مقالات

أطفال سوريا:اللاجئون المنسيون شردتهم الحرب وجمعتهم آمال العودة!!!

دعاء عبد الرزاق

نازحون ممزقون؛  هاربون من لهيب الحرب لزمهرير الشتاء
ضحايا، مقاتلون، محرومون، جائعون، من أكبر الخاسرين خلال أعوام الحرب.
لم يسلم أطفال سوريا من تبعات الحرب التي أدخلت اضطرابات إلى حياتهم تحتاج إلى سنواتٍ لتجاوزها.
لكنّ الحرب ليست وحدها المسؤولة عن هذه الاضطرابات، بل ساهمت جهات عدة في انتهاك حقوق الطفل أو حرمانه منها، وأولها حقه في الحياة واستغلال مأساته سياسيًا وعسكريًا ودعائيًا، في الوقت الذي تحاول فيه بعض المنظمات والجمعيات التغلب على هذه المصاعب، وشقّ طريق من نور في مسألة مظلمة تهدّد جيلًا كاملًا بالجهل والضعف.

قاسى أطفال سوريا مرارة الفقد والحرمان والظروف الاقتصادية المتردية في المناطق الخارجة عن سلطة النظام السوري بحرمان الأطفال من الدراسة، فمدارسهم باتت ركاما بفعل القصف الروسي، ويضطر الكثير منهم للعمل وتحمل أعباء الحياة.

ورغم ظروف التشرد القاسية التى يعيش فيها الأطفال السوريين والتي قد تجعلهم عرضة للإصابة بأمراض نفسية أو الانعزال عن ممارسة الحياة بشكل طبيعى، إلا أن الأطفال  كسروا تلك القاعدة بعفوية وإرادة قوية وظهروا فى مشاهد تملؤها الحيوية والبهجة داخل مخيمات اللجوء .
يمارس الطفل السوري طفولته بطريقةٍ أخرى، ومع غياب الألعاب، اتخذ من حصى المخيم كُرات صلبة راح يلاعبها بين يديه بطريقةٍ احترافية لم تختلف كثيراً عن طُرق زملائه الذي راح أحدهم يتسلّق التلة الرملية ويلقي بنفسه من أعلاها وكأنها “زحليطة الملاهي” وذهب آخر يصنع بيتاً ترابياً “يشبه بيته في سوريا” على حدّ قوله .

أمنيات أطفالٍ لا تشبه لا من قريب ولا من بعيد أمنيات من هم في أعمارهم ، وكأنّ أحلامهم هرِمت وهم في عمر الطفولة، فتوحدت آمالهم، ولسان حالهم يقول بانتهاء الحرب والعودة إلى بلادهم ..

وسبق أن ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في تقرير مطلع عام 2018 أن 5.3 ملايين طفل سوري بحاجة إلى المساعدة العاجلة، كما أن 3.7 ملايين طفل لا يعرفون في سوريا سوى الحرب.

هذه الأرقام الكبيرة ولدت مشكلات كثيرة للأطفال، على رأسها الحرمان من التعليم، حيث تقول يونيسيف إن 2.7 مليون طفل سوري لم يلتحقوا بالتعليم داخل سوريا وخارجها، وقد أنتج ذلك انتشار ظاهرة عمالة الأطفال وأطفال الشوارع وتجنيد الأطفال وتزويج القاصرات.

ومن المنطقي الافتراض بأن حكومة الأسد تتحمل ضياع  جيلًا كاملًا من الأطفال للأسباب الواردة سابقًا، ووتتحمل وزر الجرائم التي ترتكب ضد أطفال سوريا، ويشاركها في ذلك كل جهة تضيع أي فرصة لإنقاذهم والسعي لتوفير فرص بقائهم وتطورهم ،  لكن لايعني ذلك الرضوخ و الاستسلام لهذا المنطق الذي  يجر ويلات استسهال التفريط بالجيل الذي يليه، والاجيال التي تليه لاحقًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى