مقالات

نساء سوريا بين الثورة ورحى الحرب،قصص تخطت حدود الخيال

دعاء عبد الرزاق

عانت المرأة السورية تبعات الحرب التي ما زالت مستمرة منذ تسع سنوات والتي لم يسلم من ويلاتها وزمهريها أحد .
ودفعت أثمانًا باهظة فقدًا وتهجيرًا ونزوحًا وفقرًا وعنفًا وانتهاكات مورست عليها

فقد ذاق السوريون شتى أنواعًا من الموت والقتل والتعذيب والسجن والقهر والتشرد والجوع والامتهان، لم يعيشوا مثلها قبلًا. مأساة وصفتها الأمم المتحدة بأنها “كارثة القرن”

، غير أن آثار تلك الكارثة كانت أكثر صعوبة على المرأة السورية، وألقت على كاهلها أحمالًا لم تكن في وارد حملها من قبل،

ولكن رغم كل مأساتها لعبت المرأة السورية دورا مهما في الحراك السياسي السوري، كانت تهتف مع المتظاهرين، تخرج في تشييع جنازات الضحايا وتساعد في كتابة شعارات مناهضة لنظام الأسد على الجدران أثناء المظاهرات. كان لها دور رئيسي حتى في الدفاع عن المتظاهرين الشباب
كما  أصبح العديد منهن يحملن السلاح ويدافعن عن مصير الثورة.
وتعتبر المرأة السورية اكثر تلك الشرائح تضرراً من اندلاعها، فمنذ ايامها الأولى أجبرت الحرب المشتعله
الكثير من النساء في سوريا  للعمل في اعمال شاقة من اجل تأمين لقمة العيش

تجرعت مرارة الفقدان والعزلة والقلق في. ظل حرب قاتلة
حيث فقدت معظم  النساء لأزواجهن وفلذات كبدهن  ما بين شهيد ومعتقل ومصاب، فحملن مسؤولية الإنفاق على أولادهن وتربيتهم.

إضافة لحدوث اعتقالات للنساء بهدف الضغط على المعتقلين في السجون لإجبارهم على الاعتراف، وكذلك لكسر إرادة الشعب بالضغط عليه عبر اعتقال النساء والفتيات حتى بدون تهم واضحة، أو خطفهن للمبادلة عليهن أو لقبض الأموال”.

فلم يتوقف إجرام النظام السوري على الرجل فقط ، بل تعداه إلى المرأة، فكان يعتدي على الأطفال والنساء في صورة يتجرد فيها من كل معاني الإنسانية والرجولة، ويعود بأفعاله إلى عصر وحشي يضطهد المرأة ويستغل ضعفها ويعتقلها ويعذبها، وقد وثَّقت الشبكة السوريَّة لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر بتاريخ 9 آذار من العام الحالي أنَّه خلال الفترة ما بين انطلاق الثورة السوريَّة في آذار من عام 2011 وإلى فترة صدور التقرير يوجد ما لا يقل عن 8113 امرأة لا يزلن قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في مراكز الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية للنظام السوري،

أصبحت المرأة السورية، في ظل الحرب، المنقذةَ ﻭﺍﻟﻨﺎشطةَ ﻭﺍلمعلمةَ ﻭﺍﻷمَّ التي فقدت بيتها ﻭزوجها ﻭﺃﻃﻔﺎلها. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ لم تفقد ﺷﺠﺎﻋﺘﻬﺎ ﻭﺇﺻﺮﺍﺭﻫﺎ وأملها بقادم أفضل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى