“اطلب العلم من المهد إلى اللحد” سيدة أربعينية على مقاعد الدراسة الجامعية في ريف حلب
ريم زيدان
بعزيمة منقطعة النظير وبثبات لاتهزه ريح الحرب ولا قسوة الظروف عادت السيدة وردة أحمد حجازي ذات الثلاثة والأربعين ربيعاً من العمر من مدينة تلرفعت في حلب إلى مقاعد الدراسة الجامعية لتسير على درب الحلم الذي منعتها ظروفها في السابق عن معانقته..
نعم، لا مستحيل مع الإرادة والعمل، وقد كانت السيدة وردة مثالاً عن مئات النساء وربات المنزل اللواتي يرغبن بمواصلة الحلم رغم المصاعب والأحمال الثقيلة .
أم لسبعة أبناء يافعين، بعد انقطاع دام حوالي27 سنة عن الدراسة انبثقت الفكرة لدى السيدة وردة أثناء حضورها في إحدى حلقات حفظ القرآن بعدما شجعتها مديرة المعهد ، وقد أقدمت بكل ثقة على تقديم إمتحان الثالث الثانوي (البكلوريا) منذ ثلاث سنوات، لكنها رسبت في المرة الأولى إلا أن ذلك لم يثنها عن إعادة الكرة، فعادت إلى تقديم الإمتحان في السنة التالية وتكلل النجاح بقبولها في كلية العلوم النفسية التي لطالما حلمت بها..
صعوبات وتحديات:
تقول السيدة وردة :” بعد معاناه بالبكلوريا لم يتقبل المجتمع من حولي فكرة دخولي إلى الجامعة نظراً لعمري.. ”
وبعد معاناة طويلة في الثانوية العامة، إذ عانت من ضعف تأسيسها العلمي بسبب فترة إنقطاعها الكبيرة جداً، وبعد شهور مختلطة بين اليأس والأمل، وبين تشجيع وتثبيط الآخرين استطاعت الصمود ، لا بل كانت ردة فعلها أقوى ، إذ أنها أصرت اليوم على مواصلة تحصيلها العلمي ومتابعة الدراسات العليا وصولاً إلى درجة الماجستير من ثم الدكتوراه.
وفي رسالة مؤثرة وجهتها السيدة وردة إلى الشباب السوري المستنكف عن الدراسة بسبب اليأس، تقول : ” رب العالمين ماخلقنا عبثاً ، كل منا له دور بالنهوض في سوريا، سوريا تستحق، انفضو غبار اليئس والأسى أنتم أمة عريقه، سوريا اليوم والغد والمستقبل تستحق منكم أن تنهضوا وتعود الحياة إلينا،
الفشل ليس خطأ، الخطأ أن نسلم أنفسنا لليأس..”
واستطردت تؤكد وتحث على دور العلم في الإستقلال والحضارة:” العلم لا عمر له، اطلبوا العلم من اللحد إلى المهد نحن أمة عريقة، العيب ليس بالغزاة الذين احتلوا بلادنا، العيب فينا حين نستسلم للجهل وندع الغازي يتفوق علينا.”