة جديدة مرتين في اليوم، وفي المرتين يأخذ مني صاحب شاحنة النقل (8000) ل.ٍس، أما اليوم فأنا لا احتاج إلى أكثر من نصف شاحنة فقط وأكثرها لا يباع ومع هذا يأخذ مني صاحب شاحنة النقل مبلغ (10000) ل.س للنقلة الواحدة؛ ما دفعني ودفع غيري لرفع سعر الفواكه والخضار وتوحيد الأسعار وبمربح بسيط، ومع هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار دفع الناس الى عدم شراء الفواكه وأخذ اللازم فقط من الخضار”.
“رائد” من أهالي مدينة إدلب يقول لـ “أنا برس”: “اضطررنا إلى العزوف عن شراء العديد من الأشياء منها الفواكه وعدد من الخضار، فعلى سبيل المثال سعر كغ الواحد للبندورة 800 ل.س، والليمون بـ 900 ل.س والخسة بـ 250 ل.س، والخيار بـ 500 ل.س والبقدونس بـ 150 ل.س؛ أي وسطياً ان أردت ان اشتري بعض مما ذكرت فقط لأجل صحن صغير من السلطة يبلغ سعره 1200 ليرة سوري، وأنا يبلغ دخلي المالي اليومي 1500 ل.س”.
الدولار يزيد الطين بلة
أدى هبوط قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي إلى مضاعفة العجز عند مدنيين إدلب، حيث تعد المناطق التابعة للمعارضة السورية، منطقة اقتصادية حرة تتأثر بشكل مباشر بأسعار الصرف، مما زاد الطين بلة، وعم الركود على التجار من عمليات بيع وشراء، وأثر سلباً على المستهلك وسجلت الأسواق ارتفاعاً جنونياً بأسعار المواد المستوردة.
“أبو أحمد” صاحب بقالية في مدينة إدلب، أشار إلى أن حالة من الركود تشهدها الأسواق في محافظة إدلب بشكل كبير، حيث اقتصرت عملية الشراء من جانب المدنيين على المواد الضرورية فقط بكميات قليلة موضحاً، أن أصحاب البقاليات باتوا يستجرون الكميات القليلة من المواد خشية انخفاض لاحق في سعر الصرف ما يكبدهم خسائر كبيرة.
وأضاف؛ “إن ارتفاع سعر الدولار في ظل الفقر وقلة فرص العمل وعدم التكافؤ بين الدخل والاحتياج أدى لتفاقم معاناة سكان محافظة إدلب بعد ارتفاع الأسعار وبات العديد منهم عاجزا عن شراء حاجياتهم من المؤن والخضراوات”.
“رائد محمد” من سكان مدينة سلقين شمالي إدلب، قال لـ “أنا برس”: “أعمل حالياً بورشة تمديدات صحية، وصاحب العمل يعطيني 30 ألف ليرة سورية عن عمل كل شهر، أي ما يقارب 25$ لدي طفلان أحدهما يحتاج إلى حليب أطفال سعر علبة الحليب الواحدة 5$ أي خمس مدخولي الشهري علماً أنني احتاج شهرياً 3 علب حليب لطفلي، أي 15$ فكيف سأستطيع العيش بـ 10$ فقط في ظل هذا الغلاء الفاحش؟”.
وتشهد أسواق محافظة إدلب، ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية والألبسة والخضار والفواكه، عقب ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، والذي تخطى سعر صرف الواحد منه 1055 ليرة سورية.
وأجرت “أنا برس”، جولة لرصد بعض الأسعار الأساسية في الأسواق، حيث سجلت أسعار المواد الغذائية ارتفاعاً كبيراً، وبلغ سعر كيلو السكر (600) ليرة سورية، والشاي (6000) ليرة، والأرز (1300) ليرة، والسمن (1100) ليرة للكيلو، والزيت النباتي (900) ليرة، وزيت الزيتون (1500) ليرة، وطبق البيض (1500) ليرة سورية، ولحم الغنم (7500)، ولحم العجل (5000)، وسط حالة واضحة من الركود في الأسواق.
المصدر : أنا برس