ما أسباب التصعيد على إدلب؟
كثفت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها من قصفها على مدن وبلدات محافظة إدلب وريف حلب الغربي خلال الفترة الماضية، وتعمدت استهداف الأحياء السكنية والمناطق المكتظة لإيقاع أكبر عدد من الضحايا.
وطال القصف منطقة جبل الزاوية في الريف الجنوبي وبلدات الريف الشرقي وريف حلب الغربي، لكنه تركز بشكل خاص على مركز مدينة إدلب وبلدة سرمين وعلى مدينة دارة عزة.
وبحسب الدفاع المدني السوري فإن قوات الأسد وروسيا شنت أكثر من 140 هجوماً على المنطقة خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أدت إلى مقتل 26 مدنياً من بينهم 9 أطفال و3 نساء، وإصابة 118 آخرين من بينهم 42 طفلاً و6 نساء.
كما تسبب ذلك التصعيد في موجة نزوح جديدة من منطقة جبل الزاوية والريف الشرقي نحو المخيمات الواقعة على الحدود مع تركيا، حيث وثق فريق منسقو الاستجابة نزوح أكثر من 112 ألفاً و500 شخص خلال العام الماضي.
أسباب التصعيد
بدأت قوات الأسد مدعومة بالطائرات الروسية منذ الخامس من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي حملة قصف مكثفة على مدن وبلدات شمال غربي سورية، وذلك انتقاماً من التفجير الذي وقع في الكلية الحربية بحمص.
ومنذ ذلك الوقت استمرت قوات الأسد في التصعيد شبه اليومي، وبتوجيه ضربات مركزة ومتعمدة على المناطق الحيوية كالأسواق والمرافق الخدمية والمدارس والحدائق بهدف قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين.
وحول أسباب هذا التصعيد، يقول المحلل العسكري النقيب عبد السلام عبد الرزاق إن نظام الأسد لا يحتاج لأسباب ومبررات كي يقتل السوريين ويدمر منازلهم.
وأشار عبد الرزاق في حديث لوكالة “سنا” إلى أن نظام الأسد منذ اندلاع الثورة السورية ضده دخل في حرب مع السوريين للانتقام منهم، مضيفاً: “هذا الإجرام الممنهج والقتل رافق السوريين لأكثر من 12 عاماً، أي منذ مطالبتهم بالحرية ورحيل الطاغية”.
ويؤكد محدثنا أن نظام الأسد يريد من هذا التصعيد إثبات وجوده من خلال زعزعة استقرار منطقة شمال غربي سورية واستهداف الأطفال والنساء في ظل عدم قدرته على القيام بأي عمل عسكري.
كذلك لفت إلى أن نظام الأسد ينتقم من الضربات شبه اليومية التي يتلقاها من إسرائيل ومن عجزه في الرد على جيش الاحتلال بقتل المدنيين وارتكاب المجازر في الشمال السوري.
الهجوم البري
زعمت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي أن قوات الأسد استقدمت خلال الأيام القليلة الماضية تعزيزات عسكرية جديدة إلى محاور الشمال السوري استعداداً لتنفيذ هجوم بري.
مصادر عسكرية نفت لوكالة “سنا” صحة تلك الادعاءات، وأكدت عدم وجود أي تحركات غير اعتيادية لقوات الأسد على محاور المنطقة، مشيرة إلى أن وحدات الرصد والاستطلاع لم ترصد أي شيء من هذا القبيل.
من جانبه أكد المرصد 80 “أبو أمين” أن الأوضاع طبيعية على مختلف المحاور ولا توجد أي تعزيزات أو حشودات لقوات الأسد، مشدداً على أن كل ما تم تداولته من شائعات هو أمر منفي بشكل قاطع.
وأضاف أبو أمين في حديث لوكالة “سنا” أن التصعيد الذي تتعرض له المنطقة لا يقارن بقصف التمهيد أو الحملة العسكرية، مؤكداً أن ما تقوم به قوات الأسد يأتي كرد على الضربات التي توجهها لها الفصائل الثورية على خطوط التماس.
بدوره، استبعد النقيب عبد السلام عبد الرزاق قيام نظام الأسد بتنفيذ هجوم بري على المنطقة، لعدم وجود القدرة العسكرية للقيام بذلك، وانشغال روسيا وإيران بقضايا أخرى أكثر أهمية بالنسبة لهما.
وأضاف: “وبالمجمل فالصراع في سورية إقليمي ودولي، وهناك تفاهمات ونظام الأسد ليس مقرراً ولا يستطيع اتخاذ قرار حرب أو غيره”.
المصدر: وكالة سنا