الخوذ البيضاء: التصعيد الأخير على مناطق الشمال السوري ينذر بكارثة جديدة.
أكدت منظمة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، أن وتيرة الهجمات التي تشنها قوات النظام وروسيا ومليشيات موالية لهم على شمال غربي سوريا، تصاعدت لليوم الرابع على التوالي، مع استمرار سقوط ضحاياها من المدنيين، وأدى هذه التصعيد لنزوح مئات العائلات في ريف إدلب وحلب بما ينذر بكارثة جديدة تفاقم مأساة السوريين.
وقالت في تقرير لها، إن طفلة قتلت وأصيبت شقيقتها بجروح، بقصف صاروخي لقوات النظام، صباح يوم الاثنين 4 أيلول، استهداف خيمة تقطنها عائلة الطفلتين، في أرض زراعية على أطراف مدينة سرمين شرقي إدلب، وكانت العائلة نزحت عصر أول أمس الأحد من بلدة آفس في ريف إدلب إلى أطراف سرمين هرباً من القصف اليومي الذي تتعرض له آفس.
وكما أصيب طفل ورجل بجروح، وحالة الطفل خطرة مساء يوم الاثنين 4 أيلول، بقصف صاروخي استهدف الأحياء السكنية في مدينة قباسين في ريف حلب الشرقي، مصدره مناطق السيطرة المشتركة لقوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية، وأجلت فرقنا هذه الليلة عائلة من مدينة قباسين نزحت من المدينة إلى منزل أقربائهم في مدينة الباب بسبب استمرار القصف.
وتعرضت قرى وبلدات الغندورة وبرشايا وحزوان وقبة التركمان والعجمي والعمية السويدة شمالية والبورانية والسويدة جنوبية والصابونية والأولشلي في ريف حلب الشرقي لقصفٍ مدفعي وبقذائف الهاون من مناطق السيطرة المشتركة لقوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية ولم تتلقَ فرقنا بلاغات من المدنيين عن وقوع إصابات ولم تتمكن من الوصول إلى الأماكن المستهدف بسبب استمرار القصف، وفقا للمنظمة.
شددت المنظمة أن قرى وبلدات ريفي حلب وإدلب شهدت يوم الأحد 3 أيلول قصف عنيف حيث تركز القصف على قرى وبلدات الحلونجي، الدابس، المزعلة، تل الهوى بالقرب عرب حسن في ريف حلب الشرقي والأتارب، والسحارة وكفرتعال وتديل في ريف حلب الغربي، فيما تركز القصف على بلدات الرامي، آفس، سرمين، بليون وكنصفرة وكفرعويد في ريف إدلب الجنوبي والشرقي.
وقُتل 3 مدنيين، أحدهم رضيع، وأصيب 13 آخرون بينهم 7 أطفال و3 نساء، بتصعيد الهجمات الإرهابية على المدنيين في شمال غربي سوريا، السبت 2 أيلول، من قبل قوات النظام وروسيا وميليشيات موالية لهم.
وفي مطلع الشهر الجاري يوم الجمعة 1 أيلول، قتل 5 أطفال، وأصيب 6 أطفال وامرأة ورجل بجروح، (جميعهم من عائلة واحدة)، في مجزرة جراء قصف مدفعي مصدره مناطق سيطرة مشتركة لقوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية، استهدف قرية المحسنلي في ريف جرابلس شرقي حلب.
شكّلت حملات القصف العنيف والمتواصل من قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهما، خوفاً لدى المدنيين من استمرار الهجمات وفرض مزيدٍ من تقييد حركتهم خاصةً مع دخول عام دراسي جديد والقصف المستمر من قوات النظام على المدارس والطرقات المؤدية إليها، بحسب المنظمة.
وتوسّعت يوم الاثنين 4 أيلول حركة نزوح المدنيين لتشمل قرى وبلدات الحلونجي وحماه والصابونية والسويدة والبلدق والمحسنلي وغنمة والغندورة، في منطقة جرابلس، والكريدية والعجمي في منطقة بزاعة، والأولشلي في منطقة الباب بريف حلب الشرقي، جراء القصف المكثف من مناطق السيطرة المشتركة لقوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية، والمستمر منذ عدة أيام، فيما لاتزال الكثير من العائلات في المنطقة، في ظل فقدان أي ملاذ آمن يحميهم من القصف الممنهج الذي يستهدفهم.
وأيضاَ تزايدت أعداد العائلات التي نزحت من قرى وبلدات جبل الزاوية جنوبي إدلب، مع نزوح جزئي من مدينة سرمين وبلدة آفس في ريف إدلب الشرقي، جراء القصف المكثف من قبل قوات النظام خلال الأيام الماضية مع بقاء الكثير من العائلات في المنطقة، لعد توفر أماكن آمنة يلجأون إليها في المنطقة، و اضطرارهم البقاء في المنطقة لجني محاصيلهم الزراعية التي تشكل مصدر رزقهم الوحيد.
واستجابت فرقنا منذ بداية العام الحالي 2023 حتى يوم الأحد 27 آب، لـ 491 هجوماً من قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهم، راح ضحية هذه الهجمات 55 شخصاً بينهم 9 أطفال و5 نساء، وأصيب على إثرها 225 شخصاً بينهم 78 طفلاً و32 امرأة.
فيما بلغت حصيلة الهجمات خلال الأيام الثلاثة الأولى من شهر أيلول 60 هجوماً استجابت لها فرقنا وأدت لمقتل 8 مدنيين وإصابة 23 مدنياً بجروح بعضها خطرة مع حالة رعب وخوف لدى المدنيين من استمرار القصف وموجات نزوح هرباً من الموت.
وأكدت الخوذ البيضاء ان هذه الهجمات الإرهابية التي تستهدف المدن والبلدات والمدارس في شمال غربي سوريا تهدد استقرار المدنيين في المنطقة وهي سياسة ممنهجة تهدف لنشر الرعب بين المدنيين الآمنين ومنعهم من عيش حياتهم الطبيعية، وعلى المجتمع الدولي وضع حد لهذه الهجمات الإرهابية القاتلة والوقوف بوجه مرتكبي هذه الجرائم الممنهجة بحق السوريين، ومحاسبتهم عليها.
واعتبرت أن التصعيد على شمال غربي سوريا، يهدد حياة أكثر من 4 ملايين مدني، بينهم أكثر من مليوني مهجراً قسراً يعيشون في مخيمات الشريط الحدودي التي تفتقد للحد الأدنى من مقومات الحياة، في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة ومنع عودة المهجرين إلى منازلهم وأراضيهم الزراعية للعمل بها وتأمين قوت يومهم.