كيف ساعدت السينما في الحد من ظاهرة التحرش الجنسي؟
يتعرض الناس في حياتهم لأشكال عديدة من التحرش والمضايقات، مما يؤثر على حالاتهم النفسية ويعيق استمرار حياتهم بشكل طبيعي، في حين يحاول الجميع رفع مستوى الوعي بالمشكلة.
وتشارك الأفلام في ذلك أيضا بطريقتها الخاصة كطرح قصة شخصية تعرضت للتحرش، وإظهار كيف تصدت لمشكلتها وتخطتها، وما دوافع الشخص المتحرش، أو طرح الحدث فقط من دون التطرق للحلول. إليكم ثلاثة من أفضل الأفلام التي ساهمت في الحد من التحرش:
المدى القريب 12
يناقش فيلم “المدى القريب 12” (short term 12) قضية التحرش بالمراهقين عن طريق سرد قصة جايدن التي تنضم لدار الرعاية التي تديرها جريس وحبيبها مايسون، في البداية ترفض جايدن التعاون مع جريس أو التحدث مع المراهقين الآخرين، لكن في النهاية تفتح قلبها لجريس وتخبرها بمعاناتها بسبب تحرش أبيها بها، وتسرد قصتها بطريقة بسيطة ومعبرة.
وتحكي الضحية قصة نينا والأخطبوط والقرش التي رسمتها في دفتر يومياتها، كانت نينا غير مدركة لمعنى الصداقة، وكان القرش يطلب منها كل يوم أن يأكل ساقا من سيقانها، وكانت تعطيه كل يوم ما يريد، ظلت نينا تقدم له كل ما يطلب حتى أصبحت بلا ساق فتركها ورحل.
لم تكن هذه القصة الوحيدة عن التحرش في الفيلم، فقد عانت أيضا جريس بطلة الفيلم من المشكلة نفسها، ومقابلتها لجايدن أعادت لها كل ذكرياتها الأليمة، لذلك قررت أن تقف بجانب جايدن حتى تتعافى، وأن تحميها من أبيها بكل طاقتها.
الفيلم مقتبس عن قصة حقيقية لتجربة المخرج ديستين كريتون الشخصية أثناء العمل في مصحة للمراهقين، وهو من بطولة بري لارسون.
يقول لارسون “هذا الفيلم أعطاني الثقة لاستكشاف حدسي أكثر، ومنذ أن بدأنا في العمل عليه حتى خرج للناس، وأؤمن أن الأفلام يمكن أن تكون لها قوة الشفاء، ويمكن أن تعلمنا أشياء كثيرة”.
المساعد
فيلم “المساعد” (The Assistant) يناقش التحرش والإيذاء الجنسي في بيئة العمل بكلمات قليلة، وبلغة جسدية هائلة لبطلة الفيلم جوليا غارنر في دور “جين”، وهي امرأة شابة لديها طموح في ترك بصمتها في صناعة السينما والتلفزيون، تبدأ حياتها المهنية بوظيفة وضيعة في شركة كبيرة مهامها تتمثل في صنع القهوة وطلب الغداء وترتيب رحلات السفر وتنظيف المكتب.
في صمت تشاهد جين كل الفساد والاستغلال الجنسي والتحرش من رئيسها، لكنها لن تستمر في المشاهدة من بعيد وستحاول التدخل لحماية الفتيات، يوضح لنا الفيلم من خلال دور جين كيف يتقبل الجميع سلوك المدير في مكان العمل هذا، مما يظهر ثقافة مجتمع فاسد يكون فيها الاستغلال والتحرش مجرد شيء طبيعي ومعتاد.
لقد تمكّن الفيلم من قول الكثير من دور جين من خلال الوقفة والإيماءة والطريقة التي تبدو فيها غير مرتاحة باستمرار على كرسي مكتبها، واللمحة العابرة في عينيها، الفيلم من تأليف وإخراج كيتي جرين، ومن بطولة كريستين فروسيث وماكنزي لي وجوليا جرنر.
678
تدور أحداث فيلم “678” حول ثلاث قصص لثلاث نساء من طبقات اجتماعية مختلفة، يأخذنا الفيلم في حياة نيلي، وهي فتاة من طبقة متوسطة تحاول المطالبة بحقها القانوني بعد أن تعرضت للتحرش، ثم بعد ذلك ننتقل مع الفيلم إلى حياة صبا، وهي فتاة من طبقة غنية وقد تعرضت هذه الفتاة للتحرش أيضا، لذلك تقرر تأسيس حركة للتصدي للتحرش، ثم يأخذنا الفيلم إلى القصة الثالثة، وهي قصة فتاة من طبقة فقيرة محافظة، تقوم بطعن أحد المتحرشين بها في حافلة، ويظهر الفيلم ما تعانيه المرأة في المجتمع بشتى الطرق ومن منظور الطبقات الاجتماعية المختلفة، الفيلم من إخراج وتأليف محمد دياب، ومن بطولة نيلي كريم وناهد السباعي وبشرى.
المصدر : الجزيرة