مقالات

الإهمال يتسبب بتكرار حوادث سقوط الأطفال في الآبار المكشوفة

تكررت حوادث سقوط الأطفال في الآبار المكشوفة خلال الأشهر الأخيرة ضمن مناطق المعارضة، تمكنت فرق الدفاع المدني من إنقاذ بعض هؤلاء الأطفال في حين لم تنجح هذه الفرق في الوصول إلى أطفال آخرين.

كانت آخر الحوادث قصة الطفل حسن الزعلان ذي العشر سنوات والذي سقط في بئر ارتوازي على عمق 21 متراً في بلدة كفروحين شمالي إدلب، إذ استغرقت عملية الحفر للوصول إليه نحو خمسة وخمسين ساعة، تناوب عليها خمس فرق من الدفاع المدني ليتمكنوا من إخراج جثة الطفل.

نالت قصة حسن انتشاراً واسعاً على شبكات التواصل الاجتماعي وتفاعلاً كبيراً من ناشطين ومدنيين ومنظمات إنسانية، وتحرك المدنيون القريبون من المنطقة إلى مكان الحادث لتقديم المساعدة في عملية الإنقاذ إلا أن العجز كان حليف الجميع بسبب ضيق فتحة البئر.

“معن سلوم” أحد المدنيين الذين توجهوا إلى مكان البئر بهدف المساعدة في عملية الإنقاذ قال “إن عناصر الدفاع المدني تكفلوا بالعمل واقتصر تواجدنا على تقديم الدعم المعنوي، فلحظات الانتظار كانت صعبة على الجميع والظروف الجوية كانت قاسية”.

اختلفت الأسباب التي رصدناها لحوادث سقوط الأطفال في الآبار المكشوفة إلا أن إهمال القائمين على حفرها كان سبباً في وقوع معظمم الحوادث التي تكررت خلال فترات متقطعة، وكان معظم ضحاياها أطفالاً بحسب ما نُشِر سابقاً عبر معرفات مديرية الدفاع المدني.

يقول المتطوع فراس الخليفة عضو المكتب الإعلامي في مديرية الدفاع المدني لا يوجد إحصائية دقيقة لحوادث السقوط في الآبار المكشوفة ، لكن مؤخراً قام الدفاع المدني بالاستجابة لحادثتين وتم إنقاذ طفلين بعد سقوطهما في آبار عربية، أما في الآبار الارتوازية فغالباً ما يتم استخراج الأطفال وقد فارقوا الحياة.

في حالة الطفل حسن لعبت طبيعة الأرض عاملاً سلبياً في عملية الإنقاذ فبعد الوصول للعمق الموازي لمكان الطفل العالق بين الصخور أعاق عملية الحفر وجود الركام والإزميل الخاص بالحفارة الذي يزن نحو طنين قرب الطفل، الأمر الذي دفع عناصر الدفاع للحفر بشكل دائري حول حسن لاستخراجه دون إحداث أذى في جسده، رغم تأكدهم من وفاته نتيجة غياب أي علامة حيوية تدل على أنه على قيد الحياة، بحسب الخليفة.

وقال “إن عناصر الدفاع المدني رصدوا تجاوباً من الطفل بعد خمس ساعات من سقوطه لكنه توقف بعدها عن إصدار أي صوت”.

ويرى “الخليفة” أن السبب الرئيسي لسقوط الأطفال داخل الآبار في الحالات التي رصدتها مديرية الدفاع المدني يعود لاستهتار القائمين عليها، إذ لا يوجد أساليب وقائية كافية مثل عزل وإغلاق فوهات الآبار أثناء عملية الحفر أو الراحة، أو حتى بعد الحفر، وبالتالي كانت السبب الأساسي في الوقوع بهذه الحوادث بشكل متقطع، كما أن توزع الناس في مناطق متعددة والنزوح القسري أدى إلى الحاجة الملحة لحفر هذه الآبار بكثرة لتأمين مصدر مائي قريب من التجمعات السكنية.

بينما رأى ناشطون في قصة حسن استغلالاً للأطفال في سوق العمل وإبعادهم عن مقاعد الدراسة ما يتسبب بمثل هذه الحوادث. يقول أحمد الدوش “مسؤول حماية في إحدى المنظمات”: “إنه من الضروري أن نرصد ونراقب وضع الأطفال ونضع حلولاً لحماية الأطفال من العمالة والعنف”. واقترح تشكيل لجان رصد في كل حي أو مخيم لمتابعة حالات العمالة والعنف والتسرب.

كما نوه إلى أن الطفل “حسن” من المفترض أن يكون في الصف الرابع، وتساءل عن السبب الذي دفعه لترك مقعد الدراسة، واعتبر أن تبني فكرة تخصيص مبلغ مالي بسيط للأسر التي يعاني أطفالها من العمالة ستشجع قسماً كبيراَ من الأطفال للعودة إلى المدرسة، ودعا إلى توعية أولياء الأمور إلى ضرورة التعليم و عدم اصطحاب الأطفال إلى العمل بمهن صعبة و خطرة مثل الحفارة  والمنشرة والحدادة والبناء والعديد من المهن المشابهة.

يأمل من التقيناهم أن تلتفت أنظار أصحاب الآبار إلى مخاطر تركها مكشوفة أو اقتراب الأطفال منها متمنين أن تكون قصة طفل “كفرروحين” ملهمة لتجنب عمالة الأطفال أيضاً، ومراعاة السلامة العامة لحمايتهم.

المصدر : فوكس حلب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى