فلسطينيي سوريا: تعليق تمويل الأونروا سيفاقم معاناة اللاجئين الفلسطينيين
أبدت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” قلقها البالغ في بيان لها الأحد 28 كانون الثاني، إزاء إعلان الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا وفنلندا وإيطاليا وأستراليا وألمانيا تعليق تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، إثر مزاعم إسرائيلية بمشاركة عدد من موظفي الوكالة في عملية “طوفان الأقصى”.
وقال البيان، إن هذا الأمر الذي يهدد استمرار عمل الوكالة في تقديم الخدمات الإنسانية الضرورية لأكثر من ستة ملايين لاجئ فلسطيني مسجل لديها، خاصة في قطاع غزة الذي يتعرض سكانه للإبادة الجماعية والحصار والتجويع والذين يعانون من أوضاع إنسانية هشة.
ووفق البيان فقد لفتت المجموعة النظر إلى المعاناة المستمرة للاجئين الفلسطينيين في سورية والمهجرين منها إلى الدول المضيفة والمخاطر التي ستترتب على وقف المساعدات من تدهور للأوضاع المعيشية والإنسانية لحوالي 440 ألف لاجئ فلسطيني مسجل لدى الأونروا في سورية، وقرابة (29) ألف لاجئ فلسطيني سوري في لبنان و(19) ألف لاجئ فلسطيني سوري في الأردن، يعتمدون بشكل رئيسي على الأونروا بما تقدمه من خدمات إنسانية أساسية، بعدما استحالت حياتهم إلى جحيم نتيجة الوضع السوري منذ آذار 2011 حتى الآن، وما أحدثته من عمليات تهجير ونزوح وإفقار للاجئين.
وأدانت مجموعة العمل بدورها عمليات التحريض التي تمارسها إسرائيل بشكل مستمر على المؤسسات الأممية، وتطالب المجتمع الدولي بعدم التنكر لقضية اللاجئين الفلسطينيين وتحمل مسؤولياته تجاههم وتقديم الدعم اللازم لإنقاذ الوكالة بدل وقفها باعتبارها أحد الشهود على قضية اللاجئين المستمرة منذ نكبة فلسطين عام 1948، وشريان حياة لأكثر من ستة ملايين لاجئ.
كما دعت إلى وقف الضغوط التي تمارس على الأونروا من قبل الدول المانحة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ومساندة إسرائيل التي تسعى إلى إنهاء عملها تمهيداً لشطب قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة إلى ديارهم التي طردوا منها.
للتعليق آثار سلبية
مدير المكتب الإعلامي لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية فايز أبو عيد، قال لوكالة سنا، إن تعليق الدول السبعة لدعمها لمنظمة الأنروا، جاء بحجة مشاركة 12 موظفاً من موظفي الأنروا في عملية “طوفان الأقصى” في غزة في 7 أكتوبر الماضي.
وأشار أبو عيد إلى أن هذا الأمر له تداعيات خطيرة على اللاجئين في غزة والفلسطينيين خارج فلسطين، فلدينا 6 ملايين نازح في الشتات سواء في سورية أو لبنان أو الأردن، والأنروا تعتمد بالأساس على التبرعات من الدول المانحة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف أن تعليق المساعدات، سيؤثر سلباً على الأنروا في تقديم خدماتها في الإغاثة والتعليم والطبابة، واللاجئين الفلسطينيين في سورية والأردن ولبنان 90 بالمئة منهم يعتمدون على المساعدات المقدمة من الأنروا.
ما هي الأنروا؟
أسست منظمة الأنروا (وهي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى) في أعقاب حرب عام ١٩٤٨، بموجب القرار رقم 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 كانون الأول 1949 بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين.
وتقدم الأنروا المساعدة والحماية وكسب التأييد للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسورية والأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك إلى أن يتم التوصل إلى حل لمعاناتهم، ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريباً من خلال التبرعات الطوعية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وتشتمل خدمات الوكالة على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والبنية التحتية وتحسين المخيمات والدعم المجتمعي والإقراض الصغير والاستجابة الطارئة بما في ذلك في أوقات النزاع المسلح.