“رايتس ووتش”: عشرات آلاف النازحين لا يتلقون مساعدات
قالت “هيومن رايتس ووتش” اليوم إن عشرات الآلاف من النازحين في المخيمات والملاجئ المكتظة في شمال شرق سوريا لا يتلقون مساعدات مستمرة أو كافية، مما يؤثر سلبا على حقوقهم الأساسية، مشدة على أن وجود حاجة ملحة لتأمين مآوي مناسبة للطقس، وصرف صحي كافٍ، ووصول ملائم إلى الغذاء ومياه الشرب النظيفة والرعاية الصحية والتعليم.
وشددت هيومن رايتس ووتش على أن الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى والإدارة الذاتية عليها إيلاء الاهتمام الفوري إلى الوضع الإنساني الحرج، الذي يتكشف في المخيمات غير الرسمية والملاجئ الجماعية عبر إعطاء الأولوية لنهج قائم على الحقوق.
وأضافت وصلت المخيمات التي لا تحصل على خدمات كافية إلى قدرتها الاستيعابية القصوى وأُجبرت على صد النازحين السوريين الجُدد، مشيرة إلى أن “ثلاثة من المخيمات غير الرسمية أنشأت في أعقاب التوغل العسكري التركي في المنطقة عام 2019 ، والذى أدى إلى نزوح مئات الآلاف من منازلهم، ولا يزال النزوح مستمرا”، لا سيما من القرى الواقعة على الخطوط الأمامية بين “قسد” ومناطق العملية التركية “نبع السلام”.
وقالت إن حكومة النظام السوري استخدمت لسنوات المساعدات كسلاح، في مسعى إلى فرض وجهة المساعدات، وحيّدت ومنعت مرورها من الأجزاء التي تسيطر عليها إلى الخطوط الأمامية، رغم أن عمليات المساعدة التي تقودها الأمم المتحدة هي شريان الحياة لملايين المدنيين في شمال سوريا،
وأجبرت روسيا في يناير/كانون الثاني 2020 “مجلس الأمن” على إغلاق ثلاثة معابر حدودية من أصل أربعة مصرح بها سابقا،، مما تسبب في قطع المساعدات العابرة للحدود بإشراف الأمم المتحدة بالكامل عن شمال شرق البلاد، وترك الوكالات الأممية تحت رحمة الشروط التعسفية وغير المبررة في غالب الأحيان التي تفرضها الحكومة.
وذكرت أنه في أيار، زار فريق من هيومن رايتس ووتش محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا والتقى 18 نازحا بالإضافة إلى مسؤولين محليين في مخيمي “واشوكاني وسري كانيه”، موضحة أن الباحثين زاروا أيضا ثلاث مدارس في مدينة الحسكة تُستخدم كملاجئ مؤقتة، والتقوا بالمجتمعات المضيفة ومسؤولين محليين وعاملين في المجال الإنساني ونشطاء حقوقيين سوريين ومنظمات محلية.
بحسب مسؤولين محليين، زاد عدد سكان محافظة الحسكة من أقل من نصف مليون إلى مليونين بعد التوغل العسكري التركي في شمال شرق سوريا عام 2019 .
وقال عمال الإغاثة إن المنطقة تضم 12 مخيما، خمسة منها، بما في ذلك واشوكاني وسري كانيه، محرومة إلى حد كبير من الخدمات المستمرة التي تقدمها الوكالات الأممية وتعتمد على الإدارة الذاتية والمجموعات الدولية للحصول على بعض الخدمات.
وقال مديرو المخيم إنه حتى يناير/كانون الثاني، كانت الأمم المتحدة تصنف هذه المخيمات على أنها “غير رسمية”، أي لم تُنشئها المنظمات الإنسانية. قال عمال إغاثة إن مخيمين آخرين في منبج، وُصِفا أيضا بأنهما “غير رسميين”، افتقرا إلى أي حضور لمسؤولين محليين، ولم يتلقيا أي دعم من الأمم المتحدة، وتلقيا دعما محدودا من المجموعات الدولية.
وذكرت أن بعض المخيمات “غير الرسمية” تتلقى حصصا غذائية بشكل متقطع من “برنامج الأغذية العالمي”. اعتُبرت خمسة أخرى، الهول وروج وعريشة ونوروز والمحمودي، “رسمية” وتتلقى خدمات مستمرة رغم تأثرها أيضا الانقطاعات.
وقال عاملون في المجال الإنساني إنه بحلول يناير/كانون الثاني، لم تعد الأمم المتحدة تصنّف المخيمات في شمال شرق سوريا على أنها رسمية وغير رسمية، لكن من غير الواضح كيف انعكس ذلك ميدانيا على اعتبار أن المخيمات “غير الرسمية” كانت لا تزال بدون مساعدة مستمرة من الأمم المتحدة.
ويستضيف 95 ملجأ آخر في شمال شرق سوريا، معظمهم مباني مدارس، نازحين، وهذه الملاجئ لا تتلقى بدورها دعما مستمرا من الأمم المتحدة وتحصل بالكاد على مساعدات ضئيلة من المنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية، وفقا لتقرير المنظمة.
المصدر: بلدي