معاناة النازحين في مخيمات شمال سوريا في ظل كورونا وبرد الشتاء.
اية الحسين
وجه آخر لمعاناة النازحين شمال غرب سوريا، سنوياً، مع بداية فصل الشتاء، رغم المبادرات والمشاريع التي تنفذها منظمات المجتمع المدني. وذلك لضعف خطط الاستجابة المسبقة، وقلة التمويل وتركيزه هذا العام على مواجهة فيروس كورونا المستجد.
وتسبب هطول الأمطار لمدة 48 ساعة خلال الأسبوع الفائت، في أضرار مادية لحقت بـ 91 مخيماً منتشرة شمال غرب سوريا، وبلغ عدد الخيام المتضررة بشكل كلي 174 خيمة، فيما تضررت 318 خيمة بشكل جزئي، وتركزت غالبية الأضرار بمنطقة معرة مصرين، ومركز إدلب، ومخيمات أطمة، وأجزاء من مخيمات ريف حلب الغربي، وهدمت 3 خيام وتضررت أكثر من 10 بشكل متفاوت يوم 17 ديسمبر الماضي بسبب الأمطار في مخيم «الخزان» بمنطقة معارة الإخوان شمال إدلب، الذي تعيش فيه أكثر من 63 عائلة.
و غطت الأمطار خيمة أيهم مسعود «43 عاماً»، نازح من ريف إدلب الجنوبي، والذي يسكن في مخيم عطشان ضمن تجمع مخيمات أطمة، وتحدث مسعود إنه «مع بدء تساقط الأمطار بدأ الماء يدخل إلى الخيمة من الأرض ومن السقف، ما اضطرنا للخروج تحت الأمطار والبرد، والعمل على إبعاد المياه عن الخيمة بما توفر بين يدينا».
وتتكرر حوادث غرق الخيام في كل فصل شتاء، رغم النداءات التي يطلقها النازحون لمساعدتهم على تأمين مخيماتهم ضد السيول والأمطار، خاصة أن الكثير منهم يقيمون مخيماتهم على أراضٍ زراعية يستأجرونها، لأنه لا تتوافر لديهم أماكن لإقامة المخيمات عليها.
تفشي كورونا
إن تفشي وباء كورونا فاقم المعاناة التي تطبع الحياة اليومية للنازحين السوريين، فقد سجلت 16 ألف إصابة شمال غرب سوريا، وتم تأكيد أكثر من 160 وفاة جراء الوباء، كما أن ربع من أجروا اختبار الكشف عن كورونا خلال الأسابيع السبعة الماضية كانت نتائج اختباراتهم موجبة، وذلك رغم اتخاذ تدابير صحية من قبل العاملين في المجال الإنساني منذ بداية الوباء