“ذاكرة متنقلة”.. فيلم بإخراج تركي يروي بدايات انطلاق الثورة السورية
تشهد مدينة إسطنبول التركية، في 8 أبريل/ نيسان المقبل، بدء عرض فيلم “ذاكرة متنقلة”، الذي يروي أحداث السنوات الأولى من انطلاق الثورة السورية لجمهور السينما، حسبما ذكرت وكالة “الأناضول”.
ونقلت الوكالة عن المخرج التركي وكاتب سيناريو الفيلم، درويش زعيم، بعد العرض الذي جرى تقديمه للصحافة في سينما “باي أوغلو” الشهيرة في إسطنبول، قوله، إن “ممثلين مشهورين من العالم العربي مثل صالح بكري وسارة الدبوش، شاركوا في الفيلم”.
وأضاف: “هناك حرب تدور بالقرب منا مباشرة، وأردت أن أحكي قصة إنسانية عن تلك الحرب. وفي سياقها، كانت هناك قصص شكلت مصدراً بالنسبة لي، لذا أستطيع القول إن هذا الفيلم ليس مبنياً على قصة واحدة بل على العديد من مصادر الإلهام”.
وذكر زعيم أنه استمع إلى العديد من قصص الحرب والهجرة، وأنه كتب السيناريو عام 2015 بناءً على قصص استمع لها من أشخاص حقيقيين شكلوا مصدراً استوحى منه.
وتابع: “كانت قصة رجل ملقب بقيصر مصدر إلهام بالنسبة لي. هو شخص حقيقي عاش وتمكن من سرد قصته للعالم. هذا الفيلم لا يجسد القصة الكاملة لقيصر، لأنني رغبت في أن يغطي مجموعة واسعة من جوانب الحرب في سوريا”.
وأردف: “أردت من خلال هذا الفيلم سرد رواية ذات وجهات نظر متعددة ومختلفة. لقد كانت سوريا عبارة عن فسيفساء، وأردت أن أكون قادراً من خلال هذا الفيلم على تجميع تلك القطع الفسيفسائية في لوحة واحدة.”
ومضى قائلا: “كما أردت أن تكون ألوان قصة ألف ليلة وليلة موجودة في الفيلم. في الواقع، أستطيع القول إن قصة ألف ليلة وليلة دخلت في أغوار قصة الفيلم وطريقة عرضه”.
أنت حي بقدر استطاعتك رواية قصتك
وأكد زعيم أن الإشارة في الفيلم إلى قصة “ألف ليلة وليلة” هو تعبير واقعي عن احترام الثقافة العربية.
وقال: “لدي اعتراض على وجود أحكام مسبقة تجاه العرب والأتراك وجميع شعوب الشرق الأوسط. اعتراضي هو أن الأفلام التي تتناول الاضطرابات والحرب في الشرق الأوسط، يتم فيها غالبًا تصوير الشخصيات الشرق أوسطية على أنها لا حول لها ولا قوة، وبحاجة للمساعدة، وغير قادرة على رواية قصتها دون مساعدة الآخرين”.
وأردف: “في هذا الفيلم، سيكون البطل شخصية مستقلة قادرة على رواية قصتها بنفسها، وخلق تأثير لهذه القصة من خلال قوة الرواية. لقد عمدت إلى انتهاج هذا السرد لأن الإنسان يكون حياً بقدر استطاعته رواية قصته. كانت هذه وجهة نظري وهذا ما تعلمناه من قصص ألف ليلة وليلة”.
وأشار المخرج التركي إلى أن فيلم “ذاكرة متنقلة” هو واحد من الأفلام التي حققت أعلى قيمة إنتاجية بين الأفلام التي صورها، مضيفاً: “بعبارة أخرى، يمكنني القول إن تصوير الفيلم جرى عبر توازن مثالي بين احتياجات السيناريو والموارد الموجودة”.
ولفت إلى أنه سبق له أن أخرج أفلاماً باللغة اليونانية وجزئياً باللغة الإنكليزية، وأن إخراج فيلم “ذاكرة متنقلة” جرى بدعم من مساعدين ومترجمين يتقنون اللغتين العربية والتركية.
واستطرد: “جرى إنتاج هذا الفيلم بمشاركة ممثلين عرب وعالميين، في مقدمتهم صالح بكري وعلي سليمان وكنت سعيداً جداً لأنني عملت مع هذين الممثلين المهمين في العالم العربي. أستطيع القول إن هذا الفيلم حدث نادر جداً، ويحمل قيمه إنسانية ويجسد مجموعة من جوانب الأزمة السورية”.
نبذة عن الفيلم
تم الانتهاء من تصوير الفيلم في ولايتي غازي عنتاب (جنوب) وقونية (وسط) التركيتين عام 2019، بمشاركة مدير التصوير السينمائي أندرياس سنانوس، وإعداد أيلين زوي تينيل، وموسيقى ماريوس تاكوشي.
ويروي الفيلم، الذي حاز على جوائز في العديد من المهرجانات، قصة أحمد الذي يجد صعوبة في التحدث بسبب إصابته في الحرب السورية.
وتبلغ مدة الفيلم نحو ساعتين، ويتناول الحرب الدائرة في سوريا التي تسببت في خسارة أرواح أكثر من نصف مليون شخص. كما ينطلق الفيلم من حدث حقيقي، يدفع أبطال القصة للخروج من تناقضاتهم العميقة والدخول إلى مستقبل مليء بالتوتر والمجهول.