أخبار المجتمع المدني

“لا أريد أن أبدو مختلفاً”.. شاب سوري بوجه محترق يثير اهتمام الإعلام التركي

أجرت وكالة الأناضول التركية تقريراً سلّطت فيه الضوء على حالة الشاب السوري عبد الرزاق ريدوش (23 عاماً) من إدلب، الذي تعرّض وجهه لحروق شديدة عندما كان رضيعاً، ويعيش اليوم بعيدًا عن أسرته في العاصمة التركية أنقرة.

ونقلت الوكالة عن عبد الرزاق قوله: “ذهبت إلى المدرسة يومًا واحدًا فقط، ولم أستطع الذهاب في اليوم الثاني. لا أريد أن أبدو مختلفًا بعد الآن.. لا أريد أن ينظر الناس إلي بشفقة”، مشيرة إلى أنه ينتظر المساعدة من السلطات أو من أي طرف يود تقديم المساعدة.

وكان عبد الرزاق قد تعرّض لحادث موقد في إدلب وكان يبلغ من العمر عاماً واحداً فقط، ما جعل حياته مظلمة. ولم يستطع الدوام في المدرسة الابتدائية سوى ليوم واحد فقط، إذ وبخه معلمه بسبب إخافته الأطفال الآخرين في ذلك اليوم.

بعد ذلك اليوم، يقضي الشاب، الذي يعتقد أن الناس يخافون وينفرون منه، كل وقته تقريبًا في المنزل ولكن لا يستطيع الخروج إلا في جو غائم أو في المساء.

كما لم يتمكن عبد الرزاق من تلقي أي علاج بسبب عدم كفاية المرافق الصحية هناك في سوريا. واضطر بعد أن ازدادت معاناته مع اندلاع الحرب في سوريا إلى مغادرة المنزل الذي كان يعيش فيه في ريف إدلب الشرقي عام 2018 بسبب هجمات قوات نظام بشار الأسد، ولجأ إلى تركيا عام 2019 على أمل العلاج بسبب زيادة مشكلاته الصحية والنفسية.

لم يغلق عينيه منذ 22 سنة!

عبد الرزاق الذي تسبب الحريق في تشويه وجهه وإعطاب يده اليمنى، لم يتمكن من إغلاق عينيه والنوم منذ 22 عامًا، ويعاني من جفاف العين وفقدان البصر بسبب ذلك.

يكسب عيشه اليوم في أنقرة بمساعدة فاعلي الخير والأموال التي يكسبها من المواد البلاستيكية التي يجمعها من القمامة. والحلم الوحيد لعبد الرزاق هو التخلص من جروحه وقضاء بقية حياته من دون أن ينبذه الناس، ويحلم بإجراء عملية جراحية وحل مشكلاته الصحية منذ سنوات.

 

“لا يمكنني الخروج في ساعات النهار”

عندما زار أفراد فريق وكالة الأناضول الشاب السوري في منزله واطلع على وضعه عن كثب، قال لهم: “يؤلم قلبي عندما ينظر إلي الناس بشفقة. الطب لم يتقدم في سوريا وكان يجب إجراء العملية في سن الخامسة، لكني لم أستطع تلقي العلاج. جراحات التجميل مكلفة للغاية ووضعنا المالي صعب جداً”.

وتعيش عائلة عبد الرزاق حاليًا في مخيمات اللاجئين في إدلب، وهو يتحدث معهم كثيرًا عبر الهاتف، ويريد مقابلتهم بعد يوم من تلقيه العلاج.

وقال عبد الرزاق إن حياته كانت مختلفة بسبب الندوب التي تركتها النار عليه: “على سبيل المثال، لا أستطيع الذهاب إلى أماكن بعيدة عن مكان عيشي. يؤلمني عندما ينظر الناس إليّ برأفة. لا أريد أن يسخر مني الناس وينظروا إلي بشفقة بعد الآن. لهذا السبب، لا يمكنني الخروج في هذه الساعات (ظهرًا). أنا دائمًا في المنزل. أريد أن أعمل ولكن لا أحد يوظفني”.

وأضاف: “أسوأ شيء حدث عندما هاجرت من قريتي إلى مكان آخر عام 2018، لأنها كانت المرة الأولى التي أذهب فيها إلى مكان آخر من قريتي. هو عدم استطاعتي نسيان الطريقة التي نظر إليّ بها الأشخاص الذين يسيرون على الطريق. يمكنني القول إنها كانت لحظة صعبة بالنسبة لي. وحتى أموت لن أنسى تلك اللحظة أبدًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى