التغيرات المناخية تتسبب بخسارة مزارعي البرسيم في إدلب
تسببت درجات الحرارة المرتفعة بانتشار الأعشاب الضارة والآفات الحشرية في مناطق زراعة النباتات العلفية، مثل البرسيم والجلبان، في المناطق الجبلية على الحدود التركية السورية. وتضررت، نتيجة ذلك، المواسم التي كانت تحقق أرباحاً وفيرة للمزارعين وضامني الأراضي.
يتبع البرسيم لفصيلة “الفصة البقولية” وهو من أهم محاصيل الأعلاف، كما يستخدم نباته كمرعى للمواشي. يقول المهندس الزراعي أنس الرحمون “إن الحرارة المرتفعة أدت لجفاف أعناق الأزهار الرهيفة لنبات البرسيم، وسقوطها قبل أن تتم عملية الإلقاح والعقد وذلك ما أثر في انخفاض قيمة الإنتاج بنسب تفاوتت بين 80 إلى90%”.
الحرارة المرتفعة تركت أثرها على حيوية حبوب اللقاح أيضاً، حيث يموت نحو 50% منها عند وصول درجة الحرارة إلى (33) درجة مئوية، كما شكلت بيئة مناسبة لظهور بعض الآفات الحشرية والديدان خلال فترات الربيع، ترافق ظهورها مع فترة إزهار البرسيم، المرحلة مفصلية في تحديد كمية الإنتاج، ما تسبب في هلاك نسبة كبيرة من تلك الشتول ومنعها من العقد.
ويحتاج نبات البرسيم لدرجات حرارة بمعدل شهري لا يزيد عن (27) درجة بالحد المتوسط، يقول رياض عاشور(أحد ضامني الحقول في إدلب): ظهرت أصناف من الحشرات والديدان في الحقول هذا العام مثل دودة الورق والجراد، ولم ينفع استخدام المبيدات الحشرية معها نظراً لتزامن ظهورها مع مرحلة عقد الأزهار التي تعتبر مرحلة سريعة وحساسة، إذا ستهدفت تلك الحشرات عنق الأزهار وحالت دون عقدها”.
ظهرت أصناف من الحشرات الثاقبة الماصة مع وصول النبات لطور الإزهار، تتطفل تلك الحشرات على المجموع الخضري للنبات وتمتص عصارته، ما ينعكس سلباً على المحصول والإنتاج، وإذا كان الطفيلي على الأزهار فإنه سيقضي على كامل الموسم، بحسب مزارعين.
انخفض إنتاج حقل بشير اليونس “مزارع مقيم في قرية رضوة بناحية حارم” بنسبة80% مقارنة بالأعوام السابقة، فقد اعتاد على جمع طن ونصف الطن من البرسيم، وطن ومئتين كغ من تبن البرسيم من حقل مساحته ثلاثة دونمات. يقول اليونس “لم يتعد الإنتاج الحالي ثلاثمئة كيلو من البرسيم، وهو إنتاج ضئيل اذا ما تمت مقارنته بالأعوام السابقة”.
دفع محمود العابد (نازح من ريف حماة) نحو سبعمئة دولار أجرة ضمان تسع دونمات مزرعة بنبات البرسيم في قرية حتان بريف إدلب الشمالي على أمل أن يحقق مربحاً بعد حصادها، إلا أنه لم يتمكن من تحصيل قيمة الضمان التي دفعها. كما أثرت تلك العوامل على نوعية المحصول ما أجبر أصحابه على بيعه بسعر وصفه بالقليل.
باع اليونس حب البرسيم بسعر ثلاث ليرات وخمسة وسبعين قرشاً تركياً للكيلو الواحد، وباع كيلو تبن البرسيم بليرة وسبعين قرشاً، وهو سعر منخفض مقارنة مع اسعار الحبوب في الأسواق نتيجة رداءة المحصول هذا العام”.
يصنف البرسيم من المواد العلفية الجيدة ويأمل من التقيناهم من المزارعين بإيلاء هذه الزراعة الدعم اللازم عبر تأمين المبيدات الحشرية والعشبية التي تساعد في الحفاظ على المواسم، وتأمين مراع وعلف للثروة الحيوانية في المنطقة.