سجّل وقوع 9 وفيات حتى الآن بين نازحي سوريا داخل المخيم.. الأورومتوسطي: لا مقومات للحياة في مخيم الركبان على الحدود الأردنية السورية
أطلق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان نداء عاجلًا من أجل إنقاذ نحو 45 ألف نازح سوري يعيشون أوضاعاً كارثية في مخيم الركبان على الحدود الأردنية السورية، في ظل عزلهم في ظروف جوية ومعيشية غاية في السوء، مشيرًا إلى أن الانخفاض المستمر في درجات الحرارة أدى إلى ارتفاع عدد الوفيات من اللاجئين في المخيم إلى 9 وفيات، أغلبهم من الأطفال، حيث توفي خلال الأسبوع الفائت 3 من الأطفال الرضّع، آخرهم رضيع عمره 10 أيام توفي بالأمس، وذلك بسبب نقص الرعاية والأدوات الطبية اللازمة داخل المخيم.
وقال المرصد الدولي -مقره في جنيف- إن النازحين السوريين في المخيم يعيشون “بلا أدنى مقومات للحياة”، حيث تفرض قوات النظام السوري حصارًا على المخيم وتعزله عن بقية الأراضي السورية، فيما يمتنع الجانب الأردني عن استقبال هؤلاء اللاجئين على أراضيه إلا في الحالات الإنسانية الاستثنائية، ويقيّد تقديم المساعدات لقاطني المخيم بذريعة الاحتياطات الأمنية، محملًا المسؤولية الكاملة للجانب السوري على اعتبار أنّ قاطني المخيم سوريون داخل الأراضي السورية، ولا سيما بعد تحسن الأوضاع في سوريا بشكل نسبي.
ودعا المرصد الأورومتوسطي جميع الأطراف المعنية للعمل على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى أهالي المخيم كافة، وتسهيل عودة النازحين بشكل آمن، لافتًا إلى أنّ التقصير في تقديم الدعم اللازم للنازحين وطالبي اللجوء في المخيم يؤثر بشكل جدي وقاس على حياتهم.
من جانبها، أشارت المتحدثة باسم الأورومتوسطي “سارة بريتشت”، إلى أن المخيم يعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، عدا عن عدم جهوزية النقاط الطبية الموجودة فيه، حيث يعمل بها ممرضون فقط دون وجود أطباء، ويتعين على المرضى داخل المخيم عبور الحدود لمسافة كيلومتر واحد للحصول على الرعاية الطبية في عيادة تابعة للأمم المتحدة في الجانب الأردني.
وذكرت بريتشت أنّ سكان مخيم “الركبان” يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية إضافة إلى افتقار المخيم للمياه النظيفة الصالحة للشرب وشبكات الصرف الصحي والمقومات الأساسية للسكن، محذرة من أنّ كابوس الشتاء والتجمد يلاحق سكان المخيم مع انعدام وسائل التدفئة في ظل انخفاض درجات الحرارة.
وإلى جانب ذلك، أشار الأورومتوسطي إلى أن المخيم يعاني من نقص شديد في تقديم المساعدات الإنسانية، فعلى الرغم من تقديم منظمة “اليونيسيف” 21 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية كجزء من قافلة للأمم المتحدة، وإدخال فرق الهلال الأحمر السوري بعض المساعدات في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، إلا أن هذه المساعدات لا تسد حاجات المخيم سوى لبضعة أيام فقط.
ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى ضرورة التزام الأطراف ذات العلاقة بتقديم المساعدات في جميع الظروف للنازحين ودونما أي تمييز مجحف، ودعا المرصد الحكومة الأردنية إلى إفساح المجال لمزيد من المنظمات الإغاثية بالدخول إلى المخيم لتقديم المساعدات الإنسانية للنازحين فيه، مشيرًا إلى امتناع السلطات حتى الآن عن منح التصريح بالدخول للمخيم سوى لـ 3 من منظمات الأمم المتحدة ومنظمة أردنية واحدة.
يشار إلى أنّ مخيم “الركبان” يقع ضمن مساحة 55 كم على الحدود منزوعة السلاح بين الأردن وسوريا، وتسيطر على المنطقة عدة فصائل في المعارضة السورية المسلحة أبرزها فصيل “جيش المغاوير” وجيش “أحرار العشائر”، ويبعد المخيم عن قاعدة “التنف” العسكرية التابعة لقوات التحالف الدولية مسافة 20 كم تقريبًا.
وكانت المملكة الأردنية قد اعتبرت المخيم منطقة عسكرية مغلقة، ومنعت مرور أي مساعدات إلى المخيم باستثناء بعض المساعدات المقدمة 4 منظمات، وذلك بعد هجوم انتحاري تبناه تنظيم “الدولة الإسلامية” في حزيران/يونيو 2016 ضدّ الجيش الأردني، وأدّى إلى مقتل 7 جنود كانوا في نقطة أمامية تقدُّم الخدمات للنازحين.
وشدد الأورومتوسطي على أنه بالقدر الذي يمكن فيه تفهّم الاعتبارات الأمنية بالنسبة للأردن وتقدير سماحه المحدود لبعض المنظمات بتقديم المساعدات، لكن الأوضاع الإنسانية البائسة لهؤلاء النازحين تستدعي إيلاء الاعتبار الإنساني أولوية أكبر، إما عبر استقبالهم كلاجئين أو توسيع دائرة المنظمات التي يُسمح لها بالعبور لتقديم مساعداتها لهم.
ودعا المرصد الأورومتوسطي في نهاية بيانه المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإغاثية للقيام بتقديم الدعم للاجئين في مخيم “الركبان”، سواء عبر الأراضي السورية أو بالتنسيق مع الحكومة الأردنية، وذلك لتفادي وقوع حالات وفاة أخرى بين أهالي المخيم بسبب نقص الدعم المقدم لهم على المستويات كافة.
2018-12-19
المرصد: الأورو متوسطي لحقوق الإنسان