أحداث إنسانية

لبنان يسهل عودة اللاجئين السوريين وسط تحذيرات من استغلال الأسد للأزمة

أعلنت المديرية العامة للأمن العام اللبناني عن إجراءات جديدة تهدف إلى تسهيل عودة اللاجئين السوريين والفلسطينيين المقيمين في سوريا عبر الحدود البرية، دون فرض عقوبات منع دخول. يأتي هذا القرار ضمن جهود الحكومة اللبنانية لتخفيف القيود المفروضة على اللاجئين السوريين الذين دخلوا البلاد بطرق شرعية أو غير شرعية، مع مراعاة الشروط القانونية المطلوبة.

وفي بيان صادر عن المديرية، تم توضيح أن السوريين والفلسطينيين المولودين في لبنان الذين لم يحصلوا على إقامة، يمكنهم العودة إلى سوريا شريطة تقديم وثائق ثبوتية ومرافقة أحد ذويهم. كما تم تسهيل العودة لمن لديهم إقامات منتهية أو غير مكتملة.

تدفق اللاجئين هرباً من القصف الإسرائيلي

من جهة أخرى، أفادت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان أن 30 ألف لاجئ دخلوا الأراضي السورية خلال 72 ساعة هرباً من الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان، والتي تسببت، وفقاً لوزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، في مقتل 1,247 شخصًا بينهم سوريون، وإصابة 5,278 آخرين.

وأشارت مصادر محلية إلى أن اللبنانيين يمرون عبر الحدود بسلاسة، في حين لا يزال يتعين على السوريين القادمين من لبنان تصريف مبلغ 100 دولار عند عودتهم إلى بلدهم.

مخاوف من استغلال الأزمة لتوطين ميليشيات حزب الله

وفي هذا السياق، حذّر محمد سليم الخطيب، عضو الهيئة السياسية في “الائتلاف الوطني السوري”، من أن نظام الأسد قد يستغل الأزمة الحالية في لبنان لتسهيل توطين عائلات عناصر ميليشيات حزب الله في سوريا. واعتبر الخطيب أن هذه الخطوة قد تكون جزءًا من مخطط لتغيير ديموغرافي بدأه النظام السوري وحلفاؤه، مثل إيران، منذ سنوات، بهدف تعزيز سيطرة النظام وضمان استمراره.

وأضاف الخطيب أن استغلال العدوان الإسرائيلي على لبنان لتوطين ميليشيات حزب الله في منازل المهجرين السوريين يهدف إلى منع عودة اللاجئين السوريين في المستقبل وتعقيد تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالحل السياسي في سوريا.

تواطؤ النظام السوري مع مشروع التغيير الديموغرافي

أفادت تقارير إعلامية أن عناصر ميليشيات حزب الله اللبناني استولوا على منازل وأراضٍ في منطقة القصير بريف حمص، وهي منازل هُجر أصحابها منذ سنوات. وذكرت المصادر أن العائلات التي تحتل هذه المنازل تأتي من مناطق مثل الهرمل وبعلبك في لبنان، وتُعرف بولائها لحزب الله.

في هذا السياق، أطلق المحامي السوري عبد الناصر حوشان تحذيرًا من خطورة توطين عائلات ميليشيات حزب الله في سوريا، مشيرًا إلى أن النظام السوري وإيران يسعيان إلى تغيير التركيبة السكانية في مناطق مثل دمشق وريفها، حمص، حلب، دير الزور، والرقة.

خطر التوسع الإيراني في سوريا

وأشار حوشان إلى أن النظام السوري وحلفاءه استولوا على ممتلكات السوريين المهجرين، وقاموا بتعديلات قانونية تسمح بتملك الشركات والأفراد الأجانب للعقارات في سوريا. ولفت إلى أن هذا المشروع يهدف إلى تحويل السوريين من مختلف الطوائف إلى المذهب الشيعي الإيراني، مما يكرّس النفوذ الإيراني في المنطقة.

في ظل هذه التطورات، يبقى الوضع الإنساني للاجئين السوريين واللبنانيين معقدًا، في حين تتزايد المخاوف من استغلال هذه الأزمة لتعزيز سيطرة النظام السوري وحلفائه على الأرض السورية.

خلاصة

في ظل الأزمة المتفاقمة بين لبنان وسوريا نتيجة التدخلات العسكرية والتهجير القسري، يبدو أن الأوضاع السياسية والإنسانية تتعقد بشكل أكبر، مع استمرار الغارات الإسرائيلية وتزايد تدفق اللاجئين. وفي الوقت ذاته، يتنامى الخوف من أن يكون هناك استغلال لهذه الظروف من قبل النظام السوري وحلفائه لفرض واقع جديد على الأرض، قد يمنع عودة اللاجئين السوريين في المستقبل، ويعزز سيطرة النظام على مفاصل الدولة السورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى