شاب سوري يترشح لجائزة “النجم الصاعد” في المملكة المتحدة
روى طالب في جامعة كوين كيف هرب من الحرب في سوريا عام 2017 ليقيم حياة جديدة له في أيرلندا الشمالية التابعة للمملكة المتحدة.
فحسان الخوام الذي يبلغ من العمر 23 عاماً أصبح يدرس لنيل شهادة في هندسة البرمجيات بعدما ترك سوريا قبل ثلاث سنوات.
وقصته المميزة اعترفت بتميزها منظمة أمانة الأمير الخيرية التي أسسها الأمير تشارلز لدعم الشباب، وبذلك تم ترشيح حسان إلى المرحلة النهائية لنيل جائزة النجم الصاعد التي تعتبر عرفاناً بإنجازات الشباب الذين نجحوا بالرغم من كل الظروف والمصاعب وحسنوا من فرصهم في الحياة وتركوا أثراً إيجابياً على المجتمع المحلي.
وبالحديث إلى صحيفة بيلفاست تيليغراف، يحكي لنا حسان عن أسرته المؤلفة من والدته منى ووالده مأمون، وشقيقه الأصغر يزن الذي يبلغ من العمر 14 عاماً، وشقيقته سيدرا البالغة من العمر 16 عاماً، وكيف اضطروا جميعاً لترك حياتهم الرغيدة في سوريا وتحولوا إلى لاجئين.
وذكر بأن الطريق كان شاقاً بالنسبة لأسرته التي ذرفت دموع الفرح عندما حصل على قبول في الجامعة أخيراً.
فقد انتقلت تلك الأسرة في بداية الأمر إلى الأردن، حيث ترك حسان التعليم بدوام كامل ليعتني بأبيه الذي مرض وقتها.
وعندما انتقلت الأسرة إلى أيرلندا الشمالية، استطاع حسان تغيير حياته بمساعدة منظمة أمانة الأمير.
إذ بما أنه لم يكن لديه أي دخل، لذا لم يكن بوسعه أن يدفع رسوم دورات تعلم اللغة الإنكليزية التي يحتاج إليها قبل أن يقدم أوراقه للجامعة.
إلا أن أمانة الأمير قدمت له منحة تنموية تغطي كامل الرسوم، ودعمته في الحصول على عمل لدى متجر تيسكو عبر برنامج التدريب والتوجيه.
وبما أنه بدأ العمل قبل تفشي الجائحة بقليل، لذا تم تعيينه كعامل رئيسي.
ونظراً لأنه كان يتحرق لمساعدة غيره، لذا فقد عمل كمدير متطوع لدى منظمة خيرية محلية تدعم الفئات الضعيفة ضمن مجتمعات اللاجئين والمهاجرين في أيرلندا الشمالية.
وبعدما أخذ فترة استراحة من الدراسة لامتحان برمجة الحاسوب، يخبرنا حسان بأن أحلامه بدأت تتحقق الآن، وذلك عندما قال: “لقد سررت للغاية عندما بلغني نبأ ترشيحي، إذ بمساعدة أمانة الأمير تغيرت حياتي بالفعل”.
لقد عانى هذا الشاب في البداية للحصول على شهادة باللغة الإنكليزية، إلا أن الحديث إلى الزبائن في متجر تيسكو حسن من اكتسابه للمفردات بشكل كبير.
ويتذكر عندما أجبر على ترك سوريا، فيقول: “لقد كنا نعيش في رخاء، ولكننا اضطررنا لترك كل شيء والانتقال هرباً من الحرب. وهكذا انتقلنا إلى الأردن، وهناك أدركنا أننا لم نعد نملك شيئاً، لا مال، ولا بيت، وبأنه علينا أن نبدأ حياة جديدة كلياً، كما لم يكن بوسعنا أن نعود إلى سوريا، لأننا بكل بساطة وعلى أقل تقدير سنضع أنفسنا في مأزق”.
وهكذا عمل أبوه بلا كلل ولا ملل لإعالة تلك الأسرة، ولكن عندما تدهورت صحته، تعين على حسان أن يعود إلى العمل، وحول ذلك يخبرنا حسان فيقول: “وجدت كل الأمور أفضل بكثير عندما أتيت إلى أيرلندا الشمالية. فالوضع هنا أحسن بكثير مما هو عليه في الأردن، ولكن على المرء أن يعمل بجد إذا أراد أن يعيش حياة جيدة. وأول حاجز اصطدمت به كان حاجز اللغة الإنكليزية، إذ إنك عندما تتقنها تصبح قادراً على القيام بكل ما ترغب به”.
وبعد معاناة الأسرة لسنين طويلة وهي تكافح لتعيد بناء حياتها، يخبرنا حسان بأن تلقيه لعرض من قبل جامعة كوين غير كل شيء.
هذا وسيتم الإعلان عن الفائزين بجوائز أمانة الأمير في مطلع العام المقبل.
المصدر: بيلفاست تيليغراف