التحقيقات

“إندبندنت”: مستقبل الأطفال في بلاد الصراعات المسلحة “معرض للخطر”

قالت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، إن مستقبل الأطفال الذين يعيشون في البلاد المتضررة من النزاع المسلح معرض للخطر، حيث تواصل أطراف النزاع ارتكاب انتهاكات جسيمة ضد الأطفال، في حين يفشل زعماء العالم في محاسبة الجناة.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مدير برامج الطوارئ بمنظمة “يونيسيف” مانويل فونتين: “لقد ظل الاطفال الذين يعيشون في مناطق النزاع حول العالم يعانون من مستويات العنف القصوي خلال الأشهر الـ12 الماضية.. لقد ظلت أطراف النزاع لفترة طويلة ترتكب فظائع مع إفلات شبه كامل من العقاب، كما تزداد سوءاً. لذلك، لا بد من بذل المزيد من الجهود لحماية الأطفال ومساعدتهم”.
وقال “فونتين”: “عام 2019 يصادف الذكرى الثلاثين للاتفاقية التاريخية لحقوق الطفل والذكرى السنوية السبعين لاتفاقيات جنيف. ومع ذلك، فإن المزيد من البلدان تتورط في نزاع داخلي أو دولي أكثر من أي وقت مضى في العقود الثلاثة الماضية، حيث يعتبر الأطفال الذين يعيشون في مناطق النزاع من بين الأقل عرضة لضمان حقوقهم. يجب أن تتوقف الهجمات على الأطفال”.
وذكرت الصحيفة أن الأطفال الذين يعيشون في البلدان تحت الحرب تعرضوا إلى هجوم مباشر، كما استخدموا أيضاً كدروع بشرية أو جندوا للقتال أو شوهوا وقتلوا، وأصبح الاغتصاب والزواج القسري والاختطاف تكتيكات قياسية في النزاعات من سوريا إلى اليمن ومن جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى نيجيريا وجنوب السودان وميانمار.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على مدار عام 2018، كان لا يزال العنف وسفك الدماء يحدثان بشكل يومي في أفغانستان، حيث قتل أو شوه نحو 5000 طفل خلال الثلاثة أرباع الاولي من عام 2018، أي ما يعادل عام 2017 بأكمله.
وقالت “إندبندنت” إن الكاميرون شهدت تصاعداً في الصراع في المناطق الشمالية الغربية والجنوبية الغربية من البلاد، حيث تتعرض المدارس والطلاب والمعلمين للهجوم. أما في جمهورية إفريقيا الوسطى، فقد أدى التصاعد الدراماتيكي في القتال في تفاقم الأزمة إلى درجة أن اثنين من بين كل ثلاثة أطفال يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية.
واشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه حتى مع تراجع القتال إلى حد كبير في العراق، قتل أربعة أطفال في نوفمبر، في شمال البلاد عندما تعرضت شاحنة المدرسة التي كانوا يستقلونها إلى الهجوم، بالإضافة إلى أنه لا يزال الأطفال والأسر العائدين إلى ديارهم في المناطق التي تأثرت سابقاً بالعنف الشديد، معرضين لخطر الذخائر غير المنفجرة.
ولا تزال آلاف العائلات مشردة وتواجه الآن التهديدات الإضافية، لتجميد درجات الحرارة في الشتاء والفيضانات المفاجئة.
وفي ميانمار، لا تزال الأمم المتحدة تتلقى تقارير عن انتهاكات مستمرة لحقوق الروهينجا المتبقين في ولاية راخين الشمالية، والتي تشمل ادعاءات القتل والاختفاء والاعتقال التعسفي.
كما توجد قيود واسعة النطاق على الحق في حرية التنقل والحواجز التي تحول دون الوصول إلى الصحة والتعليم، بما في ذلك في ولاية راخين المركزية. وفي شمال شرق نيجيريا، تواصل الجماعات المسلحة، بما في ذلك “بوكو حرام” استهداف الفتيات، حيث يتعرضن للاغتصاب ويُجبرن على أن يصبحن زوجات مقاتلات أو يستخدمن كـ”قنابل بشرية”.
وفي فلسطين، قالت الصحيفة البريطانية إنه قتل أكثر من 50 طفلاً وأصيب مئات آخرون هذا العام، بينما كان العديد منهم يتظاهرون ضد تدهور الأوضاع المعيشية في غزة، حيث تعرض الأطفال في فلسطين وإسرائيل إلى الخوف والصدمة، بالإضافة إلى الإصابات.
وفي جنوب السودان، دفع النزاع وانعدام الأمن طوال موسم الجفاف السنوي 6.1 مليون شخص إلى الجوع الشديد. وفي الصومال، جند أكثر من 1800 طفل من قبل أطراف النزاع في الأشهر التسعة الأولى من العام، بالإضافة إلى اختطاف 1278 طفلاً.
وأشارت “إندبندنت” إلى أن الأمم المتحدة قد تحققت من مقتل 870 طفلاً في سوريا بين شهري يناير و سبتمبر، حيث يعد أعلى عدد على الإطلاق خلال الأشهر التسعة الاولي من أي عام منذ بداية النزاع عام 2011.
وفي شرق أوكرانيا، تسبب النزاع الذي دام أكثر من أربع سنوات في إلحاق أضرار مدمرة بنظام التعليم، وتدمير وإلحاق الضرر بمئات المدارس وإجبار 700 ألف طفل على التعلم في بيئات هشة، وسط القتال المتقلب والمخاطر التي تشكلها أسلحة الحرب غير المنفجرة.
ودعت “يونيسيف” جميع الأطراف المتحاربة إلى التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي بإنهاء الانتهاكات ضد الأطفال على الفور واستهداف البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والبنية التحتية للمياه.
2019-01-06
المصدر: The Independent  News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى