أخبار المجتمع المدني

التمويل الإنساني وأثره على القطاع الطبي في إدلب: تحديات وحلول مجتمعية

يشكل نقص التمويل الإنساني تحديًا كبيرًا للقطاع الطبي في إدلب، حيث أدى ذلك إلى تراجع حاد في الخدمات الطبية الأساسية. يعاني الأهالي من صعوبات كبيرة في الوصول إلى الرعاية الصحية، خاصة للأطفال وحديثي الولادة. مع ذلك، يتجه المجتمع المدني نحو حلول مبتكرة كالتكافل المجتمعي لمواجهة هذه التحديات.

نقص التمويل وأثره على الخدمات الصحية

تشير الإحصائيات الصادرة عن الأمم المتحدة إلى أن عدد سكان إدلب يبلغ حوالي 3,076,617 نسمة، بينهم 1,076,816 طفل، منهم 464,603 دون سن الخامسة. مع هذه الأعداد الكبيرة، لا يتوفر سوى 101 سرير رعاية للأطفال، بينما الحاجة تقدر بـ215 سريرًا، مما يعني نقصًا يبلغ 114 سريرًا.

كما تواجه المشافي نقصًا في الحواضن اللازمة للعناية بحديثي الولادة. ففي إدلب، يولد حوالي 93,000 طفل سنويًا، وتتطلب هذه الحالات توفير 372 حاضنة، بينما المتاح حاليًا 284 فقط، مما يعزز الحاجة إلى 88 حاضنة إضافية. هذا النقص في المعدات الحيوية يعكس التحديات التي يمر بها القطاع الطبي في المنطقة.

انقطاع الدعم عن المشافي وزيادة معدل الانتظار

في الآونة الأخيرة، توقفت العديد من المستشفيات عن تقديم خدماتها بسبب انقطاع التمويل. ومن أبرز هذه المستشفيات:

  • مستشفى “إنقاذ روح” في سلقين للأطفال والولادة، حيث توقف الدعم في 30 يونيو 2024.
  • مشفى الأطفال التخصصي “شام” في 19 سبتمبر 2024.
  • مستشفى “الإخاء” في 30 سبتمبر 2024.
  • مجمع “سرمدا الطبي” للأمومة والطفولة و”مشفى البرناص”، ومن المتوقع انقطاع الدعم عنهما في نهاية العام الحالي.

نتيجة لهذه التحديات، ارتفع معدل الانتظار للعمليات الجراحية في مشافي إدلب إلى حوالي 3-4 شهور، مما يزيد من تفاقم معاناة المرضى وأسرهم، ويضع ضغطًا إضافيًا على الكوادر الطبية.

اقرأ أيضًا: مشافي إدلب تدق ناقوس الخطر .. إعادة الدعم أو الإغلاق

التحديات والحلول المقترحة

يشهد القطاع الطبي تحديات متعددة، تتطلب حلولًا فعّالة للتغلب على النقص في التمويل والمعدات. من أبرز الاحتياجات الملحة توفير حواضن لحديثي الولادة، ومراقبات للجنين، ومنافس حديثي الولادة، ومشعات حرارية.

في ظل هذه الظروف الصعبة، يتعاون المجتمع المدني في إدلب عبر مبادرات تكافلية تهدف إلى سد الفجوة، حيث يسهم الأهالي وأصحاب الخير في دعم المشافي عبر التبرعات والمساهمات المجتمعية، لتعويض جزء من النقص. كما تسعى بعض الجمعيات إلى إيجاد دعم مستدام للمرافق الطبية الأساسية لضمان استمرار تقديم الخدمات.

خاتمة

إن نقص التمويل للقطاع الطبي في إدلب يعرض حياة الأطفال وحديثي الولادة للخطر. ورغم التحديات، فإن الجهود المجتمعية والتكافل بين السكان قد يساهمان في تخفيف العبء لوقت قصير. يتطلب الوضع تدخلًا دوليًا ومحليًا أكبر لتلبية احتياجات القطاع الطبي وضمان حصول السكان على الرعاية الصحية الضرورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى