مقالات

“آلة الحرب لن تثني عزيمتي” , من برنامج إدارة الحالة في منظومة وطن (حصري)

ريم زيدان

عاش ابن الثلاثة عشر ربيعاً إبراهيم لحظات هزّت أركانه من الخوف والرعب عندما طالت يد الحرب محيط منزله بعدد من القذائف التي دمرت كل شيء، حيث رسمت في ذاكرته صوراً غيّبت عنه أحلام طفولته البريئة،

و لفظت به بعيدا عن ربوعه التي نشا فيها لينجو بروحه مع عائلته، واستقرّ به الحال في مخيمات النزوح والقهر لتشرق عليه شمس الخيام في عالم معاكس لعالمه الذي كان فيه وأصبح جلّ أفكاره عبارة عن تساؤلات تبحث عن إجابة , راح يلقي بها على مسامع أهله ( أين منزلنا أين مدرستي أين أصدقائي ومعلمي)،

انتقل إلى مدرسته الجديدة بعدها وسرعان ما لاحظ معلم الصف حالة إبراهيم، فلم يقف مكتوف الأيدي تجاهه ضمن واجب (أخلاقي، تربوي، انساني) وسعى إلى دعمه ومساندته في محاولة لدمجه مع أقرانه

ففي بادئ الامر تم التركيز على الطالب واعطائه بعض التمارين البسيطة ضمن الصف، ثم الطلب منه بحل بعض التمارين على السبورة ضمن التعلم التعاوني لأنه عبارة عن تفاعل مشترك بين عدد من الطلاب تختلف بينهم الفروق الفردية يعملون في ورشة عمل ضمن أهداف ومهارات تعاونيه بهدف الوصول الى زرع التعاون وتفجير الطاقات الكامنة والقدرة على النقاش والحوار واتخاذ القرار
.

ومن ناحية أخرى وبهدف تطوير مهاراتهم الحركية والعقلية، وتعزيز نموهم الاستكشافي والنفسي والعاطفي وتحفيز الخيال وتشجيع الإبداع وتقدير الذات والتركيز على الملاحظة يعمل معلم الفنون على تمنية هذه المواهب بشكل عام عند جميع الطلاب وبشكل خاص مع صديقنا الصغير، بتركيز عليه في الفترة الأولى أكثر من زملائه ليخرج ما في داخله ويتنفس عبر هذا الرسومات.

برنامج إدارة الحالة المكمل:

وبهدف التكيف مع صعوبات الحياة وتحدِّياتها وتنمية الثقة بالنفس وتعزيز المهارة الإبداعية، زودت منظومة وطن مدارسها ببرنامج إدارة الحالة وتم تحويل صديقنا الى منسقا الحماية في المدرسة من اجل اخضاعه الى دراسة حالة وعدد من الأنشطة الفردية والجماعية بهدف اكسابه بعض المهارات ضمن الموارد المتاحة للتكيف مع الوضع المعيشي الصعب، كما تم التواصل من قبل منسق الحماية مع الجهات الرسمية المتمثلة بمدير المخيم من أجل شرح حالة الطالب المعيشية والتواصل من قبل مدير المخيم مع أحد المنظمات الداعمة للمخيم لوضع أسرة حسين ضمن خطة توزيع الطوارئ في أسرع وقت.

ومع تظافر جميع العاملين في المدرسة ممن لديهم احتكاك مباشر مع الطالب بدأ التغلب على معاناته والتأقلم رويدا رويدا مع واقعه الجديد، وأصبح ملحوظا تكوينه لصداقات جديدة، والمشاركات في الدروس والامتثال لكتابة الواجبات، حتى غدا من النجوم اللامعة في صفه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى