مبادرات ميدانية

الرسم للتلاميذ: تجميل مدارس الموصل

يكتسب فريق متخصص من أهالي الموصل (معظمهم من النساء) مصدردخل من خلال مشاركتهم بأعمال تزويد مايقارب 200 مدرسة بالمقاعد الدراسية الجديدة والجدران الملونة والنباتات الرائعة.

سامية وهي ام لخمس اطفال في مدرسة المنصور الابتدائية للبنين تعمل على المقاعد الدراسية القديمة للطلاب كجزء من مشروع النقد مقابل العمل التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. تعرض زوج سامية الى أصابة أثر انفجار حدث في عام 2004, وهواليوم يعاني من الاعاقة بسبب ذلك الحادث تاركاً سامية تتحمل عناء مسؤولية العائلة لوحدها.

تقف سامية بين مجموعة مكونه من ست نساء, يرتدين جميعهن ملابس واقية وصدريات واقنعة خاصة بعملهن, حيث يبذلن جميعهن جهدا كبيراً في اعمال الحفر واللحام والصقل والطلاء, ويشاركن في أصلاح مايقارب 25,000 مقعد دراسي في المدينة.

يبدو ان طبيعة العمل بالنسبة لسامية هو امر طبيعي, حيث تقول وهي مبتسمة” أنها ليست المرة الاولى التي احمل فيها اَلة كهربائية, لأن وضع زوج الحرج علمني ان اتولى مسؤولية جميع الاعمال في المنزل, لذلك ان العمل الذي اقوم به حاليا هو سهل للغاية”.

ان الدخل الذي تكسبة سامية مهم جدا للعائلة, وهي تخطط لتسديد دين تبلغ قيمته 1,500$ , تراكم هذا الدين على العائلة عندما سيطرت داعش على الموصل حيث لم تتمكن من العمل وقتها.

يعتبر العمل داخل البنايات كالمدارس والمستفيات هو امرمريح لسامية وللعديد من النساء الاخريات اللاتي يعملن في مشروع النقد مقابل العمل التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي, حيث يشعرن بالثقة والقوة في هذه الاماكن الاَمنة.

وتقول” يجعلني العمل داخل المدرسة اشعر بالراحة, فلا نشعربالتخويف هنا, ان المدرسة هي بمثابة المنزل ونحن نفعل مابوسعنا لنؤدي واجبنا على أتم وجه. اننا فخورين بهذا العمل”.

في الوقت نفسه, تعمل منال البالغة من العمر22 سنة في مدرسة الطليعة الاولى للبنات وهي خريجة معهد الموصل للفنون الجميلة, وترسم منال على جدران مدخل المدرسة رسالة سلام وهي( كلنا العراق).

وهي واحدة من بين 50 خريج من معاهد الفنون الجميلة في الموصل( بما في ذلك كلية الفنون الجميلة في جامعة الموصل) قد تم تشغيلهن للرسم على الجدران.

وتوجد داخل المدرسة العديد من الجدران المزينة بأعمال فنية نابضة بالحياة, وهي تحمل رسائل مهمة مثل ضرورة الحفاظ على نظافة البيئة وكيفية التعامل مع مخاطر المتفجرات.

أجبرت منال على ترك دراستها حالها حال باقي الفتيات اللاتي في مثل سنها, وحين سيطر داعش على الموصل, بقيت منال حبيسة المنزل لمدة ثلاثة سنوات تقريبا. شغلت منال نفسها بتعلم الحياكة وكتابة الشعرورعاية جدها المريض, وكانت تتوق لمواصلة الرسم والنحت. وقالت بحزن” كان الامر صعب علي, لقد شعرت بأنني سجينة

بعد مرور ثلاثة سنوات تمكنت منال من العودة الى شغفها, وكسب مصدر دخل من خلاله. وتقول” احب الألوان واحب العمل في اي شي له علاقة بالألوان”.

وبما ان منال لا تمتلك مسؤوليات اطفال أو اسرة, فستنفق دخلها حالها حال اي فتاة تبلغ من العمر 22 سنة, على شراء الملابس والتنزه مع صديقاتها.

منال فتاة طموحة, ولديها خطط تهدف لبناء مهنتها الفنية وترغب ان تخلق البصمة الفنية الانثوية في مدينتها.

ارغب في حصولي على درجة البكالويوس في كلية الفنون الجميلة- جامعة الموصل. وفي الوقت ذاته, فأنا اعمل حاليا على مشروع صغيروهو تطوير معرض فني بمشاركة بعض الاصدقاء. وسيحتوي هذا المعرض على لوحات ورسومات ومنحوتات وقطع فنية اخرى نهدف من خلالها الى اسعاد الجميع”.

يدار هذا المشروع من قبل برنامج إعادة الإستقرار للمناطق المحررة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبتمويل من قبل وزارة التعاون الاقتصادي الالمانية من خلال KfW.

تصوير: كلير توماس- برنامج الأمم المتحدة الإنمائي- العراق

نبذة عن اعمال برنامج الأمم المتحدة الانمائي لإعادة الأستقرار

تم إنشاء برنامج إعادة الاستقرار للمناطق المحررة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بناءً على طلب من الحكومة العراقية في شهر حزيران عام 2015, من أجل تسهيل عودة النازحين العراقيين بعد الصراع من سيطرة داعش, ليتم وضع الاساس لإعادة الاعمار والتعافي, بالإظافة الى تحصين المنطقة من عودة العنف والتطرف.

يتولى برنامج إعادة الاستقرار للمناطق المحررة في الوقت الحالي اكثر من 3,000مشروع في 31 منطقة عراقية محررة. حيث يعمل البرنامج على دعم السلطات المحلية في إعادة تأهيل البنى التحتية اضافة الى باقي الخدمات العامة بأسرع وقت ممكن.

2019-05-16

المصدر: التحالف الدولي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى